اخبار سياسية

إسرائيل تُصر على شروطها.. وفد حماس يغادر القاهرة بلا اتفاق حول أزمة مقاتلي رفح

تطورات مباحثات غزة ورفح بين القاهرة والدوحة

غادر وفد حركة حماس القاهرة الجمعة متوجهاً إلى الدوحة دون التوصل إلى اتفاق بشأن بدء المرحلة الثانية من مفاوضات غزة أو حل أزمة مقاتلي الحركة المحاصرين في أنفاق رفح جنوب القطاع.

وقالت مصادر مطلعة من حركة حماس لـ”الشرق” إن الوفد لم يعقد لقاءً مع قيادة فتح كما كان متوقعاً، ولم يكن هناك باب نقاش حول مستقبل إدارة غزة وتشكيل لجنة كفاءات مستقلة لإدارة القطاع بشكل مؤقت.

وخلال وجوده في القاهرة، التقى الوفد بمسؤولين مصريين بارزين، من بينهم رئيس جهاز المخابرات العامة، الوزير حسن رشاد. وبحسب المصادر جرت مناقشات حول دفع ملف المرحلة الثانية من الهدنة إضافة إلى بحث أزمة المقاتلين في أنفاق رفح التي باتت خارج سيطرة إسرائيل.

وأفاد مصدر لـ”الشرق” بأن الوسطاء الدوليين (مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة) يواصلون الاتصالات بغرض إيجاد حل لأزمة هؤلاء المقاتلين عبر ضمانات تسمح بخروجهم إلى مناطق خارج سيطرة إسرائيل بأمان.

إلا أن الجانب الإسرائيلي يرفض حتى الآن مقترحات الوسطاء التي تتيح خروج مقاتلي حماس أو نقلهم خارج منطقة السيطرة الإسرائيلية، ويعرض خروجهم إلى السجون الإسرائيلية وهو ما ترفضه حماس.

وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن 9 من مقاتلي حماس العالقين في رفح لقوا مصرعهم، ما رفع عدد الوفيات في صفوف المحاصرين إلى أكثر من 30، بحسب البيان.

وأوضح مصدر فلسطيني مقرب من حماس أن عدد المقاتلين الأحياء المحتملين داخل الأنفاق يقدر بين 60 إلى 80 مقاتلاً، مع انقطاع التواصل معهم منذ أشهر، مضيفاً أن المفاوضات الجارية لم تسفر حتى الآن عن اختراق يفضي إلى حل.

ويتزامن ذلك مع تحذيرات من أن استمرار هذه الأزمة يشكل اختباراً للوسطاء والدول الضامنة لاتفاق وقف النار، ويهدد استقرار الهدنة ويزيد من مخاطر تجدد العنف.

ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي، تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاك الهدنة، فيما يتهم كل طرف الآخر بعرقلة تنفيذ البنود اللاحقة ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في غزة.

خرق فاضح لاتفاق غزة

وقالت حركة “حماس”، الأربعاء الماضي، إن ملاحقة الجيش الإسرائيلي لمقاتليها في أنفاق رفح جنوبي قطاع غزة يعد “خرقاً فاضحاً” لاتفاق وقف إطلاق النار. ودعت “حماس” الوسطاء إلى التحرك العاجل للضغط على إسرائيل للسماح بخروج المقاتلين وعودتهم إلى منازلهم، وذكرت أن الجيش الإسرائيلي يرتكب “جريمة وحشية عبر ملاحقة وتصفية واعتقال” المقاتلين المحاصرين في أنفاق مدينة رفح.

واعتبرت أن ملاحقة المحاصرين يعد “خرقاً فاضحاً” لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، و”دليل دامغ على المحاولات المستمرة لتقويض هذا الاتفاق وتدميره”. وتابعت الحركة أنها بذلت طوال الشهر الماضي جهوداً كبيرة مع مختلف القيادات السياسية والوسطاء لحلّ مشكلة المقاتلين وعودتهم إلى بيوتهم، وقدّمت أفكاراً وآليات محدّدة لمعالجة هذه المشكلة في تواصل كامل مع الوسطاء والإدارة الأميركية بصفتها أحد ضامني اتفاق وقف إطلاق النار.

كما نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، منشوراً مقتضباً على تطبيق تلغرام كتب فيه: “ليس في قاموسنا الاستسلام”.

شروط إسرائيل

قال مسؤول إسرائيلي إن تل أبيب نقلت اقتراحاً إلى حماس الأسبوع الماضي بشأن الإفراج المشروط عن عشرات من مقاتلي الحركة المحاصرين في أنفاق رفح، عبر السماح للمقاتلين المتبقين بالخروج إذا استسلموا ووافقوا على نقلهم إلى السجون الإسرائيلية. وتضمن الاقتراح أن يكون المقاتلون مؤهلين للإفراج عنهم وإعادتهم إلى المنطقة التي تسيطر عليها حماس في قطاع غزة، بشرط تعهدهم بعدم العودة إلى القتال ونزع السلاح.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن المقاتلين لم يستسلموا منذ تقديم الاقتراح، مضيفة أنهم خرجوا في عدة مناسبات من الأنفاق في محاولات للهروب أو مهاجمة قوات الجيش، مما يشير إلى أن العرض لم يتم قبوله.

شروط إسرائيل لحل أزمة مقاتلي رفح

* الاستسلام الكامل للمقاتلين المحاصرين. * الموافقة على نقلهم إلى السجون الإسرائيلية. * التعهد بعدم العودة إلى القتال مستقبلاً. * الموافقة على نزع السلاح بشكل نهائي. * إمكانية الإفراج عنهم لاحقاً وإعادتهم إلى مناطق سيطرة “حماس” بعد الالتزام بالشروط.

وأضافت أنه “من غير الواضح ما إذا كان قادة حماس قادرين حتى على التواصل مع المقاتلين المحاصرين”.

وقال مسؤول إسرائيلي: “لقد منحناهم في رفح خيار الحياة والخروج من الأنفاق، وحتى الآن لم يوافقوا على الشروط التي وضعناها، ويبدو أنهم قرروا أن يصبحوا شهداء”.

ويوجد عشرات من مقاتلي “حماس” عالقين في أنفاق تحت الأرض خلف ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” شرقي غزة، وهي المنطقة التي انسحب إليها الجيش الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وبموجب الاتفاق الذي أُبرم في أكتوبر بين حركة “حماس” وإسرائيل، أفرجت حماس عن جميع المحتجزين الأحياء في غزة مقابل إطلاق إسرائيل سراح نحو 2000 أسير ومعتقل فلسطيني احتجزوا خلال فترة الحرب. كما نصت الخطة على انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي إلى خطوط مرتبطة بمراحل تطبيق خطة الرئيس الأميركي للسلام في غزة، واعتبر الخط الأصفر أول خطوط الانسحاب، مع وضع خط أحمر وخطة تعزيز وجود قوة دولية مؤقتة وصولاً إلى منطقة آمنة، وهو الأمر الذي رفضته حماس باعتباره فرض وصاية دولية على القطاع.

ومنذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر، قتلت إسرائيل 347 فلسطينياً وأصابت 889، ما يرفع عدد ضحايا الحرب إلى 69 ألفاً و785 قتيلاً، إضافة إلى 170 ألف و965 إصابة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى