اخبار سياسية

تقرير: واشنطن تتهيأ لإجراء تغييرات وزارية محتملة بنهاية العام الأول من رئاسة ترمب

يستعد البيت الأبيض لإجراء تغييرات محتملة في حكومته مع إتمام ترامب عامه الأول في الرئاسة، وذلك وفق معلومات من أشخاص مطلعين تحدثوا لشبكة CNN، وهو ما قد يزعزع استقرار فريق الوزراء المستقر حتى الآن.

المجالات الوزارية التي قد تشهد تغييرات

من بين الوزارات التي قد تشهد تعديلًا، وزارة الأمن الداخلي بقيادة كريستي نويم، المسؤولة عن تنفيذ وعود الترحيل الجماعي للمهاجرين.

وقد تشهد وزارة الطاقة تعديلًا أيضًا، حيث يترأسها كريس رايت، الذي تزايدت حدة الخلافات مع البيت الأبيض في الأشهر الأخيرة.

وفي حين تستمر المناقشات، تؤكد المصادر أن “لم تُتخذ قرارات رسمية”، وأن مجلس الوزراء سيبقى على الأقل حتى بداية العام المقبل.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الحكومة لن تتغير مهما أشارت إليه شبكة CNN.

خلف الكواليس

وأفادت مصادر لشبكة CNN بأن ترامب نفسه سعيد بأداء نويم، وهو يشيد بها علانية، لكن خلف الكواليس عبّر بعض كبار مسؤولي البيت الأبيض عن إحباطهم من كبير المستشارين كورّي ليوانداوسكي، وهو صديق قديم لنويم وتولى منصبًا في وزارة الأمن الداخلي.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الرئيس يحب كريستي ويقدّر عملها، لكنه لم يرَ ضرورة لإقالتها في الوقت الراهن.

ويعود تاريخ العلاقة القوية بين ليوانداوسكي ونويم إلى ماضٍ في ساوث داكوتا، وهو ما يجعل أمامهما تساؤلات حول احتمال مغادرتهما معًا وتفريغ وزارة الأمن الداخلي من منصب رئيسي.

ويُعد ليوانداوسكي وجهًا معروفًا في دائرة ترامب، إذ كان جزءًا من إدارة الحملة الانتخابية عام 2016، ثم انتقل إلى وزارة الأمن الداخلي كنائب محسوب على نويم، ما ولّد انتقادات حول نفوذه داخل الوزارة.

ووفقًا لمصادر، فإن ليوانداوسكي أشرف على عمليات فصل الموظفين وتوجيههم إلى إجازة، وطلب محاسبة من يراهم يعرقلون تنفيذ الأجندة، كما استغل الموارد الكبيرة المتاحة للوزارة لدعم عمليات الترحيل.

وأبرزت مصادر ليفيت أن نتائج الوزارة في تعزيز الحدود الآمنة وتحقيق ترحيلات ناجحة للمهاجرين غير الشرعيين تُعد من إنجازات الإدارة، وردت وزارة الأمن الداخلي بأن ليوانداوسكي معروف بانتقاد المسؤولين الذين يعرقلون الإجراءات.

وفي سبتمبر، عُقد اجتماع في البيت الأبيض ضم ليوانداوسكي ونويم لمناقشة إدارة الوزارة، وتناولت المصادر أن الاجتماع كان مثيرًا للجدل بين ترامب وليوانداوسكي، ما أشعل أسئلة حول مدى بقاء الأخير ضمن الإدارة.

إدارة الحملة والصراع على السلطة

وتزايد التوتر بين ليوانداوسكي وعدد من أفراد القيادة المقربين من ترامب، بمن فيهم رئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز وكريس لاسيفيتا، بعد انتخابات 2024، حيث حاول ليوانداوسكي تعزيز وجوده وقراراته إلى حد اقتسامها مباشرة مع ترامب.

وتلاشت سلطته تدريجيًا قبل انتهاء الحملة من أجل منصب رفيع في الجناح الغربي للبيت الأبيض، وفي نهاية المطاف كُلف بوزارة الأمن الداخلي بوظيفة مؤقتة يًفترض أن تستمر 130 يوم عمل.

وبالرغم من أن ليوانداوسكي بدأ عمله في الوزارة بعد عودة ترامب إلى الرئاسة، إلا أن المسؤولين يقولون إنه لا يزال أمامه نحو 40 يومًا في دوره الحالي، بينما أشارت تقارير إلى اجتماع طارئ جمع نويم وليوانداوسكي بمسؤولين في وزارة الأمن الداخلي لمعالجة قضايا الطوارئ الفيدرالية هذا الأسبوع.

وخلال الولاية الأولى للرئيس، كان لوزارة الأمن الداخلي أكثر من وزير، وتعرضت لتراجع في الأداء أحيانًا، وهو ما يفتح احتمال إعادة النظر في قيادتها في الأسابيع المقبلة.

وقد جرَت نقاشات حادة حول تغييرات في مناصب أخرى أيضًا، مثل وزارة الدفاع عقب جدل حول تسريبات سيجنال وتنظيمات داخليّة داخل الإدارة.

مناصب شاغرة وتقديرات مستقبلية

يُعَتَبر حاكم ولاية فرجينيا، جلين يونكين، أحد القيادات الجمهورية المرشحة لملء مناصب محتملة، مع انتهاء ولايته في يناير، وعبّر عن إعجاب كبير بترامب، ولكنه أشار إلى أن احتمال التحاقه بالحكومة سينتظر منصبًا يناسب طموحاته، ويفضل المناصب الاقتصادية أو التجارية على تلك المرتبطة بالهجرة.

وأوضح أحد المقربين منه أن يونكين قد يتردد في قبول سياسات ترحيلية صارمة في وزارة الأمن الداخلي، ويرى المقربون أنه قد يُبدي اهتمامه بمساهمة في إدارة شؤون اقتصادية ضمن الإدارة، في حال فتح منصب مناسب. ولم يرد متحدث باسم يونكين على طلب تعليق، فيما يواصل الحلفاء ربطه بمسارات محتملة في الحكومة حسب التطورات المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى