اخبار سياسية

أوكرانيا تتخوف من حملة ضغط أميركية لقبول خطة سلام لإنهاء الحرب مع روسيا

فرضت واشنطن ضغوطاً شديدة لقبول خطة سلام شاملة أعدتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتعاون مع موسكو لإنهاء الحرب الروسية على كييف، وفقاً لما نقلته صحيفة فاينانشال تايمز عن مسؤولين أوكرانيين.

وقال مسؤولون أوكرانيون وشخص مطلع على الملف إن النهج الأميركي الحالي يشبه الضغط المكثف الذي مارسته واشنطن في وقت سابق من هذا العام على الرئيس فولوديمير زيلينسكي لقبول «صفقة مرهقة» بشأن حقوق استغلال المعادن، وفق الصحيفة.

وتتضمن الخطة المكونة من 28 بنداً، التي أيدها ترامب، تنازلات كبيرة من كييف قد تتجاوز خطوطها الحمراء وتطورها بالتعاون بين مفاوضين أميركيين وروس، وتطال بنودها تنازلات كبيرة من كييف.

وأفاد المسؤولون الأوكرانيون بأن إدارة ترمب أبلغت زيلينسكي وفريقه بأن البيت الأبيض يعمل وفق جدول زمني صارم لوضع اللمسات الأخيرة على المقترح بهدف إنهاء الحرب قبل نهاية العام.

وأضافوا أن المسؤولين الأميركيين يتوقعون أن يوقع زيلينسكي على الاتفاقية قبل عيد الشكر وأن تُقدم صفقة السلام في موسكو لاحقاً في الشهر نفسه وتُختتم العملية بحلول أوائل ديسمبر.

ورغم ذلك، يبدو من غير المرجح تحقيق هذا الجدول الزمني، إذ أكدت مصادر في مكتب زيلينسكي وجود عدة نقاط تُعد خطوطاً حمراء واضحة بالنسبة لكييف، وأضافوا أنهم يعملون على تقديم مقترحات مضادة للطرف الأميركي، ومن المرجح أيضاً أن يدفع المجتمع المدني الأوكراني ضد أي صفقة تُنظر إليها على أنها استسلام أو ميل لموسكو.

ووصف أحد كبار المسؤولين الأوكرانيين الأمر بأنه نسخة أخرى من «صفقة المعادن»، في إشارة إلى الاتفاق الذي جرى التفاوض بشأنه في وقت سابق من هذا العام ومنح الولايات المتحدة حقوقاً على المعادن الحيوية في أوكرانيا، وكان يُنظر إليه كضرورة لجلب دعم أميركي للوقوف بجانب أوكرانيا في مواجهة روسيا.

خطة أميركية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

وأعلنت الرئاسة الأوكرانية، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة سلمت أوكرانيا رسمياً خطة السلام، وتقول مصادر مطلعة إن الخطة تتطلب من أوكرانيا التنازل عن أراضٍ في دونباس الشرقية، وتقليص حجم قواتها إلى النصف، والتخلي عن فئات أساسية من الأسلحة. وقال مكتب زيلينسكي: تلقى الرئيس رسمياً من الجانب الأميركي مسودة الخطة ويعتقد أنها قد تساعد في إعادة تنشيط الدبلوماسية. وأضاف المكتب أن كييف وافقت على العمل على بنود الخطة بطريقة تضمن إنهاء الحرب بشكل عادل، ويتوقع زيلينسكي التحدث مع ترمب في الأيام المقبلة حول الفرص والدوافع اللازمة لتحقيق السلام.

وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن المبعوث الخاص ترم ويتكوف ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو كانا يعملان بهدوء على خطة السلام خلال الشهر الماضي، وأضافت: الرئيس يؤيد هذه الخطة ويعتبرها جيدة لكل من روسيا وأوكرانيا، ونعتقد أنها يجب أن تكون مقبولة للطرفين ونحن نعمل بجد لإنجازها.

وردت وزارة الخارجية الأوروبية بأن أوروبا وأوكرانيا يجب أن تكونا جزءاً من المفاوضات، وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: لم نسمع عن أي تنازلات من الجانب الروسي.

وتأتي المبادرة في وقت يضعف فيه موقف زيلينسكي السياسي بسبب فضيحة فساد أدت إلى استقالة وزيرين. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» في تقرير أن زيلينسكي أقال الأسبوع الماضي مسؤولين رفيعين، وفرض عقوبات على مقربين منه، بعدما كشف تحقيق حكومي عن اختلاس نحو مئة مليون دولار من قطاع الطاقة من خلال رشاوى دفعها متعاقدون.

التقى زيلينسكي الخميس وفد عسكري أميركي برئاسة وزير الدفاع دانييل دريسكل، وهو نجم صاعد في البنتاغون وحليف مقرب من نائب الرئيس جي دي فانس، وأكد الرئيس الأوكراني لاحقاً في منشور على منصة X أنه ناقش خطة السلام مع دريسكل. وقال مسؤول أميركي إن دريسكل قدم موعد رحلته إلى أوكرانيا بنحو شهر بعد أن طلب من البيت الأبيض الأسبوع الماضي المساعدة في إطلاق مفاوضات السلام والقيام بمهمة استطلاع، وأضاف أن الوزير كان يخطط أيضاً للتواصل مع الروس ليجري نفس النقاش من جانبهم للمساعدة في الدفع نحو السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى