خطة ويتكوف للسلام في أوكرانيا.. الغموض المحيط بالناتو يفاقم مخاوف حلفاء واشنطن

تفاصيل الخطة وخلفياتها
أصدرت دول حليفة للولايات المتحدة ومسؤولون أوكرانيون طلباً لتوضيح بنود الخطة الأميركية للسلام في أوكرانيا، وسط مخاوف من أن يسهم التعجيل بإيقاف القتال في رضوخ كييف لمطالب موسكو.
تتضمن الخطة، كما أشارت تقارير، 28 بنداً تتضمن تنازلات كبيرة من الجانب الأوكراني، بما في ذلك قيود على الجيش وتنازلات عن مساحات واسعة من الأراضي، لكنها تبقى قابلة للتفاوض وفق مصادر مطلعة.
تنقسم الخطة إلى أربعة محاور رئيسية هي إحلال السلام في أوكرانيا، وتقديم ضمانات أمنية (دون الإشارة إلى طرف من أطراف الحرب)، والأمن الأوروبي، ومستقبل العلاقات الأميركية مع روسيا وأوكرانيا.
يبحث الأميركيون عن كيفية الإشارة إلى الناتو داخل الخطة، وهو موضوع لم تُكشف تفاصيله سابقاً وفق المصدر نفسه.
ردود الأفعال والمخاوف الدولية
وتسعى أوكرانيا إلى الانضمام إلى الناتو كضمانة ضد غزو روسي مستقبلي محتمل، في حين ترفض الولايات المتحدة الفكرة وتطالب موسكو بضمان انضمام كييف للحلف.
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن إنهاء الحرب في أوكرانيا وإحلال السلام يتطلب قبول الطرفين بتنازلات صعبة، وأضاف عبر منصة التواصل أن مثل هذا النزاع المعقد يحتاج إلى تبادل مكثف للأفكار الجادة والواقعية.
تشير تقارير إلى أن الأوروبيين قلقون من منح روسيا تنازلات إقليمية قد تشجع العدوان وتؤسس لسوابق خطيرة.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن البيت الأبيض رفض التعليق على تفاصيل الخطة أو كيفية إعدادها، بينما يحاول مسؤولو العواصم الأوروبية فهم تفاصيلها رغم ندرة المعلومات.
أشار وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى أنهم لم يتلقوا إحاطة بهذا الشأن، وأن هناك جهود دولية لإعادة بوتين إلى طاولة المفاوضات، مؤكداً دعمهم لأي مسار يقود إلى تفاوض مع كييف.
وتشمل المطالب الروسية إصراراً على بسط سيطرتها على أراضٍ في شرق أوكرانيا تتجاوز ما سيطرته خلال الحرب وتخلي كييف عن أي ضمانات أمنية مستقبلية من الحلفاء.
وأفادت تقارير بأن الإدارة الأميركية أرسلت هذا الأسبوع وزير الدفاع دان دريسكول مع رئيس أركان الجيش وقائد القوات الأميركية في أوروبا إلى كييف لإطلاع الأوكرانيين على الخطة.
وتم ترتيب الزيارة بسرعة عقب اجتماع في البيت الأبيض اقترح خلاله ترمب أن يتولى دريسكول مهمة مبعوث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وفريقه لبحث الخطة، وفق مصادر مطلعة.
ومن المقرر أن يُكمل دريسكول اجتماعاته في كييف بسلسلة إحاطات لحلفاء الناتو لشرح الخطة ومسار العمل الأميركي القادم.
أبدت إدارة الرئيس ترمب تفاؤلاً بأن إطاراً لإنهاء النزاع قد يحصل على موافقة جميع الأطراف بحلول نهاية الشهر، بينما أكد مسؤول آخر أن الطرفين بحاجة إلى مرونة.
ولم تصدر كييف تعليقاً علناً بشأن الخطة، بينما قال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندري يرماك إنه على ارتباط دائم مع فريق ترمب بما في ذلك ويتكوف، وأنه جاهز للعمل مع الولايات المتحدة لضمان سلام عادل ودائم.
قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إن بوتين رفض مبادرات السلام التي طرحها ترمب حتى الآن واختار التصعيد، وهو ما يدفع الأوروبيين إلى الضغط على بوتين عبر العقوبات والدعم لأوكرانيا لإعادته إلى طاولة الحوار.
وذكر دبلوماسيون أوروبيون وأوكرانيون أن هناك حذراً مستمراً تجاه نهج ويتكوف في التعامل مع الحرب، وأن بعضهم يرى أنه يعزز مخاوف الحلفاء من أن واشنطن قد تذهب بعيداً دون استشارة الحلفاء.
قللت موسكو من أهمية المقترح الجديد، فقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن لا جديد يطرأ عما جرى مناقشته في قمة آسيا-ألاسكا.
يظل حجم التخطيط للمقترح غير واضح، حيث أكد مصدران مطلعان أن عدداً من المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية لم يُستشاروا بشأن هذه الخطوة الأخيرة.
أوضح المصدران أن الخطة جرت من دون تنسيق بين الوكالات، وأن البيت الأبيض لم يرد فوراً على طلب تعليق حول المسار المتبع عادة في مثل هذه المسارات.




