اقتصاد

بوتين يمنح الضوء الأخضر لبدء بناء كاسحة الجليد النووية ستالينغراد

أعرب بوتين خلال مشاركته عبر تقنية الفيديو في مراسم وضع حجر الأساس لبناء الكاسحة النووية “ستالينغراد” عن ثقته بأن الكاسحة ستُحمل الاسم بجدارة وستعمل في القطب الشمالي القاسي وتشق طريقها عبر الجليد لتصبح رمزاً لمهارة وقوة شعبنا، ولقدراته على وضع وتنفيذ الخطط الأكثر جرأة والصمود في أصعب الأوقات.

وصف الرئيس الروسي الحدث بأنه مهم، وأكد أن روسيا ستواصل تعزيز قدراتها في أسطول كاسحات الجليد وتطوير صناعة بناء السفن رغم الصعوبات الحالية.

وأشار إلى أن روسيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك القدرة على إنتاج كاسحات جليد نووية موثوقة بأعداد كبيرة.

كذلك كشف عن استمرار العمل في بناء كاسحتين أخريين من هذه السلسلة، هما “تشوكوتكا” و”لينينغراد” في مصنع البلطيق، مع أن حجم العمل المستقبلي كبير، وهو واثق بأن هذا العمل سيسير وفق الجدول الزمنـي المحدد.

رئيس مؤسسة “روساتوم” ألكسي ليخاتشوف أكد أن روسيا تبني حالياً عدداً من كاسحات الجليد النووية يفوق ما تم بناؤه حتى في فترات الازدهار السوفيتي، وقال: “ننوي تعزيز قوة ومكانة روسيا من خلال ضمان أمنها وتطوير تكنولوجياتنا النووية السلمية التي تضمن ريادتنا في المنطقة القطبية الشمالية”.

وأشار رئيس الشركة المتحدة لبناء السفن أندريه بوتشكوف إلى أن روسيا تبني أكبر سلسلة من كاسحات الجليد في العالم، كما تم تقليص فترة بناء هذه السفن من سبع إلى خمس سنوات، وأكد مخاطباً الرئيس بوتين: “نفهم جيداً مهامنا المتعلقة بتنفيذ الخطط الحكومية لتطوير منطقة القطب الشمالي، وسنبذل كل ما يلزم لإنهاء بناء كاسحة الجليد النووية “ستالينغراد” في الوقت المحدد. لن نخيب الظن”.

ما هو مشروع 22220 لكاسحات الجليد؟

تعد كاسحات الجليد التي تُبنَـى في إطار مشروع 22220 الأكبر والأقوى في العالم، وتتمثل مهمتها الأساسية في ضمان الملاحة على مدار العام في الجزء الغربي من منطقة القطب الشمالي.

يتجاوز طول كاسحة الجليد الواحدة في هذا المشروع 173 متراً، وتتمتع بقدرة على اختراق طبقات جليد بسماكة تصل إلى 3 أمتار، ويمكنها العمل دون إعادة تزويد بالوقود حتى سبع سنوات.

وتتميز هذه الكاسحات بأنها صديقة للبيئة، حيث لا تُنتج أي انبعاثات تقريباً من ثاني أكسيد الكربون أثناء التشغيل، كما أن تقنية الغاطس المتغير التي تمتلكها تضمن فعالية الملاحة عبر ممر الملاحة الشمالي في مختلف الظروف.

ممر الملاحة الشمالي

يعد ممر الملاحة الشمالي واحداً من أهم الطرق البحرية الاستراتيجية في العالم، حيث يمتد على طول الساحل الشمالي لروسيا من بحر بارنتس غرباً إلى مضيق بيرينغ شرقاً، ويمتد بطول نحو 5600 كيلومتر. يمر عبر ستة بحار قطبية هي بارنتس وكارا ولابتيف وشرق سيبيريا وتشوكشي وبيرينغ.

تكمن الأهمية الاستراتيجية لهذا الممر في تقليل المسافة بين أوروبا وآسيا بنحو حتى 40% مقارنة بالطرق التقليدية مثل قناة السويس، ما يقلل زمن الرحلة من نحو 30 يوماً إلى 18 يوماً. كما يفتقر إلى مخاطر القرصنة البحرية ولا توجد رسوم عبور إجبارية.

وتولي موسكو أهمية كبيرة لتطوير الممر، حيث تواصل مؤسسة روساتوم تصنيع كاسحات جليد نووية جديدة وتملك أكبر أسطول من هذا النوع في العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى