من بينها مصر.. دول إفريقية تسعى نحو خفض الفائدة قبل نهاية العام

تتجه مجموعة من البنوك المركزية الأفريقية إلى خفض أسعار الفائدة مع تراجع معدلات التضخم.
من المقرر أن تعلن البنوك المركزية في مصر وغانا وأنغولا وجنوب أفريقيا وكينيا ونيجيريا قراراتها بشأن السياسة النقدية خلال الأسابيع المقبلة، إضافة إلى اقتصادات أصغر مثل ليسوتو وناميبيا وبوتسوانا.
قال جاك نيل، رئيس قسم الاقتصاد الكلي لأفريقيا في أوكسفورد إيكونوميكس، إن التوقعات تشير إلى أن النهاية لهذا العام ستكون في سياق مزيد من التيسير عبر معظم الاقتصادات، مع احتمال استمرار خفض الفائدة حتى 2026، خصوصاً في كينيا وغانا ونيجيريا.
الأسواق الناشئة المستفيد الأكبر
كانت الأصول في الأسواق الناشئة من بين أكبر الرابحين هذا العام، مدعومة بضعف الدولار، وتراجع الاحتياطي الفيدرالي، وانخفاض أسعار النفط الذي ساهم في تهدئة التضخم. في أفريقيا، بدأ انخفاض التضخم في المناطق المختلفة يتيح للبنوك المركزية التحول نحو تحفيز النمو الاقتصادي، وهو ما يعزز فرص تراجع إضافي في أسعار الفائدة حول القارة خلال الأشهر القادمة.
هذا التحسن شجّع عدداً من الدول، بينها زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، على خفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ سنوات، ويتوقع أن تسمح هذه الديناميكية باستمرار وتيرة التيسير النقدي في دول أخرى أيضاً.
توقعات الفائدة في غانا وكينيا
في غانا، مع تباطؤ التضخم السنوي إلى أدنى مستوى في أكثر من أربع سنوات، من المتوقع أن يخفض صانعو السياسة تكلفة الاقتراض للمرة الثالثة على التوالي بمقدار نحو 325 نقطة أساس إلى 18.25%، وذلك بعد خفض مفاجئ بمقدار 350 نقطة أساس في سبتمبر.
كما تستعد لجنة السياسة النقدية في كينيا لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 9%، مواصلة أطول دورة تيسير نقدي مستمرة في تاريخها.
قال نيل إن غانا وكينيا تتمتعان ببيانات اقتصادية إيجابية أخيراً، بما في ذلك تراجع التضخم، لافتاً إلى أن البنك المركزي الغاني سيكون حريصاً على دعم التعافي الاقتصادي، بينما سيرحب بنك كينيا بتخفيف ضغوط تكلفة المعيشة.
نيجيريا وأنغولا تحت المجهر
أما الدولتان الأكبران إنتاجاً للنفط، نيجيريا وأنغولا، فقد خفّضتا أسعار الفائدة الرئيسية في سبتمبر للمرة الأولى منذ سنوات، وهو ما يمنحهما مساحة إضافية للمزيد من التيسير.
قال نيل إن البنك المركزي النيجيري كان محافظاً جداً، لكن تباطؤ التضخم وقوة العملة النيرة يمنحانه مساحة أكبر للمناورة، ما يعزز توقعات بخفض إضافي في الوقت القريب.
تراجع التضخم السنوي في أنغولا بشكل حاد إلى 17.4% في أكتوبر من 18.2% في سبتمبر. ورغم أن المحللين يتوقعون خفضاً إضافياً بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع قريب، ليصل معدل الفائدة إلى نحو 18.5%، فإن المسار يبقى قابلاً للمزيد من التيسير إذا استمر انخفاض التضخم وظهرت إشارات لتخفيف الضغط على النمو.
مصر وجنوب أفريقيا
يتجه تركيز المستثمرين إلى أكبر اقتصادين في القارة، جنوب أفريقيا ومصر، مع صدور قرارات الفائدة فيهما في وقت قريب. تبنت وزارة الخزانة في جنوب أفريقيا هدف التضخم الجديد عند 3% في المدى المتوسط، ما يعزز التوقعات بأن البنك المركزي سيبدأ دورة تيسير قادمة مع خفض بمقدار 25 نقطة أساس إلى 6.75%، ويرى بعض المحللين أن هذا التوجه يفتح باباً لتخفيف إضافي تدريجي مع مرور الوقت.
أما في مصر، فالتضخم ما زال يمثل عامل قلق بسبب ارتفاع الإيجارات، ما يجعل التوقعات غير حاسمة إلى حد كبير. ويشير جزء من التوقعات إلى احتمال خفض الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى نحو 20%، فيما يرى آخرون احتمال تثبيت الفائدة لحين وضوح السلوك التضخمي بشكل أقوى.




