اخبار سياسية

إدارة الهجرة الأمريكية تُطلق حملة واسعة في نورث كارولاينا مع تحول التركيز من شيكاغو

عملية شارلوت وتداعياتها

بدأت قوات الحرس الحدودي السبت بتنفيذ توقيفات داخل مدينة شارلوت، المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في نورث كارولاينا، مع بدء نشر القوات في المدينة في خطوة قالت وزارة الأمن الداخلي إنها تهدف إلى ضمان سلامة الأميركيين والتخلص من التهديدات التي تمس الأمن العام.

أكّد مسؤولو محليّون أن شرطة شارلوت-ميكلنبورج، ذات الأغلبية الديمقراطية، لا تشارك في إنفاذ قوانين الهجرة الفدرالية، ودعوا المجتمع إلى الحفاظ على الهدوء.

أكد رئيس شرطة مقاطعة ميكلنبورج جاري ماكفادن في وقت سابق هذا الأسبوع أنه علم بخطط حرس الحدود للعمل داخل المدينة.

وتوسعت الحملة لتشمل الجنوب، حيث توسع تركيز الإدارة الأميركية جزئياً من شيكاغو في إلينوي إلى مناطق أخرى، عقب تغيّر في الأولويات قبل ذلك.

وقالت وزارة الأمن الداخلي التي أطلقت على العملية اسم “عملية شبكة شارلوت” (Charlotte’s Web) في تلاعب بالاسم الشائع لقصة الأطفال، إن نحو 1400 مذكرة احتجاز لم يُلتزم بها من قبل الوكالة، ما يعني أن الأشخاص المعنيين أُطلق سراحهم في شوارع نورث كارولاينا بسبب سياسات الملاذ الآمن.

زَعمت المتحدثة باسم الوزارة تريشا ماكلاكلين وجود عدد كبير من الضحايا جراء جرائم ارتكبها مهاجرون غير شرعيين، وأشارت إلى أن الرئيس دونالد ترمب والوزيرة كريستي نويم سيتحركان لحماية الأميركيين حين يفشل سياسيّو الملاذ الآمن في ذلك.

رصدت منظمات أهلية انتشاراً متزايداً لعناصر الهجرة والجمارك وحرس الحدود على محاور عدة، بينها ساوث بوليفارد وآرشديل وأروود وسنترال أفينيو ور وقد شوهدت تعزيزات في شارلوت شرق المدينة منذ ساعات الصباح الأولى.

في شرق شارلوت، وقف المالك مانويلو بيتانكور في مخبز لاتيني وهو يراقب المكان، مرتدياً صافرة حول عنقه وحاملًا مفتاح باب مخبزه، وهو مقصد رئيسي لمجتمع المهاجرين، ورغم العمل الذي كان يقوم به فريقه لإعداد الكعك المحلى، كان يرى التفتيش في موقف السيارات الخاص به.

وقال بيتانكور إنه في وقت سابق من صباح السبت قامت السلطات الفدرالية بتفتيش مكان وقوف السيارات بينما كان فريقه يعد آلاف القطع من الكعك المحلى “الكونشا” لزبائنهم، مع القول: كثير من الأطفال فقدوا آباءهم هذا الصباح.

وثّق صحافي محلي مقطع فيديو يظهر عناصر حرس الحدود وهم يقتادون رجلاً مكبّلاً بالأصفاد في مركز تسوق شرق شارلوت، كما شوهد آخرون يسحبون رجلاً من شاحنته استعداداً لتوقيفه في مركز آخر، إضافة إلى وجودهم في موقف سيارات تابع لـهوم ديبوت على طريق نورث ويند أوفر.

خلال الأشهر الأخيرة نفّذت وكالات الهجرة الفيدرالية عمليات واسعة في مدن مثل شيكاغو، حيث أشارت وثائق قضائية إلى احتجاز 85% من الموقوفين في إطار عملية “ميدواي بليتز” من دون مذكرات، ما أدى إلى الإفراج عن مئات المحتجزين، وفي بورتلاند أثيرت دعاوى قانونية وتدعيمات على استخدام القوة واحتجاجات.

أصدرت مسؤولو مقاطعة ميكلنبورج بياناً مشتركاً حينها أكدوا أن عمليات حرس الحدود تثير خوفاً وعدم يقين غير ضروريين في المجتمع، وأن الإجراءات الأخيرة في مدن أخرى نتج عنها احتجاز أشخاص بلا سجلات جنائية واندلاع احتجاجات عنيفة نتيجة قرارات غير مبررة.

داخل المخبز، وزّع ناشطون بطاقات توضّح الحقوق القانونية بالإنجليزية والإسبانية ونصحوا الناس بعدم الإجابة عن الأسئلة أو توقيع الوثائق.

وخلال زيارة لتقديم الدعم، أخرج بيتانكور جواز سفره الأميركي، وهو يؤكد حصوله على الجنسية منذ عقود، مع تعبير عن مخاوفه من عدم تصديق العناصر أنه مواطن بسبب مظهره ولغته.

وقالت سوزان رودريجيز-ماكدويل، مفوّضة مقاطعة ميكلنبورج، إنها تشعر بالألم عندما تأتي السلطات وتبدأ بجمع الناس وتفحص الأضرار المحتملة، وتضيف أن ذلك يبعث على القلق عندما يُساء تفسير وجود أشخاص في المنطقة.

وفي أثناء حديثه، كان بيتانكور يعانق الزبائن ويفتش السيارات المجهولة في ساحة الانتظار خوفاً من أن تكون مركبات فيدرالية بلا لوحات، مضيفاً أنه يريد أن يعرف أطفاله أنه حين يعودون من مباراة كرة القدم سيكون والدهم بخير، بينما يخشى أن لا يعود آباؤهم إلى منازلهم الليلة لأعداد كثيرة من الأطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى