ترمب يعترف بتأثير الرسوم الجمركية على أسعار السلع الغذائية ويُلغي بعضها

أعلنت الإدارة الأميركية الجمعة إلغاء الرسوم الجمركية على مجموعة من المواد الغذائية، بما فيها لحوم الأبقار والقهوة والفواكه الاستوائية ومجموعة من السلع الأخرى، في خطوة تهدف إلى خفض الأسعار للمستهلكين.
وتأتي هذه الخطوة في ظل ضغوط كبيرة لتخفيف ارتفاع الأسعار، وذلك بعد أن كان ترامب يركز في ولايته الثانية على فرض تعريفات كبيرة على الواردات بهدف تشجيع الإنتاج المحلي.
وترى الأوساط أن التراجع عن سياسة التعريفات يمثل تحولاً مهماً، وذلك في أعقاب مخاوف الناخبين الاقتصادية التي ظهرت في الانتخابات الأخيرة وأسفرت عن فوز الديمقراطيين في فرجينيا ونيوجيرسي وسباقات رئيسية أخرى، وفق تقارير وكالة أنباء.
ولدى سفره على متن الطائرة الرئاسية إلى فلوريدا، قال ترامب: “لقد تراجعنا قليلاً عن رسوم بعض الأطعمة مثل القهوة”.
وعندما سُئِل عما إذا كانت التعريفات رفعت الأسعار، اعترف بأن ذلك قد يحصل في بعض الحالات، مضيفاً أن الدول الأخرى تحملت غالباً النصيب الأكبر.
وحتى مع التراجع في الرسوم، يبقى التضخم مرتفعاً، وهو ما يضيف ضغطاً على الأميركيين.
تطور القرار وتأثيره
تصر الإدارة على أن التعريفات ساعدت في تمويل الخزينة وليست سبباً رئيسياً لارتفاع الأسعار، لكن الديمقراطيين رأوا في الإعلان اعترافاً بأن التعريفات أضرت الأميركيين. وأكد نائب ديمقراطي من فرجينيا أن ترامب يعترف بأن تعريفات الجمرك ترفع الأسعار.
وذكرت تقارير أن ترامب فرض تعريفات على معظم دول العالم في أبريل، وما زالت إدارته تقول إن التعريفات لا ترفع الأسعار رغم وجود دلائل عكس ذلك، لاسيما مع ارتفاع أسعار لحم البقر بشكل قياسي، وهو ما كان من أبرز الأسباب التي أدت إلى دراسة خطوات للحد من الأسعار.
وأمر ترامب أيضاً بإلغاء التعريفات على الشاي وعصير الفاكهة والكاكاو والتوابل والموز والبرتقال والطماطم وبعض الأسمدة. وبعض المنتجات المشمولة لا تُنتج في الولايات المتحدة، ما يعني أن أثر التخفيض قد يكون محدوداً، لكن خفض الرسوم سيؤدي غالباً إلى انخفاض الأسعار للمستهلكين.
ولدى ترحيب الرابطة الأمريكية للصناعات الغذائية بخطوة ترامب، وصفتها بأنها “تخفيف سريع” للرسوم الجمركية وتساعد في مواجهة مشكلات سلاسل التوريد، مشيرة إلى أن الضرائب على الواردات تُعد عاملاً في مجموعة معقدة من القضايا.
أما البيت الأبيض ففسر التخفيض بأن بعض الرسوم الأصلية لم تعد ضرورية في الواقع، تماشياً مع الاتفاقيات التجارية التي عقدها مع شركاء تجاريين رئيـسيين للولايات المتحدة، ما أدى إلى تخفيف الرسوم على قطاع كبير من الواردات الغذائية لضمان استمرار الإمدادات بأسعار مقبولة.
ويأتي الإعلان بعد توصل الإدارة إلى إطار تعاون مع الإكوادور وجواتيمالا والسلفادور والأرجنتين بهدف زيادة قدرة الشركات الأميركية على بيع منتجاتها في هذه الدول، مع احتمال تخفيض الرسوم على المنتجات الزراعية المنتجة هناك، وهو ما يعزِّز فرص الشركات الأميركية في الأسواق الخارجية.
وخلال مقابلة بثت على شبكة فوكس نيوز في وقت سابق من الأسبوع، أشار ترامب إلى أن خفض التعريفات ربما يصبح سريعاً قائلاً: “القهوة، سنخفض بعض التعريفات”.
ومن ناحية الإيرادات الجمركية، كرر ترامب أثناء وجوده على متن الطائرة الجمعة أنه سيستخدم الأموال التي تجمعها الرسوم لتمويل شيكات بقيمة 2000 دولار لملايين الأميركيين، وربما خلال عام 2026، دون تحديد توقيت دقيق. كما أشار إلى احتمال استخدام العائدات لسداد الدين الوطني، وهو ما أثار تساؤلات حول حجم التمويل المطلوب لهذه الأهداف معاً.
ورفض ترامب التلميحات بأن مدفوعات مباشرة قد تساهم في تفاقم التضخم، مستشهداً بإجراءات مشابهة في فترات كورونا التي رُفعت فيها مساعدات مالية كبيرة، مع تأكيده أن هذه الأموال “مكتسبة وليست مطبوعة”، وأن الجميع سيحصل عليها باستثناء الأغنياء، وأنها أموال حقيقية تأتي من دول أخرى.




