اخبار سياسية

ملف إبستين و«أميركا أولاً» يدفعان «ماجا» إلى مواجهة علنية مع ترامب

موجة غضب داخل قاعدة ماجا

ارتفعت أصوات الغضب داخل قاعدة ماجا بعدما عبّر ترامب عن حاجة الولايات المتحدة إلى عمال أجانب بسبب نقص المواهب، وهو موقف فسره القياديون المحافظون بأنه خروج عن شعار أميركا أولاً وتراجع عن الأولويات الوطنية في سوق العمل والتكنولوجيا.

برزت خلافات داخل الحزب حول منح الأميركيين الأولوية في الوظائف، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا، ورفضت قيادات ماجا سياسات تدفع نحو الهجرة المفتوحة، بينما أعربت النائبة مارجوري تايلور غرين عن الاعتراض علناً وتلميحات إلى أن البيت الأبيض يغفل قضايا داخلية لصالح قضايا خارجية.

أشار المستشار الجمهوري ستيف كورتيز إلى أن الجناح الشعبوي داخل الحزب يمارس نفوذه بقوة، محذراً من مخاطر أن يدفع التصعيد ترامب إلى مسارات لا تتوافق مع رؤية ماجا إذا لم يحافظ على الدعم الشعبي.

أكد ترامب في مقابلة مع فوكس نيوز أنه يعتبر نفسه المرجعية العليا لحركة ماجا وأنه يعرف ما تريده الحركة أكثر من أي شخص آخر.

أضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيغيل جاكسون أن ترامب أوفى بوعوده من تأمين الحدود ودعم الأميركيين أولاً، وأنه يسعى إلى فرض رسوم على تأشيرات H-1B وتقييد استخدامها، معتبرةً أنه كمهندس لحركة ماجا سيبقى أميركا أولاً دائماً.

لكن مسؤولين جمهوريين رأوا أن الجناح الشعبوي داخل الحزب يزداد نفوذاً ويضغط لتوجيه ترامب في ملفات بعينها بدلاً من اتباعه دون سؤال.

تداعيات السياسة والهجرة والاقتصاد

تواصلت انتقادات داخل اليمين بسبب تصريحاته عن حاجة البلاد إلى مواهب من الخارج، واعتبر بعض المحللين أن هذه التصريحات تعرقل تماسك رسالة أميركا أولاً التي طالما دعا إليها ترامب.

قال المذيع المحافظ إيريك إريكسون إن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها هذا العدد من أنصار ترامب متمسكين بالغضب، محذراً من أن الانقسامات تتسع قبل الانتخابات النصفية المقررة عام 2026.

أشار المعلق اليميني تيم بول إلى أن التصريحات حول تأشيرات H-1B قد تؤدي إلى مزيد من الانتقادات من داخل القاعدة، معتبراً أن سياسات الهجرة المفتوحة لا تتماهى مع رؤية أميركا أولاً لدى الكثير من الأميركيين الشباب.

عززت لورا لومر، الناشطة اليمينية المؤيدة لترامب، رأي أن قاعدة ماجا لديها الحق في خيبة الأمل، ودعت إلى الالتزام بالوعود والعمل على تنفيذها بشكل واضح.

أكد شون لوج، رئيس لجنة الجمهوريين سابقاً في إحدى مقاطعات بنسلفانيا، أن الجناح الشعبوي كان له تأثير كبير على حركة ترامب، وأن ماجا باتت الآن أكبر من ترامب نفسه وتفرض حدوداً على سياساته.

كرّس ستيف بانون جهوده كأحد أبرز أصوات اليمين الشعبوي لمهاجمة سياسات تأشيرات العمال المهرة، منتقداً وزراء في إدارة ترامب مثل وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، قائلاً إن الضغوط تأتي من طبقة أثرياء التكنولوجيا.

ووصفت المصاعب داخل الحزب بأنها تعكس صراعاً طولياً بين الدعوات الشعبوية والالتزام برؤية أميركا أولاً، وهو صراع يزداد حدة مع اقتراب موعد الانتخابات وتباين مواقف القيادات.

ملف إبستين يعود للواجهة واشتباك داخلي حول السياسة الخارجية

عاد ملف إبستين مجدداً إلى الواجهة بعدما نشر الديمقراطيون رسائل إلكترونية تطرح أسئلة جديدة عن علاقة ترامب برجل الأعمال الراحل.

تشير الوثائق إلى رسالة من إبستين تعود إلى 2019 تقول إن ترامب «كان يعلم بشأن الفتيات»، إضافة إلى رسالة صادرة في 2011 تفيد بأن إبستين قال إن ترامب أمضى ساعات في منزله مع إحدى ضحاياه، وهو اسم حُجب لاحقاً.

ينفي ترامب بشدة علمه بجرائم الاتجار الجنسي التي ارتكبها إبستين، مذكّراً بأنه كان صديقاً ثم تباعدت علاقتهما، في حين قلل البيت الأبيض من أهمية الرسائل لكنه لم يلغ الجدل المستمر حول الملفات.

أشار المستشار الجمهوري ماثيو بارتليت إلى أن أنصار ماجا صاروا في موقف دفاعي منذ أن سلطت وسائل الإعلام الضوء على الموضوع، ما يجعلهم يتجنبون مناقشة أسئلة أوسع حول إبستين وعلاقته بالرئيس.

بقي الجدال حول امتلاك الحكومة لملفات إبستين مستمراً، مع دعم بعض رموز اليمين لحملة نشر الملفات قبل التصويت، وهو ما أضاف طبقة أخرى من الجدال إلى السياسة الداخلية الأميركية.

وكتب النائب توماس ماسي أن ترامب ابتعد عن قاعدة ماجا، وهو رأي انضمت إليه مارجوري تايلور غرين التي شنت هذا الأسبوع انتقادات علنية بشأن تأشيرات H-1B والسياسة الخارجية.

وتابعت تايلور غرين عبر منصة X قولها: “أميركا أولاً وأميركا فقط”، ورد ترامب هذا الأسبوع بأن غرين «ترضخ للطرف الآخر» وبأنه لا يعرف ما حدث لها، مُعبّراً عن استغرابه من ما وصفه بالانحراف في مسارها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى