اخبار سياسية

بعد تصريحات روبيو.. “الدعم السريع”: نرفض ازدواجية المعايير

أعلنت قوات الدعم السريع في السودان أن الطريق الوحيد لإنهاء الحرب هو الدخول في عملية سلام حقيقية تعمل على معالجة جذور الأزمة وإعادة بناء الدولة على أسس جديدة، مع استنكارها لما وصفتها بسياسة الكيل بمكيالين وتوجيهات “متحاملة وغير منصفة”، وذلك بعد ساعات من هجوم حاد شنّه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عليها.

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بأنه رفض مبادرات وقف القتال وامتنع عن المشاركة فيها، معتبرة أنها ما تزال تتعامل بإيجابية مع مبادرات تؤدي إلى وقف الحرب واستتباب الأمن الإقليمي والدولي.

وأضافت في بيان أنها ألقت القبض على عدد من أفرادها يشتبه باتهامهم بارتكاب جرائم بحق المدنيين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي سقطت في أيدي القوات مؤخراً.

وقالت قوات الدعم السريع إنها تستنكر ما سمّته “سياسة الكيل بمكيالين” التي تنتهجها بعض الأطراف الدولية في الأزمة. وأكدت أنها تأسف لكل التصريحات المتحيِّلة التي تعتبرها غير منصفة، وتُكافئ من يرفضون السلام ما يطيل أمد النزاع، وأن الطريق إلى السلام يمر عبر الاعتراف بالحقائق على الأرض ودعم جهود الحل العادل والشامل.

وأضافت أن هذه المواقف المتحيّلة التي اعتمدت على معلومات مضلِّلة أو أحادية المصدر، في حقيقتها تصوّب سهامها نحو المبادرة الرباعية وجهود الرئيس ترمب والإدارة الأميركية في دعم عملية السلام في السودان، أكثر من كونها تقلل من مواقف والتزامات مؤسسة قوات الدعم السريع التي ظلت تتعاطى بشكل إيجابي مع جهود وقف الحرب واستتباب الأمن الإقليمي والدولي.

هجوم حاد من واشنطن وتطورات المبادرة الدولية

وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من تطورات الأوضاع في السودان، معلقاً اللوم على قوات الدعم السريع التي تخوض قتالاً منذ أكثر من عامين مع الجيش السوداني. وفي تصريح للصحافيين بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع في كندا، لفت روبيو إلى أن الولايات المتحدة ترعى المبادرة الرباعية بمشاركة مصر والسعودية والإمارات، وأن المشكلة الجوهرية أن قوات الدعم السريع توافق على أمور ثم لا تستطيع مطلقاً أن تفِي بها أو تنفذها.

وأضاف أن “لدينا كارثة حقيقية بين أيدينا”، وذكر أن الولايات المتحدة عقدت اجتماعات حول الموضوع وناقشته مع دول عديدة، وصدرت توصيات باتخاذ خطوات لقطع الأسلحة والدعم الذي تتلقاه قوات الدعم السريع بينما تواصل تقدمها، مؤكداً أن ما تقوله المنظمات الإنسانية يُظهر مستويات سوء التغذية والمعاناة غير المسبوقة لدى من فرّوا من المناطق المتقلبة للحرب.

ورداً على سؤال عما إذا كان يؤيد مسعى من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ لتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية أجنبية أو ضمن تصنيف SDGT، قال روبيو: “إذا كان ذلك سيساعد في إنهاء ما يجري فسنؤيده”. وأوضح أن SDGT تعني “Specially Designated Global Terrorist”، وهو تصنيف رسمي تستخدمه وزارة الخزانة الأميركية، مشيراً إلى أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ ناقشوا الأمر معه، وإنه في النهاية ما يريدونه هو توقف ما يحدث في السودان.

وذكر روبيو أن قوات الدعم السريع “خلَصت إلى أنها في موقع المنتصر، وأنها تريد الاستمرار”، وأن استمرارها في الحرب يعني ممارسة أعمال عنف جنسية وجرائم فظيعة ضد النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء، ويجب أن يتوقف ذلك فوراً، وأن الولايات المتحدة ستحشد الشركاء للانضمام إليها في المواجهة.

وأشار إلى أن ما يحدث يجري على خلفية تقارير منظمات إنسانية تُبيّن مخاطر كبيرة على اللاجئين والمجتمعات المحرومة، وأنه لا بد من اتخاذ خطوات حازمة لإيقاف الدعم وتقييد تحركات القوات المقاتلة حتى يتوقف العنف.

وقال روبيو إن بعض الدول الشريكة تقف إلى جانب الولايات المتحدة في مواجهة الوضع، معبراً عن أمله في أن تكون هذه التصريحات بداية حقيقية لمحاسبة القوات والدفع نحو حل شامل يتوافق مع مصالح الشعب السوداني.

رد وزارة الخارجية السودانية ودور المجتمع الدولي

وفي رد رسمي، رحّبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حول الوضع في السودان، وقال السفير محي الدين سالم، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إن تسمية الأشياء بمسمياتها وتوجيه الاتهام المباشر لقوات الدعم السريع يمهّد الطريق لتصحيح وجهة نظر المجتمع الدولي حيال ما يجري، وأكد أن التصريحات ترسل رسالة قوية لبقية الدول التي تتابع ملف السلام وتلك الدول التي تساعد الميليشيا عبر تزويدها بالسلاح أو السماح لها باستخدام أراضيها وحدودها لإدخال السلاح والمرتزقة.

وعبر عن أمله في أن تكون تصريحات روبيو بداية حقيقية لمعاملة قوات الدعم السريع بما تستحق من محاسبة، وأكد أن حكومة السودان منفتحة للتواصل مع المجتمع الدولي لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار، ولكن بما يتسق مع طموحات الشعب السوداني صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في مسار السلام بالسودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى