اخبار سياسية

روبيو ينتقد قوات الدعم السريع: السودان يواجه كارثة حقيقية

قلق واشنطن من السودان

أعرب روبيو عن قلقه العميق من تطورات الوضع في السودان خلال حديثه للصحفيين بعد اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول السبع في كندا، محملاً قوات الدعم السريع مسؤولية القتال المستمر مع الجيش السوداني لأكثر من عامين.

أشار إلى أن المشكلة الجوهرية تتمثل في أن قوات الدعم السريع توافق على أمور محددة ثم لا تستطيع مطلقاً الوفاء بها أو تنفيذها.

المبادرة الرباعية والواقع الميداني

أوضح روبيو أن أمام المجتمع الدولي كارثة حقيقية، وأنه عقد اجتماعات عدة مع دول عدة حول المبادرة الرباعية، وأكد ضرورة اتخاذ خطوات لقطع الأسلحة والدعم الذي تتلقاه قوات الدعم السريع بينما تواصل تقدمها، مع الإشارة إلى تقارير منظمات إنسانية حول مستويات سوء التغذية والمعاناة غير المسبوقة بين من فرّوا، مع تسجيل حالات لم يسبق تسجيلها من قبل.

وذكر أن الأسوأ هو أن RSF لم تستقبل أعداد اللاجئين كما توقعوا، بافتراض أن كثيرين منهم إما قُتلوا أو مرضوا وجاعوا لدرجة أن الحركة لم تعُد ممكنة، وهو وضع مروع يدفع إلى العمل منذ يوليو وأغسطس على المبادرة الرباعية، لأن هناك دولاً منخرطة في مساعدة هذه العناصر وتشاركنا المخاوف نفسها من احتمال تحويل ذلك إلى بؤرة لنشاط إرهابي.

رداً على سؤال عما إذا كان يؤيد مسعى من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ لتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية أجنبية أو ضمن تصنيف SDGT، قال روبيو: إذا كان ذلك سيساعد في إنهاء ما يجري فسنؤيده.

تصنيف قوات الدعم السريع والرد الأميركي

SDGT هو اختصار لـ Specially Designated Global Terrorist، وهو تصنيف رسمي تستخدمه وزارة الخزانة الأميركية لتحديد الأفراد والكيانات المرتبطين بالإرهاب عالمياً.

وأضاف روبيو: لم أطلع على المقترح بعد، لكنني أعلم أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ ناقشوا الأمر معي قبل أشهر، لكن في النهاية ما نريده هو أن يتوقف ما يحدث في السودان.

وأكّد أن ما يجري يجعل RSF تعتقد أنها في موقع المنتصر وتريد الاستمرار، وأن الاستمرار ليس مجرد خوض حرب بل يمثل ارتكاب أعمال عنف جنسي وجرائم فظيعة ضد النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء، ويجب أن يتوقف ذلك فوراً، وأن الولايات المتحدة ستفعل كل ما تستطيع لوضع حد له، وتدعو الدول الشريكة إلى الانضمام في مواجهة ذلك.

الدعم السريع والهدنة

أعلنت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي قبولها الدخول في الهدنة الإنسانية المطروحة من آلية رباعية تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، وتستمر من ثلاثة إلى تسعة أشهر.

وأضافت أنها تتطلع إلى البدء فوراً في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات والمبادئ الأساسية للحكم السياسي في السودان بما يؤدي إلى معالجة الأسباب الجذرية للحروب.

وأعلن حميدتي تشكيل لجنة تحقيق في تجاوزات حصلت في الفاشر، متهماً أعضاء اللجنة بمحاسبة أي جندي أو ضابط ارتكب جرمًا، وقال إن المعركة في الفاشر فُرضت على قواته ولم يكن أمامها خيار سوى القتال.

وسقطت مدينة الفاشر، آخر معقل كبير للجيش السوداني في دارفور غرب السودان، في أواخر أكتوبر بعد حصار استمر 18 شهراً، مما عزز سيطرة RSF على المنطقة.

وحذرت جماعات الإغاثة والنشطاء من احتمال وقوع هجمات انتقامية بدوافع عرقية بعد أن تغلبت قوات الدعم السريع على الجيش والمتعاونين معه، وكثير منهم من قبيلة الزغاوة.

تصعيد دولي وتداعياته

وكان مجلس الأمن الدولي أعرب عن قلقه من الهجوم على مدينة الفاشر في شمال دارفور، ودان الفظائع المزعومة التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد السكان المدنيين، بما فيها الإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسفية، كما حذر من تزايد خطر ارتكاب فظائع واسعة النطاق، منها فظائع ذات دوافع عرقية.

أثر التصنيف والرد البرلماني الأميركي

طالب أعضاء جمهوريون وديمقراطيون في مجلس الشيوخ بأن تكون الردود الأمريكية قوية، ودعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور جيم ريش إلى تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية أجنبية رسمياً، معتبراً أن الفظائع في الفاشر لم تكن حادثة وإنما جزء من خطة إرهابية وجرائم إبادة جماعية.

وقالت السيناتورة جين شاهين إنها من المحتمل أن تدعم هذا الرد الأميركي، لكنها تود دراسة المسألة بتأنٍّ.

خلفية الحرب ومسار التطورات

اندلعت الحرب في السودان في منتصف أبريل 2023 بسبب خلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع حول دمجهما خلال الفترة الانتقالية، ما أدى إلى موجة عنف عرقي وأزمة إنسانية طويلة الأمد ونزوح واسع النطاق.

وفي يناير 2025 قالت إدارة بايدن إن أعضاء من قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة المرتبطة بها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان، وفرضت واشنطن عقوبات على قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى