اخبار سياسية

مصدر لـ”الشرق” يكشف رسالة الوفد الأميركي إلى لبنان: نافذة الفرصة تضيق

استقبل الرئيس اللبناني جوزاف عون وفداً أميركياً مشتركاً من وزارة الخزانة ومجلس الأمن القومي في البيت الأبيض برئاسة نائب مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب سيباستيان جوركا. امتدت زيارة الوفد يومين وحملت رسالة حازمة وواضحة بشأن تعجيل وتيرة التنفيذ في خطط الحكومة، تواكبها زيادة في الضغط العسكري الإسرائيلي على البلاد.

قال مصدر لبناني إن الوفد أشار إلى أن لبنان يواجه نافذة فرصة ضيقة وليست مفتوحة لفترة طويلة، وليست مجرد مهلة 60 يوماً كما رُجّح، وإنما حُذر من أخذ تلك النافذة بحرفيتها. كما تطرّق إلى موضوع السلاح، مؤكّداً أن السيادة يجب أن تكون متكاملة، وأن لبنان عليه أن يتصرّف بسرعة وألا يتوقع من جهة أخرى القيام بما يجب عليه.

وأوضح المصدر أن الحديث عن وجود تهديد مباشر لم يكن قائماً بشكل صريح، لكن كان المقصود أن لبنان قد يفقد فرصة المساعدة إذا لم يظهر جدّيته. وفي مسألة وصول مليار دولار من إيران إلى حزب الله، سُئل الوفد عنها لكن لم تكن هناك إجابة واضحة.

وبحسب المعلومات، كان نائب مساعد الرئيس الأميركي لجون جوركا هو الأكثر وضوحاً، وتحدث مباشرةً بأن لبنان عليه أن يتصرف وبسرعة. وفي بيان عبر منصة إكس، أشارت الرئاسة إلى أن عون أكد خلال لقاء منفصل مع الوفد أن خيار التفاوض المدعوم أميركياً يحتاج إلى مناخ ملائم، مطالباً بوقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب، والضغط على إسرائيل للالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701 وباتفاق يهدف إلى تفعيل خطة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب لحصر السلاح بيد الدولة.

وأكد الوفد الأميركي استعداد الولايات المتحدة لمساعدة لبنان في تحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب، ودعم الجيش لبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية، وإلغاء المظاهر المسلحة، وتمكين القوى الأمنية الشرعية من أداء دورها كاملاً.

وذكر البيان أن عون أبلغ الوفد بأن لبنان يطبق إجراءات صارمة لمكافحة تبييض الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب، ويعاقب الجرائم المالية بكل شدة. وفي الوقت نفسه، يعمل الجيش والأجهزة الأمنية على ملاحقة الخلايا الإرهابية وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص، لإحباط أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة.

وجدّد الرئيس اللبناني التأكيد على أن خيار التفاوض الذي أعلن عنه سابقاً ينبع من قناعة أن الحرب لم تُؤدِ إلى نتيجة، وأن التفاوض يحتاج إلى مناخ ملائم أبرزُه وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب، وهو خيار يحظى بدعم الولايات المتحدة ودول أخرى.

بدوره، أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام خلال لقائه مع الوفد أن موقف كل الأطراف في البلاد موحد بشأن ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف الاعتداءات اليومية واستعادة الأسرى، مع التزام الحكومة باستكمال الإصلاح وإعادة بناء مؤسسات الدولة وترسيخ السيادة على كامل الأراضي اللبنانية.

كما تطرق اللقاء إلى جهود الحكومة في مكافحة تبييض الأموال من خلال تعزيز الشفافية والرقابة في القطاع المالي بهدف استعادة الثقة والالتزام بالمعايير الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى