في ظل مخاوف من فشل وقف إطلاق النار.. تحركات دولية لاحتواء أزمة مقاتلي حركة حماس العالقين في رفح

أزمة مقاتلي حماس في رفح وتداعياتها على وقف إطلاق النار
تشهد منطقة رفح في جنوب قطاع غزة وضعاً معقداً نتيجة وجود مقاتلين من حركة حماس عالقين في أنفاق تحت المنطقة ورفضهم الاستسلام، مع تأكيدهم أن وجودهم في منطقة لا يعرفها الخط الأصفر لن يضعف عزيمتهم، فيما يستمر وقف إطلاق النار منذ نحو شهر بموجب الخطة الأميركية لإنهاء الحرب في غزة.
وصل صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول تنفيذ الخطة، ضمن إطار جهود الوساطة الدولية التي تحاول إنهاء الحرب وتثبيت هدوء حديث.
تعرّض وقف إطلاق النار لتهديد مرتين بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية ردّاً على كمائن وُضعت لجنود قواتها حول رفح، وتتهم إسرائيل حماس بالمسؤولية عن تلك الهجمات وتداعياتها.
في البداية نفت حركة حماس وجود مقاتلين خلف الخط الأصفر، في حين أشار ترامب إلى أن عناصر متمردة قد تكون مسؤولة عن ذلك.
وفي بيان لكـتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قالت إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع مقاتلينا في رفح، الذين يدافعون عن أنفسهم في منطقة خاضعة لسيطرتها، وأضافت أن ليس في قاموس كتائب القسام مبدأ الاستسلام.
ولم تعلق كتائب القسام بشكل مباشر على مسألة المقاتلين في رفح، لكنها أشارت إلى أن الأزمة قد تؤثر على وقف إطلاق النار، وحثت الدول الوسيطة على إيجاد حل لضمان استمراره وعدم استغلال العدو لتفكيكه لاستهداف المدنيين في غزة.
رفض إسرائيلي للخروج الآمن عبر ترديد كلمات يقول فيها مسؤولون إن مقاتلي رفح إما أن يُ eliminating أو يخرجوا حاملين رايات بيضاء، بحسب تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين وأعضاء المجلس الأمني المصغر.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أشار إلى أنه لا يعتزم عقد صفقة تسمح بخروج آمن للمقاتلين المحاصرين، وذكرت تقارير إعلامية أن إسرائيل قد لا تسمح بمرور آمن لـ”200 إرهابي من حماس” وفق ما أوردته تقارير صحفية إسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات المقاتلين ما زالوا في منطقة رفح، حيث توجد شبكة أنفاق تابعة لحماس، وتقدر إسرائيل وجود نحو 15 ألف مقاتل من حماس والفصائل الفلسطينية الأصغر حجماً.
وبموجب المرحلة الأولى من الخطة الأميركية، كان من المفترض أن تعيد حماس آخر رفات رهائن احتجزتهم في غزة خلال 72 ساعة، وتتعهد إسرائيل بزيادة إمدادات المساعدات الإنسانية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
ولم يفِ أي من الشرطين بالتنفيذ؛ ففي نهاية المطاف سلمت حماس رفات الضابط هدار جولدن، الذي قُتل في غزة عام 2014، وعُثر على رفاته في رفح.
وقالت إسرائيل في وقت لاحق إن فحوصاً فحص الطب الشرعي أكدت هوية جولدن بعد تسليم الصليب الأحمر رفاته، وهو ما يترك جثامين أربعة محتجزين لدى حماس منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023.
ضغطت الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة عبر قنوات مع تركيا وقطر ومصر من أجل تسهيل التفاهمات، ونقلت تقارير عن مسؤول أميركي رفيع أن أحد أبرز الملفات على جدول لقاء كوشنر ونتنياهو هو إيجاد حل لأزمة مقاتلي حماس المحاصرين في أنفاق رفح، من خلال مقترح يقضي بترحيلهم مؤقتاً إلى دولة ثالثة مقابل تعهدهم بالتخلي عن السلاح ووقف نشاطهم العسكري.
وأوضح المسؤول أن واشنطن ترى في المقاتلين المحاصرين داخل الأنفاق بؤرة توتر رئيسية أدت إلى اندلاع جولتين من التصعيد وتهدد وقف إطلاق النار القائم، وتعتبر معالجة هذه القضية بمثابة مشروع تجريبي لنزع سلاح حركة حماس تدريجياً في غزة.
وقال مسؤول أميركي آخر إن الولايات المتحدة ترى فرصة نادرة بعد استعادة رفات جولدن للتوصل إلى تسوية تنهي أزمة رفح، رغم عدم وجود “مقايضة مباشرة” بين القضيتين.
وكان موقع أكسيوس الأميركي أورد أن إدارة ترامب قدمت اقتراحاً لحل الأزمة يقضي بدعوة المقاتلين العالقين إلى الاستسلام وتسليم أسلحتهم لطرف ثالث مثل مصر أو قطر أو تركيا.
ونقلت رويترز عن مصدرين قريبين من جهود الوساطة أن المقاتلين يمكن أن يسلموا أسلحتهم مقابل السماح لهم بالمرور إلى مناطق أخرى من القطاع بموجب اقتراح يهدف إلى حل الأزمة، وأن المصريين اقترحوا أن يسلم المقاتلون أسلحتهم إلى مصر مع تفاصيل عن الأنفاق لتدميرها مقابل الحصول على ممر آمن.
وأشار مصدران إلى أن إسرائيل وفتح حماس لم يقبلا بعد بمقترحات الوسطاء، وتابع ثالث بأن المحادثات جارية.
وقال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إن الصفقة المقترحة المتعلقة بنحو 200 مقاتل ستكون بمثابة اختبار لعملية أوسع نطاقاً لنزع سلاح حماس في غزة.
وفي الأسبوع الماضي، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن تصريحات لمسؤولين بأن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على إسرائيل للسماح بالمرور الآمن لنحو 200 من عناصر حركة حماس لا يزالون موجودين حالياً في أنفاق تحت المناطق التي تسيطر عليها قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة.
ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، شهدت رفح هجومين على الأقل ضد القوات الإسرائيلية، واتهمت إسرائيل حماس بالمسؤولية عنهما، وهو ما نفت الحركة.
وشهدت رفح أسوأ اشتباكات منذ سريان وقف إطلاق النار، إذ سقط ثلاثة جنود إسرائيليين، وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل عشرات الفلسطينيين في مواجهات جديدة.




