قطر ترسم نقطة تحول استراتيجية في مصر.. صفقات تاريخية في وقت حاسم

تشير تصريحات إلى أن الصفقة مع الديار القطرية تمثل نقطة تحوّل استراتيجية في مسار الاقتصاد المصري وتعبّر عن ثقة المجتمع الاستثماري الدولي في قدرة الدولة على جذب رؤوس الأموال خلال هذه المرحلة الحساسة.
تبلغ قيمة الصفقة 29.7 مليار دولار وتشتمل على تطوير أكثر من 4900 فدان في مرسى مطروح على واجهة بحرية تمتد لأكثر من سبعة كيلومترات، مما يجعلها من أكبر المشروعات العقارية والسياحية المطروحة في البحر المتوسط.
أوضح راشد أن ضخ هذا الحجم الكبير من الاستثمارات لا يعيد فقط تنشيط السوق المحلية، بل يعيد تموضع مصر على الخريطة العالمية للاستثمار العقاري، ويشجع المؤسسات المالية الدولية على إعادة تقييم جاذبية الدولة، خاصة في ظل استقرارها السياسي وبنيتها التحتية المتطورة.
قال إن دخول قطر بهذا الحجم ليس صفقة فحسب، بل تعبيراً سياسياً واقتصادياً عن الثقة في رؤية الدولة المصرية ونجاحها في خلق مناخ استثماري قائم على الشفافية والحوكمة والشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأضاف أن ما يميز الصفقة هو كونها تحالفاً عابراً للحدود يجمع تمويلاً خليجياً وخبرة مصرية، مما يفتح الباب أمام تدفقات استثمارية جديدة من الخليج وآسيا خلال العامين القادمين.
وعن مشروع علم الروم، أشار راشد إلى أنه سيحدث ثورة في صناعة التطوير العقاري من حيث الحجم والتمويل والتصميم والإدارة، وسيجبر المطورين المحليين على اعتماد معايير عالمية في التخطيط العمراني وفق مبادئ البناء الأخضر والمدن المستدامة.
وتوقع أن يولّد المشروع أكثر من 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال فترة التنفيذ (5–7 سنوات)، ويجتذب عشرات الشركات المتخصصة في البنية التحتية والطاقة النظيفة والتقنيات الذكية، وهو ما سيحفز السوق العقاري في الساحل الشمالي الغربي.
وأشار إلى أن مصر بدأت فعلياً الانتقال من مرحلة تسويق الأراضي إلى مرحلة تصدير العمران والاستثمار العقاري عبر مشروعات طموحة مثل علم الروم ورأس الحكمة والعلمين الجديدة.
وأضاف أن هذه المشروعات تعيد رسم خريطة التمركز العقاري في الشرق الأوسط وتجعل من مصر محوراً اقتصادياً وسياحياً متكاملاً.
من الناحية الاقتصادية الكلية، توقّع أن تسهم الصفقة في تعزيز الاحتياطي النقدي الأجنبي وتحسين ميزان المدفوعات ورفع مساهمة قطاع العقارات في الناتج المحلي الإجمالي من 18% حالياً إلى أكثر من 22% خلال خمس سنوات.
كما أشار إلى أن المشروع سيدفع أكثر من 120 صناعة مرتبطة، من مواد البناء إلى المقاولات والنقل والتشغيل الفندقي، ما يخلق قيمة مضافة كبيرة للاقتصاد الوطني.
وأكد أن المشروع يتوافق تماماً مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، لا سيما في بناء مدن ذكية صديقة للبيئة تعتمد على كفاءة الطاقة والحلول الرقمية في إدارة المجتمعات.
ولفت إلى أن خبرة الديار القطرية في مشروعات مثل اللؤلؤة – قطر ستنقل إلى السوق المصري نماذج تخطيط عمراني متقدمة وتفتح آفاقاً جديدة لفهم المدن الساحلية ككيانات حضارية متكاملة.
رأس الحكمة.. أكبر استثمار أجنبي في تاريخ مصر
تشير التقارير إلى أن مشروع رأس الحكمة يمثل أكبر استثمار أجنبي مباشر في تاريخ مصر، إذ وقع مع الإمارات شراكة إجمالية قدرها نحو 150 مليار دولار، منها 35 مليار دولار كاستثمار مباشر أولي، مع توقعات باستكمال جلب استثمارات إضافية في المراحل القادمة.
يمنح المشروع مصر 35% من الأرباح، ويمتد لبناء مدينة متكاملة تضم مناطق سكنية وتجارية وسياحية، إضافة إلى مطار دولي ومنطقة مالية متقدمة.
ويُعد المشروع الأكبر في تاريخ المشروعات العقارية المصرية بارتباطه بالبنية التحتية المتطورة، خصوصاً محور الضبعة وطريق الساحل الشمالي، اللذين يربطان المدينة بالقاهرة والإسكندرية.
ووصفت صحيفة وول ستريت جورنال الصفقة بأنها لحظة تاريخية في اقتصاد مصر، وأشارت إلى ارتفاع قيمة السندات السيادية وتعزيز الثقة الدولية، بينما أكدت فايننشال بوست أنها أكبر صفقة استثمارية في تاريخ الشراكة المصرية–الإماراتية وتخفيفاً للضغوط التمويلية.
مراسي ريد سي.. بوابة السياحة إلى البحر الأحمر
في سبتمبر الماضي، وقعت مصر اتفاقاً ضخماً لتطوير مشروع مراسي ريد سي على ساحل البحر الأحمر، بالشراكة بين إعمار مصر (الإماراتية) وجولدن كوست (السعودية) باستثمارات تصل إلى 20 مليار دولار ليكون أكبر مشروع استثماري على الساحل الأحمر حتى الآن.
ويقع المشروع قرب مطار الغردقة الدولي، ويتوقع أن يولّد مئات الآلاف من الفرص الوظيفية ويدفع النشاط السياحي والاقتصادي في المنطقة.
مشروعات فاخرة في قلب العاصمة
وفي قلب القاهرة الجديدة أعلنت إعمار مصر للتنمية، بالشراكة مع مجموعة دلة البركة السعودية، عن تطوير مشروع سكني فاخر في القطامية على مساحة 380 فداناً باستثمارات تصل إلى 1.6 مليار دولار، مع عوائد متوقعة تقارب 2.44 مليار دولار.
ويقدم المشروع مجتمعاً متكاملاً يعكس رؤية إعمار في تقديم تجارب معيشية فاخرة، ويأتي تتويجاً لنجاحاتها في مشروعي ميفيدا جاردنز ومراسي البحر الأحمر.
وعلى ساحل مطروح، عقدت الديار القطرية اتفاقاً مع هيئة المجتمعات العمرانية لتطوير منطقة علم الروم بقيمة إجمالية 29.7 مليار دولار، تشمل 3.5 مليار دولار قيمة الأرض واستثماراً عينياً بقيمة 26.2 مليار، مع توقعات لإيرادات سنوية تتجاوز 1.8 مليار دولار وتخصيص 15% من الأرباح للهيئة.
رؤية استراتيجية: من المحلية إلى العالمية
تشكل هذه المشاريع ركائز في الرؤية التنموية التي تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي وعالمي للاستثمار العقاري والسياحي، عبر دمج التخطيط العمراني الحديث مع البنية التحتية المتطورة والشراكات الاستراتيجية مع الدول العربية.
ترسّخ مصر كوجهة استثمارية متكاملة قادرة على جذب رؤوس الأموال، وتوليد فرص عمل، ودفع النمو الاقتصادي، كما تؤكد أنها ليست مجرد سوق واعد بل نموذجاً للتعاون العربي–العربي ونقطة ارتكاز على خريطة الاقتصاد العالمي.
وينقل المصدر RT هذه المعلومات بشكل رسمي.




