اخبار سياسية

مستشار ترامب لـ”الشرق”: لدينا طرح تفصيلي لمعالجة ملف السودان، ومصممون على تطبيق اتفاق غزة

أكد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشؤون العربية والإفريقية، أن الوضع في السودان مأساوي ومؤلم، ووصفه بأنه أسوأ وضع إنساني في العالم، مشيراً إلى أن ما حدث في الفاشر خلال الأيام العشرة الأخيرة أدى إلى انتهاكات غير مقبولة.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تقبل المحاسبة على الانتهاكات، وأن خطوات ميدانية اتخذت بتوقيف عدد من مرتكبي الجرائم وبدء محاكمتهم، مع التأكيد على أن تكون المحاسبة علنية وشفافة.

وأوضحت الولايات المتحدة أنها أبلغت قوات الدعم السريع بضرورة المضي قدماً وبسرعة وجدية في محاكمة وتوقيف المتورطين في الانتهاكات ضد حقوق الإنسان بشكل واضح.

السيناريو الليبي

أوضح بولس أن تجاوز الهدنة الإنسانية إلى إطار حكم أو وجود حكومتين أمر صعب ومعقد، وأن ما حدث في الفاشر له وجهان: وجه سلبي يحمل مخاطر كبيرة، أهمها احتمال تكرار السيناريو الليبي، وهو موقف تعارضه الولايات المتحدة وتدعو إلى تخطيه فوراً.

أما الجانب الإيجابي فينبه إلى أن ما حدث قد يسرّع التفاوض مع الفرقاء وبالتعاون مع الرباعية الممثلة بمصر والإمارات والسعودية، إضافة إلى أطراف أخرى أبدت الاستعداد للمساعدة مثل المملكة المتحدة وتركيا وقطر والاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن خارطة الطريق التي وضعتها الرباعية في 12 سبتمبر استغرقت أسابيع من التشاور حتى الإعلان عنها، وتضم أول مرحلة هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، وهناك حاجة ماسة للهدنة الآن.

وأكد وجود 25 مليون سوداني بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية طبية وغذائية، موضحاً أن هذه المساعدات لا يجب ربطها بأي أمر سياسي أو انتقال، ويجب المضي قدماً فيها في جميع الأراضي السودانية.

وأضاف: بادرنا في واشنطن بتقديم طرح مفصل منذ عشرين يوماً، وهو قيد الدراسة حالياً، ولاقى ترحيباً مبدئياً من الطرفين، ولا يوجد اعتراض جذري على أي نقاط استراتيجية من الفريقين.

ومضى يقول: لكن هناك تفاصيل يجري الانتهاء منها، وقريباً سنعلن عن تفاصيل هذا الطرح؛ وبيّن أن جدية الطرفين في الجيش والدعم السريع ملموسة عبر ما ظهر من تفاعل.

المرحلة الثانية في اتفاق غزة

وصف بولس اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بأنه اتفاق تاريخي وإنجاز كبير جداً للرئيس ترمب، كما نوه بقوة إلى الدعم الدولي الذي ظهر في شرم الشيخ، مشيراً إلى أن ترمب شكر مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي على الدور المحوري في التفاوض.

وأوضح أن تطبيق الاتفاق بشكل كامل شهد نجاحاً نسبياً في المرحلة الأولى، وأن المرحلة الثانية قد تنتقل الآن، مع وجود عدد من جثامين الإسرائيليين لم يتم تسليمها حتى الآن في غزة، وهو موضوع أساسي لضمان سلامة الاتفاق.

وأكد أن الرئيس ترمب مصمم على نجاح الخطة وتطبيقها بشكل كامل، وأن هناك فريق عمل كبير يعمل على هذا الموضوع مع عدد من الشركاء من دول مختلفة.

وألمح إلى وجود بعض العراقيل الطبيعية في هذا المسار، مؤكداً أن الأمور تتجاوز دائماً، وأنه يجب تخطيها، وبفضل حكمة وقيادة الرئيس ترمب يوجد تفاؤل باستكمال جميع مراحل الخطة.

مصر وإثيوبيا

ووصف بولس الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة بأنه مهم جداً، وأشار إلى أن ملف الأمن المائي بين مصر وإثيوبيا كان من أبرز نقاط هذا الحوار، مؤكداً وجود تواصل دائم مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية بدر عبد العاطي وعدد من المسؤولين، مع زيارات دورية إلى مصر وتطرق الملف خلال اللقاء مع السيسي.

وأشار إلى أن ملف نهر النيل مسألة وجودية بالنسبة لمصر وللمصريين وكذلك بالنسبة لإثيوبيا والسودان، موضحاً أن واشنطن مستعدة للوساطة بين هذه الدول بما يحفظ حقوق السودانيين، وأن الإدارة الأمريكية في 2020 كان لها دور مهم في ملف سد النهضة وتعاونت مع البنك الدولي للتوصل إلى تصور نهائي كان يقضى بموافقة لكن لم يُوقع بسبب جائحة كورونا وتوقف الفريق عن الملف لفترة.

وأضاف أن دراسة هذا الملف اليوم تختلف بعض الشيء، ويمكن الدخول في تفاصيله من الناحيتين التقنية والسياسية، مع التأكيد على الاستعداد للمتابعة والوساطة بين الدول الثلاث عند الحاجة.

الجزائر والمغرب

وعن اعتماد مجلس الأمن لقرار مشروع أميركي يتعلق بحكم ذاتي للصحراء الغربية وموقف الجزائر، صرّح بولس بأن القرار تاريخي، وأن العمل على إنجاز هذا القرار كان مكثفاً قبل صدوره، كما أشار إلى وجود تجارب في التعامل مع جميع الفرقاء خصوصاً الجزائر، مع أن واشنطن كانت تأمل في تصويت بالإجماع من أعضاء المجلس الخمسة عشر.

وأكد أن امتناع الجزائر عن التصويت كان تطوراً إيجابياً وإشارة جيدة، خصوصاً أنها لم تغادر الجلسة بل صدرت تصريحات إيجابية من وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، وتابع بأن بولس أجرى حديثاً مطولاً مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، معرباً عن الثقة في حكمة الرئيس الجزائري والملك محمد السادس في مبادرة “مد اليد” لفتح حوار مباشر يفضي إلى حل نهائي للنزاع المستمر منذ نحو خمسين عاماً.

وأكّد في ختام حديثه أن الوقت حان لأن تكون هذه البادرة أساساً للوصول إلى حل نهائي وتدشين مسار بنّاء للمستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى