حصار الوقود.. جماعة مرتبطة بالقاعدة تضيق الخناق على عاصمة مالي

تشدد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين حصار الوقود في باماكو منذ شهرين، ما أدى إلى شلل شبه تام في العاصمة المالية ويزيد الضغط على الحكومة، ويساور السلطات المخاوف من احتمال أن تسعى الجماعات المتطرفة إلى فرض حكمها على الدولة الواقعة غرب إفريقيا.
أبعاد الأزمة وتحركات الجماعة
وقال ستة محللين أمنيين ودبلوماسيين لوكالة رويترز إن الجماعة، المعروفة باسم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، ليست لديها النية ولا القدرة العسكرية حالياً على الاستيلاء على المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو أربعة ملايين نسمة، والتي تعرّضت لهجوم لفترة قصيرة في العام الماضي.
وتنتهج الجماعة استراتيجية حرمان باماكو تدريجيًا من الوقود وإغلاق المدارس وحرمان الشركات من الكهرباء المولّدة بالديزل، وهو ما يمثل التحدي الأكبر أمام السلطات الانتقالية التي تولت المسؤولية منذ انقلاب 2021.
وتشير المذكرة التي صدرت عن شركة كونترول ريسكس الأسبوع الماضي إلى أن هدف الجماعة على الأرجح هو إشعال انقلاب جديد، وهو ما قد يسمح لها بجمع مزيد من الأسلحة والأموال.
وعلى المدى الطويل، تسعى الجماعة إلى عقد مفاوضات مع الحكومة الحالية أو إدارة ما بعد الانقلاب، وهو ما سيمثّل نقطة تحول في سعيها للحصول على الشرعية السياسية.
وتقول المذكرة إن ممارسة الجماعة لضغوط غير مسبوقة على الحكومة يجعل خطر انهيار النظام مرتفعاً خلال الأسابيع المقبلة.
التداعيات الدولية والآفاق الأمنية
وفي خضم هذه التطورات أطلقت عدة دول، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، عمليات إجلاء لموظفيها غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من مالي، محذّرة من التدهور السريع للوضع الأمني في باماكو وداعية رعاياها إلى المغادرة في أقرب وقت ممكن.
وتشكّلت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” في عام 2017 نتيجة اندماج فصائل تابعة لتنظيم القاعدة.
وتشن هذه الجماعات، المرتبطة بالقاعدة وبداعش، هجمات في مناطق واسعة من غرب إفريقيا تشمل النيجر وبوركينا فاسو ومالي، وتتمدد تدريجيًا نحو دول أكثر استقراراً مثل بنين وكوت ديفوار وتوجو وغانا على ساحل خليج غينيا.
ويخشى مسؤولون غربيون من احتمال فرض تنظيم القاعدة سيطرة فعلية على بوركينا فاسو أو مالي، وهو ما أشارت إليه تقارير غربية حديثة.




