اخبار سياسية

بريطانيا.. فاراج يتعهد بإنهاء هجرة الأثرياء ضمن إطار رؤيته الاقتصادية

خطاب فاراج الاقتصادي وخططه للحكم البديل

أعلن فاراج زعيم حزب الإصلاح البريطاني في خطابٍ ألقاه في الحي المالي بلندن عن سعيه لإبقاء أكبر عدد ممكن من الأثرياء في بريطانيا وتخفيف بعض القيود الضريبية وتوجيه السياسة نحو تحرير الأسواق وتقليل الدعم الموجّه للطاقة، وهو ما انتقد فيه الحكومتين العمالي والمحافظ السابقتين بأنهما قادتا الاقتصاد نحو الهاوية وفقاً لما نقلته بلومبرغ.

آثر فاراج استقطاب شريحتين متناقضتين من الناخبين؛ الأثرياء الذين كانوا يدعمون المحافظين في الماضي، والعمال من الطبقة الكادحة الذين صوتوا للعمال، ليقدم نفسه كخيار حكومة بديلة تجمع بين مصالح فئتين مختلفتين.

وأكد أنه لا يرى تناقضاً في هذا المسار، قائلاً: إذا غادر الأثرياء البلاد وتوقفوا عن دفع الضرائب، فإن الفقراء سيحملون عبءاً إضافياً. وجّه دعوة للحفاظ على من يمتلكون روح المخاطرة ويكرسون حياتهم لمشروعات يسعون إلى نجاحها في بلادهم.

رغم أن حزب الإصلاح لم يفز بخمس مقاعد فقط في البرلمان خلال الانتخابات الأخيرة، إلا أنه ظل في صدارة الاستطلاعات لستة أشهر، ويحاول فاراج تقديم حزبه كحكومة بديلة من خلال تعديل سياساته تدريجياً. فقد تراجع عن بعض وعوده في «عقده مع الشعب» الذي تضمن تخفيضات ضريبية بقيمة 90 مليار جنيه استرليني، مبرراً ذلك بضرورة الواقعية في ظل الدين العام والعجز المالي.

قال فاراج إن خفض الضرائب بشكل واسع ليس واقعياً في الوضع المالي الصعب الحالي، وإنهم يتصرفون بنضج ومسؤولية ولا يبالغون في الوعود. كما انتقد الضرائب المفروضة على تداول الأسهم وإلغاء نظام «غير المقيمين» non-dom الذي كان يسمح للأثرياء الأجانب بالإعفاء من بعض الضرائب، معتبرًا أن هذه السياسات دفعت إلى نزوح جماعي للأثرياء من البلاد.

وتطرق إلى ما وصفه بـ«التكاليف الجنونية» للسياسات المناخية التي تحملت بريطانيا بموجبها أعلى تكاليف للطاقة الصناعية في العالم، في حين يواجه Greens سياسة تختلف في النهج عن خطاب فاراج، حيث رفع زعيمهم الجديد زاك بولانسكي مستوى الوعود بزيادة الضرائب على الأثرياء.

ولم يركّز فاراج كثيراً في خطابه على فئة الأقل دخلاً، لكنه أشار إلى وجود من يرى أن الحد الأدنى للأجور في المملكة المتحدة مرتفع جداً بالنسبة للشباب، مع التأكيد أن حزبه يقف إلى جانب العاملين. كما تعهّد بإدخال مزيد من الخبرة إلى الحكومة، وخفض فواتير الطاقة المنزلية بمقدار 165 جنيهاً استرلينيًا، وإطلاق أكبر خطة لبناء منازل ميسورة التكلفة في تاريخ بريطانيا، إضافة إلى إلغاء الزيادة التي فرضتها وزيرة الخزانة رايتشل ريفز على ضريبة الميراث المفروضة على المزارع.

وعن هوية الشخص الذي قد يعينه وزيراً للمالية إذا فاز حزب الإصلاح في الانتخابات العامة المقبلة، قال فاراج إن تشكيل فريقه القيادي لا يزال قيد الإعداد، وأضاف: حتى الآن لسنا جاهزين بعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى