السودان.. المحكمة الجنائية الدولية تتحقق من تقارير عن جرائم قتل جماعي في الفاشر

يعمل مكتب الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية في إطار التحقيق الجاري على جمع الأدلة المتعلقة بجرائم قتل جماعي ارتُكبت في مدينة الفاشر، وذلك بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة كآخر معقل للجيش في دارفور.
إطار التحقيق والإدعاءات المرتبطة به
ويشمل التحقيق مزاعم الإبادة الجماعية والجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في دارفور منذ عام 2005، حين أحال مجلس الأمن الدولي الوضع إلى المحكمة لأول مرة، قبل اندلاع الحرب الحالية عام 2023.
وقال ممثلو الادعاء في بيان: “في إطار التحقيق الجاري، يتخذ المكتب خطوات عاجلة للحفاظ على الأدلة ذات الصلة وجمعها لاستخدامها في الملاحقات القضائية المستقبلية”.
إدانة سابقة وتحذير من المحاسبة
وتُعدّ إدانة قادة الجنجويد علي محمد علي عبد الرحمن المعروف أيضاً بعلي كوشيب في المحكمة الدولية من بين الأحكام التي تشكل تحذيراً لجميع أطراف النزاع في دارفور من المحاسبة على فظائع مماثلة.
وفي الشهر الماضي، أدانت المحكمة الدولية أول زعيم لجنجويد يمثل أمام المحكمة بتهمة ارتكاب فظائع في دارفور قبل أكثر من عشرين عاماً، وهو الحكم الذي أكد مسؤولية التنظيم المتهم عن جرائم قتل وشروع في قتل واغتصاب وتعذيب، كما رُبط دوره بمسؤولين حكوميين سودانيين في تلك الفترة.
اعتمدت المحكمة 1861 عنصراً من الأدلة كأدلّة رسمية، وسمحت لـ1591 متهماً بالمشاركة في الإجراءات عبر فريق قانوني موحّد يمثلهم أمام المحكمة.
إطار الاختصاص وآلية المحاسبة
يمكن للمحكمة الجنائية الدولية مقاضاة من ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية إذا ارتكبت على أراضي دولة عضو في المحكمة أو من مواطنيها، أو عندما تُحال القضية من الأمم المتحدة.
أوضاع النازحين وجوانب إنسانية
وقال آدم رجال، المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور، إن الآلاف من النازحين من الفاشر يعيشون في وضعٍ بالغ الشدة في منطقة جبل مرة، فيما أشارت مفوضية حقوق الإنسان إلى سقوط مئات الضحايا المدنيين والمحتجزين خلال الهجوم على المدينة.
وتسيطر قوات الدعم السريع على الفاشر، ما أدّى إلى توقف وصول المساعدات الدولية وتفاقم نقص الأدوية والغذاء والمياه في المستشفى والمدينة، بينما قد تعرّض كثيرون لانتهاكات أثناء فرارهم إلى مناطق أخرى.
نفت قوات الدعم السريع الاتهامات بارتكاب الانتهاكات وتبادلت الاتهامات مع الجيش السوداني.
وتشير تقارير إلى أن الوضع في المدينة يزداد سوءاً، مع وجود آلاف الأشخاص ما زالوا عالقين وغير قادرين على الفرار، وهو ما يعزز القلق الإنساني في دارفور.




