قبل انتخابات الثلاثاء.. حاكم كاليفورنيا: ترامب غيّر قواعد اللعبة وسنفوز بمعركة الدوائر

أعلن حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم أنه واثق تماماً من أن ناخبي الولاية سيوافقون في انتخابات الولاية الخاصة الثلاثاء على اقتراح كاليفورنيا 50 الذي يسمح بإعادة رسم خرائط الكونجرس على أساس حزبي قبل انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.
أوضح أن الاقتراح سيطرح على الناخبين كقانون دستوري يظهر في بطاقة الاقتراع يوم 4 نوفمبر 2025، وسيحل محل الدوائر التي رسمتها لجنة مستقلة لإعادة التوزيع، وهو إجراء يراه الديمقراطيون ضرورياً في كاليفورنيا.
انتقد نيوسوم الكونغرس والمحكمة العليا اللذين يسيطر عليهما الجمهوريون لِخضوعهما للرئيس دونالد ترمب، وقال إنهما يعتبران “غير قواعد اللعبة” بما يتيح ترمب التلاعب بالنتائج السياسية.
رفض الحاكم مساعي ترمب لإعادة تقسيم الدوائر في منتصف العقد في الولايات الجمهورية، معتبراً أن هذه المحاولات محاولة لتزوير انتخابات الكونجرس المقبلة، وحذر من أن ترمب “لا يمزح” في هذا الشأن.
وتحدث عن أساليب ترمب في مواجهة ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إنه يضع “مرآة” أمام هذا الجنون ويشير إلى اعتماد نيوسوم أسلوباً يشبه ما استخدمه ترمب والحزب الجمهوري في حساباته.
وعندما سُئل عما إذا كان هناك مجال للديمقراطيين للنظر في فلسفة ميشيل أوباما عندما يقولون “عندما ينزلون للأسفل، نرتفع”، قال نيوسوم إنه يرغب بالعودة إلى ذلك، لكن السياسة والعالم تغيرا وقواعد اللعبة تغيرت.
وأضاف أنه يريد العودة إلى حياة طبيعية، لكن عليهم مواجهة الأزمة الراهنة، وأنه إذا استمر الوضع كما هو، فهناك ثلاث سنوات إضافية للعمل، وما يهم هو التطور والتغير عند الحاجة.
وأوضح أن هذا هو السبب في تغيير استراتيجيتهم، وهو السبب أيضاً في أن اقتراح 50 قرر تغيير مسار النقاش هنا في كاليفورنيا، معتبراً أن النتيجة ستعيد تشكيل النقاش بحلول عام 2026 وسيجعل الحزب الديمقراطي أكثر توحيداً بشأن القضايا المطروحة.
اقتراح 50 وتداعياته على إعادة تقسيم الدوائر
ودافع نيوسوم عن إجراء الاقتراع المعروف باسم “اقتراح 50” رداً على إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في تكساس حيث أعاد المجلس التشريعي الجمهوري رسم الدوائر لصالح الجمهوريين.
ويقترح كاليفورنيا رقم 50، المعروف أيضاً بقانون الاستجابة للتلاعب بالانتخابات، تعديل دستوري سيظهر على بطاقة الاقتراع في كاليفورنيا يوم 4 نوفمبر 2025، وهو يتيح إعادة رسم الدوائر في منتصف العقد ليحل محل الدوائر التي رسمتها لجنة مستقلة لإعادة التقسيم.
وأفادت نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة العام الماضي، بدعمها لجهود إعادة تقسيم الدوائر في كاليفورنيا، قائلةً في منشور على منصة “إكس” إنها صوتت نعم على الإجراء لأنها لا تستطيع السماح بإسكات إرادة الشعب.
وحث ترمب الولايات التي يحكمها الجمهوريون أن تحذو حذو تكساس منذ أن شجعها على هذه الخطوة، إذ تحدث عبر الهاتف مع الجمهوريين في إنديانا في أكتوبر، وزار نائب الرئيس مايك بنس إندانا مرتين هذا العام لدعم تلك الجهود.
ونقلت تصريحات نيوسوم أن ترمب يحاول إعادة توزيع الدوائر في منتصف العقد في الولايات الجمهورية، متهماً إياه بـ“تزوير” انتخابات الكونجرس المقبلة، قائلاً: “ترمب لا يمزح. إنه يغير القواعد. إنه يتلاعب باللعبة؛ لأنه يعلم أنه سيخسر إذا كان الملعب متساوياً.”
وأكد نيوسوم رغبته في أن يستعيد الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب العام المقبل لضمان “وقف إدارة ترمب”، وقال إن فوز الديمقراطيين سيؤدي إلى استدعاءات قضائية وجلسات استماع يمكن أن تفعل شيئاً بشأن المخصصات التي يقرها الكونجرس.
هوية الديمقراطيين والتحديات الوطنية
لافته أن هوية الديمقراطيين الوطنية تزداد قوةً، حتى بعد عام عصيب شهد خسائر في الانتخابات الرئاسية والكونغرس وسجل أدنى معدلات تأييد للحزب في عقود.
وعندما سُئل عما إذا كانت هذه الهوية قد تضررت، قال إن الأمر ليس كذلك حالياً، وإنه يرى أننا على أعتاب لحظة تاريخية في الرابع من نوفمبر، حيث لدينا قادة متحدون ورسالة واضحة في الرعاية الصحية، ما يمنحني ثقة بأن الحزب الديمقراطي في طريقه للصعود.
وأشار إلى أن لديه قادة متحدين ورسالة واضحة، خصوصاً مع زعيمي الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأغلبية في مجلس النواب حكيم جيفريز، مما يمنحه الثقة بأن الحزب سيسير نحو تعزيز نفوذه.
بعد إعادة انتخابه حاكماً في 2022، أصر نيوسوم على عدم ترشيح الرئيس السابق جو بايدن في انتخابات 2024، وهو موقف يعكس تموضعه ضمن الديناميكيات الداخلية للحزب في تلك الفترة.
إدارة ترمب وتوازن السلطات
وتطرق نيوسوم إلى علاقته بترامب وتأثير أجندة الرئيس على سكان كاليفورنيا، حيث تجادلا بشأن أسباب الحرائق المدمرة في الولاية، وخاضت كاليفورنيا معركة قانونية ضد الإدارة حين نشر ترامب قوات من الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجلوس لقمع الاحتجاجات ضد مداهمات الهجرة.
وافقت كاليفورنيا في نهاية المطاف على حكم قضائي بأن ذلك النشر كان غير قانوني، ورفعت الولاية دعوى أخرى ضد الإدارة حين حاول ترامب نشر قوات في أوريغان لقمع الاحتجاجات المناهضة لدائرة الهجرة والجمارك، وهو ما منعته محكمة اتحادية.
قال نيوسوم إن عليه الاعتماد على فرع قضائي قوي كضامن للمؤسسات، معبراً عن أمله بأن تشكل المحاكم هي المؤسسة الأخيرة الصامدة في مواجهة أي تجاوزات، معتبراً أن ترامب يهاجم جميع المؤسسات التي تقف في طريقه.
واعتبر أن سلوك ترامب يزداد تطرفاً مع استمرار ولايته، منتقداً المحكمة العليا والكونجرس لقاعدتهم المربوطة به، محذراً من فقدان توازن القوى وضرورة وجود رقابة ومساءلة عند الحاجة.
مع ذلك، قال إنه لن يضيع فرصة العمل مع أي رئيس إذا سنحت له الفرصة، قائلاً إنه يبقي يديه مفتوحتين وسيجيب على الهاتف إذا اتصل به شخصياً، وهو مستعد للعمل مع أي شخص يرغب في العمل بشكل بنّاء.
الطموحات الرئاسية والآفاق المستقبلية
وأضاف الأسبوع الماضي أن الباب لا يزال مفتوحاً أمام حملة رئاسية محتملة في عام 2028، عندما قال لشبكة سي بي إس نيوز إنه سيكون كاذباً إن لم يفكر في ذلك.
ومن جهة أخرى، أثارت هاريس تكهنات بأنها قد تترشح للرئاسة في 2028، مؤكدة بأن مستقبلها السياسي ما يزال قائماً، وأنه لم ينته بعد من مسيرتها في خدمة الوطن.
وفي إطار حديثه عن علاقة العمل معها، قال نيوسوم إنه يعرف هاريس منذ زمن وأنها أرسلت له رسالة صوتية عندما سعت للاتصال به لكنهما لم يتمكنا من التواصل في اليوم نفسه، مذكّراً بأن الحوار بينهم مستمر في إطار الاحترام المتبادل والالتزام بالخدمة العامة.




