اخبار سياسية

مصادر لـ”الشرق”: الحكومة السودانية تدرس مقترحاً أميركياً لوقف إطلاق نار إنساني مع الدعم السريع

تجري الحكومة السودانية مشاورات حول مقترح أميركي لهدنة إنسانية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتشير معلومات إلى أن مجلس الأمن والدفاع السوداني سيعقد اجتماعاً لبحث المقترح.

تتضمن الوثيقة الأمريكية، التي حصلت “الشرق” على نسخة منها، بعنوان هيكل إعلان مبادئ لهدنة إنسانية على كامل التراب السوداني أربعة محاور، أولها يؤكد سيادة السودان ووحدته ويشدد على أهمية إنهاء الأزمة، كما تقترح الوثيقة التزام الجيش والدعم السريع بحسن النوايا.

تقترح الورقة أيضاً على الجيش والدعم السريع توقيتاً ومدة للهدنة وفصل القوات، كما تشدد على ضمانات وصول آمن وبلا قيود للمساعدات الإنسانية.

تتضمن الورقة اقتراحاً بإنشاء لجنة تنسيق للهدنة الإنسانية في السودان لتصدر تقارير عن أي انتهاكات لها.

ودعا وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا والأردن، بشكل مشترك، إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب الدائرة بالسودان، واصفين الوضع بأنه كارثي وكاد أن يكون أشبه بنهاية العالم، وذلك بعد سيطرة الدعم السريع على آخر مدينة رئيسية في دارفور، بينما أعلنت لندن مساعيها لمحاسبة المسؤولين عن معاناة المدنيين.

جهود نحو السلام

ذكر مسعد بولس أن الولايات المتحدة استضافت في واشنطن اجتماعاً لممثلين عن اللجنة الرباعية الخاصة بالسودان ضم مصر والسعودية والإمارات، بهدف دفع الجهود نحو السلام والاستقرار في السودان بما في ذلك ضمان هدنة إنسانية عاجلة، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، ووقف الدعم الخارجي، والمضي نحو الحكم المدني.

وأضاف بولس أن أعضاء الرباعية جددوا التزامهم بالبيان الوزاري الصادر في 12 سبتمبر، واتفقوا على تشكيل لجنة مشتركة لتعزيز التنسيق بشأن الأولويات العاجلة.

وأشار بولس إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يريد السلام، وأن المجتمعين متفقون على إنهاء معاناة الشعب السوداني.

قال بولس لـ”الشرق” في 16 أكتوبر إن الوضع الإنساني في السودان شكل محور المحادثات الجانبية على هامش قمة شرم الشيخ للسلام التي استضافتها مصر، واصفاً الوضع بأنه أكبر كارثة إنسانية في العالم حالياً.

موجات نزوح مستمرة

شهدت مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، موجات نزوح مستمرة، حيث يواجه أكثر من 36 ألف نازح أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب نقص الغذاء ومياه الشرب وانعدام المأوى وغياب الخدمات الأساسية، وسط تحذيرات من انهيار كامل للوضع الإنساني.

قال المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور آدم رجال لإذاعة الشرق السبت، إن منطقة طويلة الواقعة في شمال دارفور استقبلت نحو 700 طفل دون أسرهم، داعياً المنظمات الإنسانية إلى تكثيف جهودها لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين.

وأوضح أن النساء والأطفال وكبار السن من أكثر الفئات تضرراً، مع تسجيل حالات سوء تغذية بينهم، متهماً قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ضد النازحين قبل وصولهم إلى منطقة طويلة.

ودعا المتحدث الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى التوصل لهدنة إنسانية وفتح ممرات آمنة لتقديم المساعدات للمدنيين.

آخر معقل للجيش

سقطت عاصمة ولاية شمال دارفور، الفاشر، آخر معقل كبير للجيش في دارفور، في يد قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي، لتنهي حصاراً استمر 18 شهراً.

دان مجلس الأمن الدولي الهجوم على الفاشر، معبراً عن قلقه إزاء تزايد خطر ارتكاب فظائع واسعة النطاق، منها فظائع بدوافع عرقية.

أدان أعضاء المجلس الفظائع المبلغ عنها التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، بما في ذلك الإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسفية، وأعربوا عن قلقهم بشأن خطر ارتكاب فظائع واسعة النطاق، ودعوا محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى