اخبار سياسية

الحوار الاستراتيجي المصري الأميركي: توافق على دعم الاستقرار في إفريقيا

عقدت أعمال جولة الحوار الاستراتيجي الأحد برئاسة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي من الجانب المصري وبحضور مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية، وبمشاركة مايكل ريجاس نائب وزير الخارجية للإدارة والموارد، وفق بيان وزارة الخارجية المصرية.

القاهرة وواشنطن.. شراكة استراتيجية

أشاد الجانبان بالشراكة الاستراتيجية الممتازة التي تجمع مصر والولايات المتحدة، وعمق العلاقات بين البلدين في المجالات المختلفة، وما تمثله الشراكة من ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وأعرب الجانبان عن التطلع لمواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وشددا على أهمية الحوار الاستراتيجي كآلية مؤسسية لتبادل الرؤى وتعزيز التنسيق وتطوير التعاون الثنائي في شتى المجالات.

أشاد عبد العاطي بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي كانت عاملاً أساسياً وراء وقف الحرب في غزة، مشيراً إلى أن مصر تعول على حرص ترمب على تنفيذ رؤيته لإنهاء الحروب والنزاعات حول العالم، بما في ذلك في القارة الإفريقية.

أشار إلى التطلع للعمل مع الإدارة الأميركية لإنهاء وتسوية النزاعات بالقارة، واستشراف فرص التعاون في المجالات التنموية والاقتصادية والاستثمارية، مشيراً إلى دور مصر في إرساء الاستقرار والأمن وتحقيق التنمية في القارة، وما تمتلكه من أذرع تنفيذية مثل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، وبما يعزز من فرص إقامة شراكة ثلاثية مصرية – أميركية في القارة.

بولس يشيد بدور مصر المحوري

نقل البيان عن مسعد بولس تقديره للعلاقات الوثيقة التي تجمع مصر والولايات المتحدة. وأشاد كبير مستشاري ترامب بالدور المحوري الذي تضطلع به مصر في دعم الأمن والاستقرار في إفريقيا والشرق الأوسط، وبجهودها المتواصلة في تسوية النزاعات وتعزيز التنمية الإقليمية.

وأكد حرص الجانب الأميركي على مواصلة التنسيق مع مصر لتحقيق المصالح المشتركة بما يعزز الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين.

الأمن المائي المصري

أكّد الوزير أن “نهر النيل شريان الحياة للشعب المصري”، وأن مصر لطالما تمسكت بالتعاون مع أشقائها في دول حوض النيل لتحقيق المنفعة المشتركة والمصالح المتبادلة.

شددت مصر على أهمية التعاون في حوض النيل وفقاً للقانون الدولي، لا سيما مبادئ عدم الإضرار والإخطار المسبق والتشاور والتوافق للحفاظ على مصالح جميع دول الحوض، مع الرفض الكامل للإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي، مع متابعة التطورات بصورة لصيقة، واستخلاص ما يكفلها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي لحماية الأمن المائي.

التطورات في السودان

أعرب عبد العاطي عن ثوابت الموقف المصري الداعم للوحدة واستقرار السودان ومؤسساته الوطنية، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها مصر في إطار الآلية الرباعية المعنية بالسودان لدعم جهود التهدئة والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.

شدد على أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان، بما يمهد الطريق لإطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد.

تناول وزير الخارجية أهمية زيادة حجم المساعدات الإنسانية وضمان وصولها إلى جميع أنحاء السودان، وتعزيز التنسيق مع منظمات الإغاثة والحكومة السودانية في هذا المجال، مؤكداً أهمية إنشاء ممرات إنسانية لتوزيع المساعدات باعتباره أولوية قصوى في ضوء تفاقم الأوضاع الإنسانية على الأرض، مشدداً على استمرار مصر في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للأشقاء السودانيين.

وقال عبد العاطي إنه أدان الانتهاكات السافرة التي وقعت في مدينة الفاشر خلال الفترة الأخيرة، وأعرب عن القلق البالغ من تردي الأوضاع الإنسانية بشكل مأساوي، مؤكداً ضرورة وضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة.

الأزمة الليبية

شدد عبد العاطي على موقف مصر الثابت الداعي إلى ضرورة الحفاظ على وحدة الدولة الليبية واستقرارها، ورفض أي تدخلات خارجية أو وجود عسكري أجنبي على أراضيها، مؤكداً أهمية التوصل إلى حل ليبي- ليبي شامل يحقق تطلعات الشعب الليبي، ويحافظ على سيادته.

وأكد ضرورة مواصلة جهود دفع المسار السياسي في ليبيا، يفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في أقرب وقت، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا تحقيقاً للاستقرار.

الكونغو الديمقراطية ورواندا

وتطرق الحوار إلى تطورات الأوضاع في منطقة البحيرات العظمى، حيث استعرض عبد العاطي رؤية مصر الداعمة لجهود تحقيق السلام والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مشيراً إلى أهمية معالجة جذور النزاعات وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يسهم في استدامة السلام في المنطقة.

وأعربت مصر عن مواصلة دعمها للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لوقف الحرب الدائرة في شرق الكونغو الديمقراطية، واستعدادها لإتاحة خبراتها الممتدة لتيسير عملية تنفيذ نصوص اتفاق واشنطن للسلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا في يونيو 2025، وإعلان الدوحة، مع إعادة التأكيد على استعداد مصر للانخراط الفعّال في أي ترتيبات لبناء الثقة تحت مظلة الاتحاد الإفريقي.

الساحل الإفريقي.. مواجهة الإرهاب

أوضح عبد العاطي أنه يجب تبني مقاربة شاملة ضد تمدد الإرهاب في القارة الإفريقية حفاظاً على وحدة الدول ومقدراتها الاقتصادية وثرواتها الطبيعية، وهو ما يستوجب تعاوناً وتنسيقاً فعالاً على المستوى الدولي للتصدي لهذا الخطر المتنامي.

شدد على ضرورة العمل المتوازي في عدد من المحاور، ليس فقط المحورين الأمني والاقتصادي، ولكن أيضاً المحاور التنموية والفكرية والاجتماعية، بما يعزز قدرة دول المنطقة على معالجة جذور ومسببات التطرف والإرهاب.

القرن الإفريقي

تطرق الحوار أيضاً إلى تطورات الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي، حيث شدد عبد العاطي على رفض مصر للسياسات الهدامة المزعزعة للاستقرار، ودعم مصر لجهود تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، وأهمية احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وتسوية النزاعات عبر الحوار والوسائل السلمية.

أكّد أهمية بعثة الاتحاد الإفريقي للدعم والاستقرار بالصومال لضمان تنفيذ دورها في مكافحة الإرهاب ودعم الأمن والاستقرار في البلاد، مع الحفاظ على المكتسبات الأمنية وبناء مزيد من التقدم عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى