اتفاق روسي-صيني لتعزيز التعاون النووي وتسهيل إجراءات التأشيرة

اتفق البلدان خلال زيارة رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إلى الصين على تعزيز التعاون في الطاقة النووية عبر بناء محطات روسية التصميم في الصين وتطوير تشغيل مفاعلات حديثة لدورة الوقود النووي، إضافة إلى تسهيل التأشيرات بين البلدين واستمرار إجراء 99% من التسويات التجارية بالعملات الوطنية.
التعاون النووي والتصاميم الروسية في الصين
أعلن أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لشركة روساتوم الحكومية للطاقة النووية، أن موسكو وبكين ستطوران محطات طاقة نووية روسية التصميم في الصين، وأنهما يعتزمان استخدام مفاعلات النيوترونات السريعة وتقنيات دورة الوقود النووي المغلقة بنشاط.
وأشار ليخاتشوف للصحافيين إلى أن البلدين يعتزمان الانتقال إلى المرحلة التالية من التعاون في القطاع النووي، والتي تشمل تطوير محطات الطاقة النووية المصممة روسياً في الصين، والعمل المشترك على الجيل الرابع من الطاقة النووية، بما في ذلك إغلاق دورة الوقود والاستخدام المكثف للمفاعلات الصناعية ذات النيوترونات السريعة.
وأضاف أن هدف روساتوم هو التوصل إلى اتفاقيات مناسبة لبناء محطات الطاقة النووية في الصين، مع التركيز على القضايا ذات المنفعة المتبادلة، بما في ذلك تعزيز التعاون في دورة الوقود النووي وزيادة قدرات الصين في إنتاج اليورانيوم.
التسويات الاقتصادية والعملة الوطنية
من جهة أخرى، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن تسويات التجارة بين روسيا والصين تجري حالياً بالعملات الوطنية بنسبة تقارب 99%.
وفي مقابلة مع قناة روسيا-1 أوضح نوفاك أن المجالات الرئيسية للتعاون تشمل النفط والغاز والكهرباء وصناعة الفحم ومصادر الطاقة المتجددة.
وأكد نوفاك أن روسيا تواصل توريد الهيدروكربونات إلى الصين بمستوى مستقر رغم العقوبات، حيث تم توريد 72 مليون طن من النفط خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، في حين ارتفعت إمدادات الغاز بنسبة 31%، مع توقع الوصول إلى الطاقة التصميمية البالغة 38 مليار متر مكعب عبر خط “قوة سيبيريا” خلال العام الحالي.
إعفاءات تأشيرية وتبادل سياحي
وكان رئيس الوزراء الروسي ميشوستين قال إن بلاده تعمل على إعفاء متبادل من تأشيرات الدخول للسياح القادمين من الصين، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس الروسي بوتين، مشيراً إلى أن حصة الدولار واليورو في المعاملات التجارية بين البلدين انخفضت إلى أدنى مستوياتها.
وقال ميشوستين إن الحكومة الروسية تعمل على إيجاد حلول مماثلة لإعفاء المواطنين الصينيين من تأشيرات الدخول إلى روسيا، معرباً عن أمله في أن يشهد التبادل السياحي بين البلدين ارتفاعاً مقارنة بالعام الماضي، خاصة بعد أن ألغت الصين التأشيرات عن المواطنين الروس.
كما أشار رئيس الوزراء الروسي إلى أن حجم التبادل التجاري في قطاع المنتجات الزراعية ارتفع بنسبة 15% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مؤكداً استعداد بلاده لزيادة إمداداتها من المنتجات الغذائية الروسية عالية الجودة التي تحظى بشعبية في السوق الصينية.
حماية مصالح البلدين والمواقف الصينية
وكان رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ قد أكد استعداد بكين لتعزيز التعاون مع موسكو لـ”حماية مصالح البلدين بشكل أكثر فاعلية”، بما في ذلك في المجال الأمني.
وقال تشيانغ إن الوضع الدولي يشهد حالياً “تغييرات جوهرية”، وهو الجانب الصيني مستعد لتعزيز الحوار الاستراتيجي مع الروس، بروح الاتفاقات المهمة التي توصل إليها قادتنا، ولتطوير التعاون في جميع المجالات لحماية مصالحنا التنموية والأمنية بشكل أكثر فاعلية.
وأشار إلى أن روسيا والصين أقامتا هذا العام فعاليات لإحياء “الذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى والحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى الانتصار على اليابان العسكرية”.
زيارة هامة للغاية وتطورات ميدانية
ووصل ميشوستين إلى الصين الاثنين في زيارة تستغرق يومين يجري خلالها محادثات مع الرئيس شي جين بينغ ورئيس الوزراء لي تشيانج.
وبعد الاجتماع مع تشيانغ في مدينة هانغتشو الاثنين، سيتوجه إلى بكين الثلاثاء لإجراء محادثات مع الرئيس الصيني.
وعُقد آخر اجتماع بين الصين وروسيا على مستوى رئيسي الحكومتين في أغسطس من العام الماضي بالعاصمة موسكو، حيث أشاد رئيس الوزراء الصيني بما وصفها بالحيوية والنشاط الجديدين في العلاقات الثنائية.
أوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الكرملين يولي أهمية بالغة للزيارة، بينما أحجم عن الإفصاح عما إذا كان بوتين سيبعث برسالة إلى شي عبر ميشوستين.




