سوريا.. خبير اقتصادي يحذر من احتمال صدمة سعرية بعد رفع أسعار الكهرباء

وجه الخبير الاقتصادي محي الدين تحذيراً من أن إصلاح نظام الأسعار وإلغاء التشوهات السعرية في قطاع الكهرباء قد يطلق صدمة اقتصادية واجتماعية تقود الحكومة لاحقاً إلى التراجع عن قراراتها، مع الإشارة إلى أن الإصلاح السعري يساهم في كفاءة أكبر للاستهلاك وترشيده، لا سيما مع اقتراب الشتاء وارتفاع الطلب على الكهرباء.
وربط ارتفاع تكاليف المعيشة في المدن قد يدفع بعض الأسر إلى العودة إلى الأرياف، كما قد يشجع هذا الرفع على التحول نحو الطاقة الشمسية كمصدر دائم ومستدام لتخفيض استهلاك الكهرباء.
لكن الخبير الاقتصادي شدد على أن القرار الحالي يمثل معالجة جزئية ومجزأة للمشكلة، إذ أن الأسر والمنشآت النظامية تتحمل أعباء فواتير الكهرباء عن الورشات والمنازل التي تقوم بسرقة الكهرباء، وهو ما من شأنه توسيع اقتصاد الظل وتعزيز الفساد والرشوة.
كما نبه إلى أن غياب آلية دقيقة لقياس الاستهلاك والاعتماد على قراءات الكشافين قد يؤدي إلى فواتير غير دقيقة أو مبالغ فيها وهي مشكلة مزمنة لم تعالج بعد.
التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لإصلاح الأسعار
ودعا الباحث الاقتصادي إلى تحقيق عدالة تسعيرية شاملة في مختلف القطاعات، موضحاً أنه لا يجوز تطبيق إصلاحات سعرية على الكهرباء بينما تُفرض على القطاع الخاص تسعيرات غير عادلة أو مقيدة في مجالات مثل التعليم والصحة.
وختم محي الدين تصريحه بالتأكيد على أهمية أن تحافظ الحكومة على دورها كوسيط نزيه في السوق، لا كجهة ريعية تسعى لتحقيق إيرادات من الرسوم والضرائب، مشدداً على أن الإصلاح الحقيقي يكمن في فتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار في الطاقة واستيراد الغاز والنفط، بما يعزز التنافسية ويخفض الأسعار ويحسن جودة الخدمات.
وأفادت التقارير كذلك بأن وزارة الكهرباء السورية وقطاعات الطاقة تبذل جهوداً لرفع ساعات التزويد، إذ تحدثت المصادر عن خطط لرفع ساعات التزويد إلى نحو 8 إلى 10 ساعات يومياً وتوقيع اتفاقيات مع شركات لإتاحة إضافة شبكة بطاقة تصل إلى 5000 ميغاواط، ضمن مساعٍ لتقليل حالات التقنين وتحسين الخدمة.




