مباحثات استخباراتية في بروكسل لتهدئة مخاوف الأوروبيين من واشنطن

زيارة بروكسل وهدفها في تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية
نفّذ مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية جون راتكليف زيارة غير معلنة إلى بروكسل هذا الأسبوع، لإجراء مباحثات مع عدد من المسؤولين الأوروبيين وتأكيد الالتزام الأميركي بتبادل المعلومات الاستخبارية في ظل تراجع الثقة الأوروبية بسبب تقلبات السياسة الأميركية، خصوصاً إزاء أوكرانيا.
التقى راتكليف كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى مسؤولين من مركز الاستخبارات والمعلومات الأوروبي INTCEN ومديرية استخبارات هيئة الأركان العسكرية الأوروبية EUMS.
ووفق مسؤولين أوروبيين، كان الهدف من الزيارة طمأنة الحلفاء وتجديد الالتزام الأميركي بتبادل المعلومات الاستخبارية، بعد تزايد القلق في عواصم أوروبية من تقلبات السياسة الخارجية لإدارة الرئيس دونالد ترمب.
إشارات إلى استمرار قنوات التواصل وملفات التعاون المشترك
رغم أن راتكليف كان رسمياً في بروكسل لإطلاع مجلس شمال الأطلسي “الناتو” على آخر المستجدات، إلا أن اجتماعه الجانبي مع EEAS حمل إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة ترغب في الحفاظ على قنوات التواصل مفتوحة.
وقال أحد المسؤولين إن هذه اللقاءات لن تكون لمرة واحدة، مضيفاً أن الطرفين ناقشا ملفات مشتركة تشمل روسيا والصين والشرق الأوسط.
تصريحات وتوجهات رسمية حول الثقة والتحديات
وقالت المتحدثة باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ليز ليون، إن اللقاء تناول “التهديدات المتزايدة التي تمثلها روسيا والصين على الأمن عبر الأطلسي” إضافة إلى سبل التعاون في مواجهتها، مؤكدة أن “أي تقارير تزعم أن الأوروبيين أعربوا عن قلقهم من موثوقية الولايات المتحدة غير صحيحة ومضللة”.
وتأتي هذه الزيارة في سياق جهود الأوروبيين لإقامة منظومة استخباراتية أوروبية مشتركة لمواجهة النفوذ الروسي، بينما أعادت بعض الدول مثل هولندا النظر في تبادل المعلومات مع واشنطن، مشيرة إلى تدخلات سياسية ومخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.
قراءات إعلامية وتقييمات حول فرص التفاوض
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أشارت إلى وجود شكوك داخل أجهزة الاستخبارات الأميركية حول مدى استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا، مقابل تقييم أكثر تفاؤلاً قدمته INR في وزارت الخارجية الأميركية قبل اجتماع ترمب ونظيره الروسي في أنكوراج.
وأوردت الصحيفة أن محللين INR عبّروا عن الرأي المعارض في إحاطات سبقت اجتماع ترمب مع بوتين في أغسطس الماضي. كما أشار التقرير إلى أن ترمب وصف مكالمة هاتفية مع بوتين بأنها “مثمرة جداً” في وقت سابق من الشهر، وأعلن عن لقاء محتمل في بودابست، إلا أن هذا الاجتماع وضع على قائمة الانتظار بسبب مخاوف أميركية بشأن استعداد بوتين للتفاوض وإنهاء الحرب.




