اخبار سياسية

بعد إعلان ترامب استئناف التجارب النووية: كم عددها ولماذا توقفت؟

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أصدر تعليمات إلى وزارة الحرب لاستئناف اختبار الأسلحة النووية الأميركي فوراً وعلى أساس المساواة مع الدول الأخرى، بما فيها روسيا والصين.

وكتب ترامب على موقع Truth Social قبل اجتماعه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية: “بسبب برامج الاختبارات التي تقوم بها الدول الأخرى، وجهت وزارة الحرب لبدء اختبار أسلحتنا النووية على أساس المساواة. وستبدأ هذه العملية فوراً”.

وأضاف أن الولايات المتحدة تمتلك أسلحة نووية أكثر من أي دولة أخرى، مشيراً إلى أن روسيا في المرتبة الثانية، والصين في المرتبة الثالثة لكنها ستصبح متساوية خلال خمس سنوات، مع الإشارة إلى أن واشنطن لم تجرِ اختبارات منذ عام 1992.

وفي وقت سابق الأربعاء، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه اختبر بنجاح طوربيداً نووياً فائق القدرة من طراز بوسيدون، مضيفاً أنه أقوى بكثير من سارمات الباليستي العابر للقارات، وأن سارمات سيدخل الخدمة قريباً.

متى كان آخر اختبار نووي في أميركا؟

كانت آخر مرة اختبرت فيها الولايات المتحدة قنبلة نووية في 23 سبتمبر 1992، وأُجري الاختبار في منشأة تحت الأرض بولاية نيفادا، قبل أن يصدر الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش الأب قراراً بفرض وقف اختبارات الأسلحة النووية مع نهاية الحرب الباردة.

وكان اسم المشروع الرمزي Divider، وهو الاختبار النووي رقم 1,054 الذي نفذته الولايات المتحدة وفقاً لمختبر لوس ألاموس الوطني، الذي لعب دوراً محورياً في تطوير أول قنبلة ذرية في العالم.

ويُدار موقع الاختبار في نيفادا حتى اليوم من قبل الحكومة الأميركية. ووفقاً للمتحف الوطني للعلوم والتاريخ النووي التابع لسميثسونيان، “إذا اعتبر الأمر ضرورياً، يمكن إعادة تفويض الموقع لإجراء اختبارات الأسلحة النووية من جديد”.

أما آخر اختبار معروف أجرته الصين فكان في 1996، بينما التجارب الأخيرة التي أجرتها روسيا لم تشمل تفجير سلاح نووي بل كانت لتقنيات الإطلاق فقط.

ما خلفيات قرار ترمب؟

تأتي إعلانات ترمب باستئناف الاختبارات النووية قبل نحو مئة يوم من انتهاء معاهدة نيو ستارت التي تحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية المنشورة إلى 1,550 رأساً لكل دولة، ولا يمكن تمديدها مرة أخرى.

لكن بعد لقاء ترمب وبوتين في أنكوراج، اقترح بوتين أن يتفق البلدان بشكل غير رسمي على الالتزام بقيود الأسلحة المنشورة لمدة عام إضافي كبلورة لفكرة مفاوضات بديلة لتجنب سباق تسلح جديد شبيه بالحرب الباردة، وهو ما أبدى ترمب تأييده حينها ثم اتهمه بتعطيل المحادثات مع استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا.

ولا توجد أي إشارة إلى أن محادثات جديدة قد بدأت فعلاً، كما أن اختبار أسلحة جديدة وغير تقليدية يمثل تحدياً خاصاً لأنه غير مشمول بقيود المعاهدة الحالية.

هل تشكل الصين تحدياً لترمب؟

تتشكل الصين تحدياً نووياً معقداً لترمب لأنها لم تكن طرفاً في معاهدات الحد من التسلح النووي، وفق تقارير إعلامية، وكانت طوال الحرب الباردة تمتلك ردعاً نووياً محدوداً مقارنة بروسيا والولايات المتحدة، لكن الصين بدأت بتطوير قدرات وتخطيط نشر صوامع صاروخية يمكن رصدها عبر الأقمار الاصطناعية الأمريكية.

وتقدر وزارة الدفاع الأميركية أن الصين ستمتلك حوالي ألف سلاح نووي منشور بحلول عام 2030، وألفين ونصف بحلول 2035، ما يجعلها تقارب الترسانتين الحاليتين لواشنطن وموسكو؛ وحتى وصول هذا المستوى، يبدو أنها غير مهتمة بالانضمام إلى محادثات الحد من التسلح، بينما يعتقد ترامب بأنه يستطيع إقناع شي بالمشاركة في مثل هذه المفاوضات.

أما إذا قرر ترامب المضي قدماً في اختبار سلاح نووي ربما خارج منطقة الاختبارات خارج لاس فيجاس، فسيؤدي ذلك إلى توجه دول نووية أخرى إلى إجراء اختبارات مماثلة. وبين حلفاء الولايات المتحدة النوويين بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، التي يعتقد أنها تمتلك ترسانة غير معلنة بنحو مئة سلاح، كما أن الهند وباكستان وكوريا الشمالية تمتلك مخزونات نووية متنامية؛ وكانت كوريا الشمالية آخر دولة أجرت اختباراً نووياً مؤكداً خلال الولاية الأولى لترامب.

ما عدد الرؤوس النووية؟

وفق تقديرات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام لهذا العام، تمتلك الولايات المتحدة نحو 3,700 رأس نووي، وروسيا نحو 4,309، بينما لدى الصين نحو 600 رأس نووي، مع زيادة تقديرية نحو 100 رأس سنوياً منذ 2023.

وتشير أرقام الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية ICAN إلى امتلاك روسيا أكبر عدد من الرؤوس النووية المؤكدة، حيث تملك نحو 5,499 رأساً مقابل حوالي 5,277 للولايات المتحدة، وتشكل الدولتان معاً نحو 90% من الترسانة النووية العالمية.

وأعلنت روسيا الأربعاء عن اختبار سلاح نووي بعيد المدى يعمل بالطاقة النووية تحت الماء، إضافة إلى تجارب على صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. وفي ولايته الأولى، سعى ترامب إلى زيادة الترسانة النووية الأمريكية بشكل كبير وفق تقارير إعلامية، بعد أيام من تصريحات بوتين عن سلاح كروز نووي عالي التقنية.

ورد ترامب لاحقاً بأن بوتين يعرقل المحادثات وبأنه لا يجوز السماح بانتشار الأسلحة النووية، في حين كانت الصين ترى أن المشاركة في تقليص الترسانات النووية ليست مطروحة في ذلك الحين.

كيف استقبلت نيفادا إعلان ترمب؟

أثارت تصريحات ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات من بعض الديمقراطيين في الكونجرس، خصوصاً من وفد ولاية نيفادا. قالت السناتورة جاكي روزن إنها ستقاتل لإيقاف القرار، وأشارت إلى أن التعهدات التي قطعها المرشحون ومسؤولو الإدارة بعدم إجراء تجارب نووية تفجيرية تبقى ضرورية، وذكرت النائبة دينا تايتوس أنها ستقدم مشروع قانون لوقف الإجراء.

وكان برلمان نيفادا قد أقر في مايو قراراً يدعو الحكومة الفيدرالية إلى الحفاظ على وقف اختبارات الأسلحة النووية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى