اخبار سياسية

المشرعون الجمهوريون يعارضون خفض القوات الأميركية في أوروبا الشرقية

أعلن البنتاجون سحب ما يصل إلى 800 جندي من القوات المنتشرة في أوروبا الشرقية، وهو إجراء أثار ردّ فعل قويًا ونادرًا من الجمهوريين في الكونغرس، معتبرين أنه يبعث برسالة خاطئة إلى روسيا.

في بيانٍ مشترك، أكد كبار الجمهوريين في لجنتي القوات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ أنهم لن يدعموا أي تغييرات في تموضع القوات الأميركية في أوروبا ما لم تتم عبر عملية تنسيق دقيقة بين الوكالات الحكومية وتشمل التنسيق مع الكونغرس. وكتب السيناتور روجر ويكر من ولاية ميسيسي، والنائب مايك روجرز من ولاية ألاباما، وهما رئيسا لجنتي القوات المسلحة في المجلسين، أن القرار يثير القلق من أن ما يتم الإقدام عليه الآن يعطل الاستراتيجية المتفق عليها.

وأكدت قيادة الجيش الأميركي في أوروبا وإفريقيا أن اللواء المشاة القتالي الثاني التابع للفرقة 101 المحمولة جواً سيعود إلى قاعدته في فورت كيمبل بولاية كنتاكي، بدون استبدال بوحدة أخرى.

وأفاد وزير الدفاع الروماني يونوت موستيانيو في بيان بأن خطة الولايات المتحدة لتقليص حجم القوات في ما يُعرف بالجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي ستترك نحو ألف جندي أميركي في رومانيا.

وذكرت قيادة الجيش الأميركي في أوروبا وإفريقيا في بيان أنها ليست خطوة انسحاب من أوروبا، ولا إشارة إلى تراجع الالتزام بحلف الناتو أو بمبدأ المادة الخامسة من ميثاق الحلف، بل تمثل إشَارة إيجابية إلى زيادة القدرات والمسؤوليات الأوروبية وفق تعبير القيادة.

تشكيك في قدرة أوروبا

ردّ ويكر وروجرز مباشرةً على هذا التفسير، شككا في قدرة أوروبا على سد الفجوة الدفاعية في الوقت الراهن، وأكدا أن القارة تحتاج إلى مزيد من الوقت لتعزيز قدراتها العسكرية، وأن الخطوة قد تشجع روسيا على المزيد من العدوان. وقالا في بيانهما: «هذا القرار يبعث بالرسالة الخطأ إلى روسيا، في اللحظة التي يمارس فيها الرئيس ترمب ضغوطاً على فلاديمير بوتين لإجباره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل تحقيق سلام دائم في أوكرانيا». وأضافا: «الرئيس محق تماماً.. الآن هو الوقت الذي ينبغي فيه أن تُظهر الولايات المتحدة تصميمها في مواجهة العدوان الروسي، والأسف أن القرار غير منسَّق ويتعارض مباشرة مع استراتيجية الرئيس».

ولم يرد البنتاجون على طلب ABC News للتعليق، كما لم يتضح ما إذا كان ترمب على علم بالخطة.

وقال مسؤول عسكري رفيع في حلف الناتو، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن تعديل تموضع القوات الأميركية في أوروبا ليس بالأمر غير المعتاد، مؤكدًا أن الحلف يرى أن الولايات المتحدة والرئيس ترمب ما زالا ملتزمين بالحلف. وأضاف: «حتى مع هذا التعديل، يبقى تموضع القوات الأميركية في أوروبا أكبر من ما كان عليه خلال سنوات عديدة، ولا تزال هناك أعداد كبيرة من القوات في القارة مقارنة بما كان قبل عام 2022». وتابع أن السلطات الأميركية وحلف الناتو على تواصل وثيق لضمان بقاء قدرة الردع والدفاع قوية.

وبحسب ABC News، يعد هذا الاعتراض من الجمهوريين في الكونغرس على إدارة ترمب أمرًا نادرًا للغاية خلال ولايته الثانية، إذ ما زالت لديه سيطرة قوية على الحزب الجمهوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى