اقتصاد

مغلق تماماً.. الجزائر ترفض بشدة أي محاولات لإعادة تصدير الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب

وقف ضخ الغاز عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي وتداعياته

أوقفت الجزائر ضخ الغاز نحو إسبانيا عبر التراب المغربي اعتباراً من الأول من نوفمبر 2021، بعد انتهاء العقد الذي يربط سوناطراك بالديوان المغربي للكهرباء والماء وذلك في أعقاب قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب على خلفية نزاع الصحراء الغربية.

ذكرت منصة الطاقة أن الجزائر رفضت محاولات جس نبض لإعادة استخدام الأنبوب، واعتبرت الملف مغلقاً تماماً في ظل أزمة الصحراء ولم تبدِ نية لتجديد الاتفاقية.

اقترحت إسبانيا وعدد من الشركاء الدوليين على الجزائر فكرة إعادة الاستفادة من أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي وتنويع مسارات الضخ، لتصل الغاز الجزائري إلى أوروبا وتكون بداية لتطبيع العلاقات مع المغرب.

وقالت المصادر إن المقترح يشترط استفادة المغرب من جزء من الغاز لتلبية احتياجاته الداخلية، وبسعر أقل من الغاز المستورد حالياً عبر إسبانيا بنحو 4 إلى 5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

وأشارت المنصة إلى أنها أرسلت طلب تعليق إلى الشركة الجزائرية الوطنية للنفط والغاز سوناطراك، لكنها لم تتلق رداً حتى إعداد التفاصيل.

يبلغ طول الأنبوب نحو 1620 كيلومتراً، وبطاقة تصميمية تبلغ 12 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، وتوقف العمل في اتجاه الجزائر إلى المغرب نتيجة عدم تجديد الاتفاقية التي امتدت 25 عاماً، حيث كان المغرب يحصل عبره على مليار متر مكعب سنوياً إضافة إلى مقابل مالي مقابل عبوره في أراضيه.

ونتيجة عدم تجديد الاتفاقية اضطر المغرب لتشغيل الأنبوب عكسياً من إسبانيا إلى المغرب، حيث يستورد الغاز المسال من مصادر عدة ثم يخضع لإعادة التغويز في إسبانيا ويضخ مرة أخرى في الأنبوب إلى المغرب.

التطورات اللاحقة وآثارها على المزيج الغازي المغربي

في يوليو 2023، وقّع المغرب اتفاقية مع شركة شل لاستيراد 500 مليون متر مكعب سنوياً من الغاز المسال بموجب عقد يمتد 12 عاماً.

بعد التهديد الجزائري، أعلنت إسبانيا أنها شرعت في تصدير الغاز إلى المغرب بالرغم من مخاطر قطع الإمداد الجزائري والالتزام بالعقود وإعادة الغاز إلى المغرب عبر الأنبوب.

أعلنت الرئاسة الجزائرية رسمياً وقف ضخ الغاز نحو إسبانيا عبر المغرب، مع تكرار تقارير عن توقف توريد الغاز إلى المغرب اعتباراً من نوفمبر ونقل المغرب لدرس تدفق الغاز عكسياً عبر خط الأنابيب في حال أوقفت الجزائر الإمدادات.

ذكرت مصادر مطلعة لوكالة رويترز أن الجزائر ستوقف توريد الغاز إلى المغرب عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي اعتباراً من الأول من نوفمبر، في حين يدرس المغرب إمكانية “التدفق العكسي” كخيار بديل لمروره عبر الأراضي المغربية إذا استمر الانقطاع.

وبينما تتابع المملكة المغربية إجراءاتها، قال مسؤول مغربي إن الرباط يناقش مع إسبانيا خيار التدفق العكسي إذا انتهت صلاحية الاتفاقية مع الجزائر في 31 أكتوبر، وذلك لتأمين إمدادات الغاز عبر مسار بديل.

وفي أحدث بيانات الطاقة لعام 2025 بحسب منصة الطاقة المتخصصة، ارتفعت واردات المغرب من الغاز بشكل واضح خلال الفترة من بداية يناير وحتى أغسطس 2025 لتصل إلى نحو 6.73 تيراواط/ساعة مقارنة بـ6.29 تيراواط/ساعة في أول ثمانية أشهر من 2024، وبلغت واردات الغاز للمغرب في أغسطس 2025 نحو 992 جيغاواط/ساعة وهو أعلى مستوى لهذا العام حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى