صفقات نووية ومعادن نادرة وتاج من ذهب ولقاء مع شي.. ترمب يختتم جولته الآسيوية

انطلق ترامب من كوريا الجنوبية عائداً إلى الولايات المتحدة مختتماً جولة آسيوية مطوّلة بدأها الأحد وشملت ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية، وأبرم خلالها صفقات نووية واتفاقات في المعادن النادرة قبل أن يختمها بلقاء قمة مع الرئيس الصيني شي جين بينج.
وصعد ترامب على متن طائرة الرئاسة في مطار جيمهاي بمدينة بوسان بعد لقاء دام نحو ساعة و40 دقيقة مع شي جين بينج، ووصفه بأنه كان مناسباً ومثمراً خلاله أُعلن انخفاض التعريفات الأمريكية على الصين وتسهيل صادرات المعادن النادرة.
وفي قاعة الاستقبال بالمطار، أكد ترامب أن اللقاء مع شي كان ممتازاً وأنه جرى خلاله اتخاذ قرارات مهمة، ثم غادر إلى دائرته وهو يطمئن بأن العلاقات الاقتصادية ستتجه نحو مسار أكثر هدوءاً.
وغادر ترامب في الساعة 12:55 بالتوقيت المحلي لكوريا الجنوبية، متوجهاً إلى الولايات المتحدة، وتعيد التقديرات وصوله نحو الثالثة عصراً بالتوقيت الشرقي الأميركي، مع توقع أن تستغرق الرحلة نحو 16 ساعة و10 دقائق وأن يشارك في احتفالات الهالوين في البيت الأبيض.
استغرقت الرحلة إلى ماليزيا نحو 23 ساعة بدءاً من الولايات المتحدة وتوقفت الطائرة للتزود بالوقود في رامشتاين الألمانية، ثم في قاعدة العديد بالدوحة حيث استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على متن الطائرة الرئاسية.
في ماليزيا شهدت القمة توقيع «اتفاق كوالالمبور للسلام» بين كمبوديا وتايلاند، وهو اتفاق أنهى نزاعاً حدودياً دامياً، وذلك خلال حضور ترامب لقمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور، ومع حضور مسؤولي البلدين أشار ترامب إلى أن هذا الاتفاق “مثير للغاية” وأنه سيؤدي إلى إنقاذ ملايين الأرواح.
وألقى ترامب أمام زعماء آسيان كلمة أكد فيها أن الولايات المتحدة تقف معكم بنسبة 100% وستكون شريكاً قوياً للمنطقة ولأجيال عدة، كما وقع سلسلة من الاتفاقات للتجارة والمعادن مع أربعة شركاء من جنوب شرق آسيا في إطار سعيه لمعالجة الاختلالات التجارية وتنويع سلاسل التوريد وسط توجه الصين لتقييد صادرات المعادن الأرضية النادرة.
وأبرم ترامب اتفاقات تجارة متبادلة مع نظيريه الماليزي والكومبودي، إضافة إلى إطار عمل لتايلندا يتعلق بإزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية، وهو جزء من مسعى لتعزيز الروابط الاقتصادية في المنطقة.
وفي اليابان حظي ترامب باستقبال حافل عندما استقبلته رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة ساناي تاكايتشي، ووقع معها اتفاقاً تنفيذياً لإطار التحالف بين البلدين وتأمين إمدادات المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة، كما وقعا اتفاقاً إطارياً لتأمين مفاعلات نووية من الجيل الجديد مثل AP1000 ومفاعلات صغيرة (SMRs) لتعزيز قدرة اليابان التصديرية في مجال التكنولوجيا النووية.
كذلك أعلنت اليابان والولايات المتحدة عن اتفاقات إضافية تشمل التعاون في تطوير مشاريع الغاز الطبيعي المسال في ألاسكا ووقف استيراد الغاز الروسي المسال، إضافة إلى اتفاق يتعلق بواردات اليابان من فول الصويا الأمريكي، كما أعلن الوزير الأميركي هوارد لوتنيك عن استثمارات يابانية في الولايات المتحدة بقيمة 490 مليار دولار في مجالات التطوير النووي والهندسة والبناء وأشباه الموصلات والبنى التحتية للذكاء الاصطناعي، في إطار مبادرة الاستثمار الاستراتيجي اليابانية.
وزار ترامب حاملة الطائرات جورج واشنطن في قاعدة يوكوسوكا البحرية في وسط اليابان، وأكد أن التحالف مع اليابان أقوى من أي وقت مضى، قائلاً إن القوة الأميركية تزاوجت مع الأمن والاحترام المطلوبين، وأن الحدود الجنوبية آمنة الآن وأن المدن الأميركية أصبحت أكثر أمناً.
ووصل ترامب إلى كوريا الجنوبية في آخر محطة من جولته، حيث قدم رئيس كوريا الجنوبية تاجاً ذهبياً وميدالية ذهبية عرضت في متحف جيونججو الوطني هي أعلى أوسمة البلاد، وهو ما يعدّ تكريماً تاريخياً للرئيس الأميركي كأول من يحصل عليه، كما أعلن عن منح سول موافقة لبناء غواصة تعمل بالطاقة النووية كخطوة كبيرة تفتح الباب أمام سول للانضمام إلى نادي الدول التي تمتلك غواصات نووية.
وفي ختام اللقاء مع شي جين بينج الذي عقد في قاعة استقبال مطار جيمهاي الدولي دام نحو مئة دقيقة ووصف بأنه ممتاز، قال ترامب إنه تم إحراز تقدم كبير وأن الاجتماع أكد ضرورة أن تكون الصين والولايات المتحدة شريكتين وصديقتين من أجل عالم أفضل، ثم غادر على متن طائرة إير فورس وان ليؤكد أن الاجتماع كان مثمراً وسينعكس في خطوات قادمة، مع الإشارة إلى خطط زيارة مرتقبة للصين في أبريل القادم وأن الصين ستزور الولايات المتحدة في موعد لاحق.




