في ظل استمرار الإغلاق الحكومي.. 42 مليون أميركي مهددون بفقدان قسائم الغذاء

رفعت حكام ومدعون عامون من 25 ولاية دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سعياً لمنع وقف صرف مخصصات برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (SNAP) للمحتاجين اعتباراً من الأول من نوفمبر، في وقت يستمر فيه الإغلاق الحكومي.
ووصفت الدعوى احتمال قطع المساعدات بأنه خارج عن القانون وتعسفي، وذكرت أن التعليق يمثل تعدياً على الحقوق المنصوصة في برنامج SNAP.
قالت وزارة الزراعة في مذكرة حديثة إنها غير قادرة على استخدام الأموال الاحتياطية لصرف مخصصات نوفمبر، وهو تناقض مع توجيهات سابقة أشارت إلى إمكان استخدام هذه الأموال في حال حدوث توقف جزئي في منتصف السنة المالية.
ويُقدَّر أن يفقد نحو 42 مليون أميركي، بينهم 16 مليون طفل و8 ملايين من كبار السن، القسائم التي يعتمدون عليها يومياً عبر البرنامج.
خلفية الدعوى ومطالبها
وفي بيانها، أشارت المدعية العامة في نيويورك ليتيتيا جيمس إلى أن برنامج المساعدة الغذائية التكميلية من أدوات مكافحة الجوع الفعالة، وأن وزارة الزراعة لديها الأموال اللازمة لتشغيله، ولا مبرر للإدارة لتخلي العائلات التي تعتمد عليه كمصدر أساسي للطعام.
وتؤكد الدعوى أن تعليق المزايا إجراء تعسفي وينتهك قانون الغذاء والتغذية الذي يحتم توفير المساعدات لجميع الأسر المؤهلة.
ويقود الدعوى المدعون العامون في ماساتشوستس وكاليفورنيا وأريزونا ومينيسوتا، إضافة إلى واشنطن العاصمة، مؤكدين أن وقف المدفوعات الشهرية سيكون سابقة تاريخية منذ تأسيس البرنامج قبل ستة عقود.
وطالبت الولايات، إلى جانب واشنطن العاصمة، المحكمة بالتدخل العاجل لإلزام وزارة الزراعة باستخدام الأموال الاحتياطية لصرف مخصصات نوفمبر وضمان استمرار وصول المساعدات للأسر في الأيام المقبلة.
وقالت جيمس: “ملايين الأميركيين على شفا الجوع لأن الحكومة الفيدرالية اختارت حجب المساعدات التي يفرض القانون توفيرها”.
ردود الفعل والتطورات السياسية
في المقابل، قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إن إدارة ترمب “وجدت حلولاً مبتكرة” لتمويل برامج أخرى مثل WIC ودعم الجيش، لكنها لم تتمكن من إيجاد مسار قانوني يتيح استمرار صرف مخصصات SNAP، التي تنتهي صلاحيتها في الأول من نوفمبر.
وأضاف: “لقد قاموا بأمور إبداعية لتخفيف الضرر قدر الإمكان”، مشيراً إلى أن محامي الإدارة لم يجدوا نصاً قانونياً من الثلاثينيات يتيح استمرار صرف المساعدات ضمن الإطار الحالي.
ودعا جونسون الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إلى الانضمام إلى الجمهوريين لإعادة فتح الحكومة، مشيراً إلى أن اتحاد العاملين الفيدراليين دعا إلى تمرير تمويل حكومي مؤقت غير مشروط لإنهاء الإغلاق فوراً.
وتحدث عن أن غياب مراقبي الحركة الجوية عن عملهم بسبب الإغلاق أدى إلى تأخير آلاف الرحلات، وتابع بأن العائلات تعاني وتواجه صعوبات في تأمين المأكل والوقود والإيجار.
وبشأن العائلات العسكرية، حذر النائب الجمهوري أوجست بفلوجر من تكساس من أن الرواتب قد تتوقف، وهو ما يؤثر في دفع الإيجار واحتياجات الأسرة الأساسية.
ومن المقرر أن يلتقي نائب الرئيس جيه. دي فانس مع الجمهوريين في مجلس الشيوخ خلال الغداء الأسبوعي لمناقشة الإغلاق والدفع باتجاه تمرير تمويل مؤقت غير مشروط لإنهائه.
وفي تطور عالمي، وصل دونالد ترمب إلى اليابان للقاء رئيسة الوزراء، بينما قال إنه ستكون هناك طريقة لاستمرار دفع رواتب مراقبي الحركة الجوية، لكن بشرط تمرير تمديد بسيط من الديمقراطيين.
ردد شومر زعيم الديمقراطيين في المجلس أن الأميركيين يستحقون حكومة تعمل بجهد، ولا يجب على قائدها الهروب عندما يكونون في وضع حرج، بينما أعلنت أكبر نقابة للموظفين الفدراليين دعمها لمقترح الجمهوريين بإنهاء الإغلاق فوراً عبر تمويل حكومي مؤقت غير مشروط وإعادة رواتب الموظفين.
وأضافت النقابة أن الوقت قد حان لإغلاق الإغلاق اليوم، وأنه لا حلولا نصفية ولا مساومات سياسية، وأنه يجب إعادة الموظفين إلى العمل ورفع الرواتب فوراً.
ويصر الجمهوريون على أن ملف الرعاية الصحية يجب أن يبقى خارج إطار الإغلاق، بينما عرقلت الديمقراطيات 12 محاولة لتمديد مؤقت، مطالِبة بتمديد دعم أقساط “أوباماكير” وإلغاء تخفيضات “ميديكيد” التي أقرّت الصيف الماضي.
وحذر خبراء من أن عدم تمديد الإعانات قبل الأول من نوفمبر قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في أقساط التأمين الصحي، إذ يتوقع من مؤسسة Kaiser Family Foundation أن تتضاعف الأقساط لملايين الأميركيين إذا لم تتم الإعانات.




