الحكومة السودانية تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة في الفاشر وتشكّل لجنة تحقيق يرأسها حميدتي

التطورات الميدانية والردود الرسمية
أعلنت الحكومة السودانية أن عدد ضحايا الهجمات الأخيرة في الفاشر وبارا بلغ عدة آلاف خلال الأيام الثلاثة الماضية، ودعت إلى محاسبة قادة قوات الدعم السريع.
أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) تشكيل لجنة تحقيق في تجاوزات حصلت في الفاشر، متعهداً بمحاسبة أي جندي أو ضابط ارتكب أي جرم أو تجاوز حدود مهمته في المدينة.
وصف وزير الإعلام خالد الإعيسر ما جرى بأنه فظائع حتى تبرر تصنيفها كإرهاب، قائلاً إن الجرائم التي ارتكبها المليشيا خلال الأيام الأخيرة تتجاوز كل المقاييس المعروفة للإرهاب.
اعتبر وكيل وزارة الخارجية السودانية حسين الأمين أن ما تقوم به قوات الدعم السريع يمثل نموذجاً واضحاً للإفلات من العقاب، واتهمها بإبادة مواطني غرب دارفور واستعانة بمرتزقة من الخارج عبر وكلاء إقليميين.
طالب الأمين المجتمع الدولي باتخاذ تدابير عاجلة لردع المليشيا وتصنيفها كمنظمة إرهابية، مشيراً إلى أن مجلس الأمن لم ينجح بعد في تنفيذ قراره الخاص بفك الحصار عن مدينة الفاشر.
الوضع الإنساني وردود المنظمات الصحية
أكد حميدتي أن المعركة في الفاشر فرضت علينا، وأنه لا خيار أمامنا سوى القتال للدفاع عن النفس، ودعا إلى إغاثة فورية للمدينة وحرية حركة المدنيين دون عوائق.
وصفت نائبة مفوضة العون الإنساني في السودان منى نور الدين الأحداث بأنها مأساة كبرى، وأكدت وجود قتل للمرضى والجرحى داخل المستشفيات بشكل وحشي وبدم بارد، مع تقدير بأن نحو ألفين من المدنيين قتلوا منذ الأحد.
وأشارت إلى أن أرواح المدنيين العزل انتزعت بدون رحمة، وأن رحلة النزوح تحولت إلى مطاردة للنجاة مع صعوبة الوصول للملاجئ الآمنة، وأن الجثث موزعة في شوارع المدينة والساحات العامة، وهو ما تعتبره صمتاً دولياً غير مبرر.
واتهمت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع بأنها سعت لتصفية المرضى والممرضين والأطباء داخل مستشفيات الفاشر، وأن ما حدث يمثل حلقة في مسلسل إبادة جماعية منهجية، مطالبة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بالتدخل العاجل لحماية الكوادر الطبية والمدنيين العزل.
وقالت الشبكة إن نحو 14 ألف مدني قتلوا في دارفور خلال عام ونصف، منهم 1500 في الأيام الثلاثة الأخيرة، وأن المجتمع الدولي لم يتحرك بالقدر المطلوب أمام المجازر المستمرة في المنطقة.
واستيقظ السودانيون فجر 26 أكتوبر على مقاطع فيديو نشرها حسابات تابعة لقوات الدعم السريع تؤكد توغلها داخل مقر الفرقة السادسة مشاة للجيش السوداني في الفاشر، وتلتها رسالة رسمية تؤكد سيطرة القوات على المدينة، بينما كان آخر موقع للجيش في الإقليم لا يزال بعيداً عن السيطرة.
وأعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن القوات المسلحة السودانية قادرة على قلب الطاولة، وذلك بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر قيادة الجيش في الفاشر، وهو آخر موقع للجيش في دارفور غرب البلاد.
وذكرت الخلفية التاريخية أن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع اندلعت في أبريل 2023 بسبب خلافات حول دمج الدعم السريع ضمن القوات المسلحة كجزء من عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالحكومة السابقة في 2021.




