اخبار سياسية

هولندا: الناخبون يصوّتون في انتخابات برلمانية تتركّز على الإسكان والهجرة

جرى التصويت في مراكز الاقتراع بجميع أنحاء هولندا يوم الأربعاء في انتخابات برلمانية مفاجئة ومتقاربة أعلنت بعد أن أسقط النائب اليميني المتطرف جيرت فيلدرز الحكومة الائتلافية السابقة المكونة من أربعة أحزاب بسبب خلاف حول تشديد قوانين الهجرة.

تركزت الحملة الانتخابية على مسائل الهجرة وأزمة الإسكان، وما إذا كانت الأحزاب ستتعاون مع فيلدرز في ائتلاف جديد إذا كرر حزبه فوزه قبل عامين.

تأتي الانتخابات وسط حالة من الانقسام العميق في بلد يضم 18 مليون نسمة، فضلاً عن العنف الذي شهدته تظاهرة مناهضة للهجرة في لاهاي ومظاهرات في جميع أنحاء البلاد ضد مراكز استقبال طالبي اللجوء الجديدة.

في لاهاي، توقف عدد من الموظفين والركاب للإدلاء بأصواتهم داخل مركز اقتراع أنشئ بجوار مبنى البرلمان في محطة السكك الحديدية المركزية للمدينة.

ويمكن للناخبين الإدلاء بأصواتهم في قاعات المدينة والمدارس والكنائس وحديقة حيوانات وسجن سابق في أرنهيم، إضافة إلى متحف آن فرانك الشهير في أمستردام.

وقالت الناخبة أولجا فان دير برانت، البالغة 32 عامًا، إنها تعتقد أن الناخبين قد ينقلبون ضد الأحزاب التي شكلت الحكومة اليمنية السابقة بقيادة فيلدرز. وأضافت أن أملها هو أن يتولى هذه المرة حزب تقدمي أكثر قيادة الحكومة.

تقدم اليمين المتطرف

تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب فيلدرز، الذي يدعو إلى وقف كامل لدخول طالبي اللجوء إلى هولندا، ما زال في طريقه للفوز بأكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب المؤلف من 150 مقعداً، لكن الأحزاب المعتدلة الأخرى تقلص الفارق، ويحذر خبراء الاستطلاعات من أن كثيرين ينتظرون اللحظة الأخيرة لتحديد لمن سيصوتون.

وقال فيلدرز، الثلاثاء، في برنامج “نيوزور” الهولندي بعد المناظرة النهائية بين القادة إن الوضع لم يكن متوتراً هكذا منذ وقت طويل.

يغلق مراكز الاقتراع الساعة 9 مساء الأربعاء، وتُنشر أول استطلاعات الخروج فوراً، ثم يتم تحديثها بعد نصف ساعة.

ويضمن النظام الهولندي القائم على التمثيل النسبي تقريباً ألا تحصل أي جهة على أغلبية، ومن المرجّح أن تبدأ المفاوضات الخميس بشأن تشكيل الائتلاف الحاكم القادم.

واستبعدت الأحزاب الرئيسية التعاون مع فيلدرز مسبقاً، معتبرة أن قراره بإسقاط الائتلاف السابق المكون من أربعة أحزاب في وقت سابق هذا العام بسبب خلاف حول تشديد قوانين الهجرة يظهر أنه شريك ائتلافي غير موثوق.

وقال روب جيتين، زعيم حزب D66 الوسطي اليساري الذي ارتفع في استطلاعات الرأي مع استمرار الحملة، في المناظرة التلفزيونية النهائية إن حزبه يريد الحد من الهجرة، ولكنه أيضاً يرغب في استقبال طالبي اللجوء الفارين من الحرب والعنف.

وأضاف أن الناخبين أمام خيار “الاستماع مجدداً إلى كراهتك المتجهمة لعشرين عاماً أخرى، أو اختيار الطاقة الإيجابية والعمل على حل هذه المشكلة”.

هاجم فرانس تيمرمانز، نائب رئيس المفوضية الأوروبية السابق وزعيم كتلة الحزب العمالي وحزب اليسار الأخضر، فيلدرز في المناظرة النهائية قائلاً إنه “يتطلع إلى اليوم، وهذا اليوم هو الغد، الذي يمكننا فيه وضع حد لعصر فيلدرز”.

وينفي فيلدرز أنه قد أخفق في الوفاء بتعهوده الانتخابي لعام 2023، رغم كونه أكبر حزب في البرلمان، ويلقي باللوم على الأحزاب الأخرى في إحباط خططه. وقال: “لو كنت رئيساً للوزراء، وهو ما استحقه كزعيم لأكبر حزب، لكنا طبقنا تلك الأجندة”.

وتراجع فيلدرز عن تولي منصب رئيس الوزراء خلال المفاوضات بعد الانتخابات السابقة لأنه لم يحصل على دعم الشركاء المحتملين في الائتلاف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى