تعزيز عسكري أميركي قرب فنزويلا يثير قلق المشرعين من توسيع العمليات

تصعيد عسكري قرب فنزويلا
توجهت حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد آر فورد والسفن الحربية المرافقة لها إلى المنطقة، في خطوة تمثل توسعاً كبيراً للوجود العسكري الأميركي قرب سواحل فنزويلا وفقاً لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست.
وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية أن هذه المجموعة تضم حاملة الطائرات جيرالد آر فورد والسفن المرافقة لها وتوجهت إلى منطقة البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، مع وجود سفن حربية ووحدة استكشافية من مشاة البحرية الأميركية إضافة إلى طائرات مُسيرة ومقاتلات وطائرات استطلاع في المنطقة.
والأحد رست المدمرة USS Gravely في بورت أوف سبين عاصمة ترينيداد وتوباغو لإجراء مناورات مشتركة مع القوات العسكرية للبلاد.
ومنذ مطلع سبتمبر، استهدفت القوات الأميركية ما لا يقل عن 10 سفن في المنطقة، ما أسفر عن سقوط 43 شخصاً على الأقل، اتهمتهم الإدارة بتهريب مخدرات إلى الولايات المتحدة، لكنها امتنعت عن تقديم أدلة.
وقال السيناتور الجمهوري راند بول في مقابلة مع Fox News إنهم ادعوا وجود تجار مخدرات، لكن لم تذكر أسماءهم ولا ما الأدلة ضدهم ولا ما إذا كانوا مسلحين، ولم تُقدم أي أدلة حتى الآن.
واستهدفت عدة ضربات سفناً تسلك طريقاً عادةً ما يُستخدم لتهريب الماريجوانا والكوكايين إلى أوروبا وغرب إفريقيا.
ولكن بول قال إن جرائم تهريب المخدرات وما يرتبط بها “عادة ما تُعالج عبر أجهزة إنفاذ القانون، لا من خلال الجيش”، مضيفاً: “لذا يمكنني وصف ما يحدث في هذه المرحلة بأنه عمليات قتل خارج إطار القانون”.
تصعيد مستمر ضد فنزويلا
ويبدو أن الإدارة الأميركية تمضي في توسيع حملتها العسكرية، فبعد تنفيذها ضربات قبالة الساحل الكاريبي لأميركا الجنوبية شنت القوات الأميركية الثلاثاء هجمات جديدة استهدفت سفناً قبالة الساحل المطل على المحيط الهادئ، وقال ترمب الأربعاء: “المرحلة التالية ستكون على البر”.
وأضاف ترمب: “سيدخلون الآن براً لأنهم لم يعودوا يأتون بحراً.. وسنضربهم بقوة كبيرة حين يدخلون براً، وهم لم يختبروا ذلك بعد، لكننا جاهزون تماماً الآن”.
ويتهم ترمب نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو وعصابة “ترين دي أراجوا” بتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، وصرح بأنه فوض وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بتنفيذ عمليات داخل فنزويلا.
وأبلغت الإدارة الكونغرس أن الولايات المتحدة تخوض حرباً ضد ما تصفه بـ”الإرهاب المرتبط بالمخدرات”، في محاولة لتبرير استخدام القوة عبر تصنيف عصابات تهريب المخدرات في أميركا اللاتينية كـ”منظمات إرهابية”.
وعبّر السيناتور الجمهوري من ساوث كارولاينا ليندسي جراهام عن اعتقاده بأن الرئيس ترامب اتخذ قراره بأن مادورو مُتهم بالاتجار بالمخدرات، وأن الوقت قد حان لرحيله، مضيفاً: “لقد كانت فنزويلا وكولومبيا ملاذاً آمناً للإرهابيين المرتبطين بالمخدرات لفترة طويلة”.
وذكر جراهام في مقابلة مع برنامج Face the Nation أن ترامب أبلغه أنه “يخطط لإطلاع أعضاء الكونجرس على التطورات فور عودته من آسيا”، وأن هناك جلسة إحاطة في الكونغرس حول احتمال توسيع العمليات من البحر إلى البر.
وتضم حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد آر فورد والسفن المرافقة لها قدرات هجومية ودفاعية متقدمة، بما في ذلك إمكانات مراقبة واستطلاع حيوية لأي عملية عسكرية موسعة.
وتُعد فورد أكبر حاملة طائرات في العالم، وتضم عادة عشرات المقاتلات والمروحيات وأكثر من 4000 بحار، وخلال توقفها الأخير في أوروبا رافقتها المدمرات يو إس إس ماهان ويو إس إس وينستون إس تشرشل ويو إس إس باين بريدج، غير أن من غير الواضح ما إذا كانت هذه السفن ستواصل الرحلة معها إلى البحر الكاريبي.
ونشرت البحرية الأميركية ومشاة البحرية قوة مهام قبالة سواحل فنزويلا، تضم أكثر من 4500 بحار وجندي من مشاة البحرية، وتشمل المجموعة مدمرات مزودة بصواريخ موجهة، وغواصة هجومية، وسفينة عمليات خاصة، وطائرات استطلاع.
قوات خاصة وقوات بحرية متقدمة
نشرت البنتاغون السفينة MV Ocean Trader، وهي سفينة مدنية حوّلت إلى قاعدة عائمة لقوات العمليات الخاصة، يمكن أن تُستخدم كمقر قيادة وسكن للقوات في المنطقة.
كما انتشر هناك الفوج 160 للعمليات الجوية الخاصة، وهو وحدة مروحية نخبوية تتولى تنفيذ أخطر المهام في العالم، ورُصدت مروحيات “ليتل بيرد” التي تُستخدم عادة في عمليات هذا الفوج، وهي تحلق على بُعد أقل من 90 ميلاً من الساحل الفنزويلي هذا الشهر، وفق تحليل واشنطن بوست.
وقال مسؤول أميركي للصحيفة إن هذه المروحيات تشارك في تدريبات قد تكون استعداداً لتوسيع العمليات، بما في ذلك احتمال تنفيذ مهام داخل الأراضي الفنزويلية.
جنود وبحارة في المنطقة
يُقدَّر عدد البحارة وجنود مشاة البحرية المنتشرين في منطقة الكاريبي بنحو 10 آلاف فرد، استناداً إلى ما أعلن البنتاغون من وجود قطع بحرية، ولا يشمل هذا العدد الجنود المتمركزين في بورتوريكو، ما يعني أن العدد الفعلي قد يكون أعلى.
كما أظهرت صور وتقارير لوكالة رويترز وجود طائرات إضافية من بينها MQ-9 ومقاتلات F-35 في القواعد الأميركية في بورتوريكو.




