مشروعات الطاقة والربط اللوجستي تفتح آفاق التعاون بين مصر والسودان

تطور العلاقات المصرية السودانية عبر مشاريع استراتيجية في الطاقة والنقل والخدمات اللوجستية وإعادة الإعمار
تتجه العلاقات المصرية السودانية نحو التوسع والتكامل عبر مشروعات استراتيجية في مجالات الطاقة والنقل والخدمات اللوجستية وإعادة الإعمار بهدف دعم الاقتصاد السوداني بعد الحرب وتعزيز التكامل التجاري بين البلدين.
مشروعات الربط الكهربائي وتطوير الطاقة
يبرز مشروع الربط الكهربائي بين القاهرة والخرطوم كأحد مسارات التعاون الرئيسية، حيث تمد مصر السودان حالياً بجزء من احتياجاته من الكهرباء، وتوجد خطط لبدء تشغيل مشروعات إنتاج طاقة جديدة من الرياح والطاقة الشمسية في السودان خلال قادم الأشهر.
أشار عماد الدين عدوي سفير السودان لدى مصر إلى أن الحاجة إلى الطاقة في السودان كبيرة جداً، ما يفتح المجال أمام توسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات أوسع لتلبية الطلب المتزايد في المرحلة المقبلة.
المشروعات اللوجستية وتكامل النقل
ذكر نصر الدين حسن، الرئيس التنفيذي للشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمارات المتعددة، أن تحالفاً يضم مجموعة من الشركات المصرية الكبرى، من بينها مجموعة السويدي، يعمل على توفير محولات الكهرباء اللازمة لإعادة تشغيل شبكة السودان.
أوضح أن التحالف يخطط أيضاً لتنفيذ محطات للطاقة الشمسية بقدرات متوسطة في مناطق سودانية مختلفة، بما يسهم في استقرار منظومة الكهرباء ودعم جهود إعادة الإعمار، كما يركز على تعزيز منظومة النقل من خلال تطوير معبر أرقين ليصبح منفذاً رئيسياً للحركة التجارية بين البلدين، وتكثيف الربط بين النقل البري والنهري والسككي في منظومة موحدة تسهّل حركة البضائع عبر طريق أرقين وميناء وادي حلفا.
التبادل التجاري ودور السودان الجغرافي كممر استراتيجي
هذه الجهود ترفع فرص التبادل التجاري بين البلدين، الذي يقترب حالياً من نحو ملياري دولار سنوياً، مع وجود مساعٍ لإدماج النقل البري والنهري والسككي لتعزيز حركة التجارة والسلع عبر السودان كبوابة إلى عمق أفريقيا.
إعادة الإعمار وتدفق السلع الأساسية
أوضح عدوي أن الحرب الأخيرة ألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية والمصانع والمستشفيات، وأن مصر أصبحت المصدر الأساسي لتلبية الفجوة في السلع والخدمات الأساسية خلال هذه المرحلة، مع إشادة بالدور المصري في دعم السودان واستقبال اللاجئين وتوفير احتياجات الأسواق السودانية العاجلة.
ذهب السودان وسلسلة التجارة المباشرة مع مصر
ذكر منجد يوسف، مدير تطوير الأعمال في الشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمارات المتعددة، أن الشركة أصبحت أول كيان يدخل الذهب السوداني رسمياً إلى السوق المصرية بالتنسيق مع الجهات المعنية في البلدين، حيث تستورد ما بين طنَّين إلى ثلاثة أطنان سنوياً لصالح السوق المحلي وفق آليات مراقبة وجودة محددة.
شهدت صناعة الذهب في السودان زخماً العام الماضي مع زيادة الإنتاج إلى نحو 65 طناً في 2024 وإيرادات حكومية تقارب 1.6 مليار دولار، فيما تُعزى الزيادة جزئياً إلى ارتفاع أسعار الذهب مع وجود علامات تتعلق بدقة البيانات في ظل ظروف الحرب.




