مفاوضات التجارة بين واشنطن وبكين: نتائج شبه مكتملة.. ترامب: أريد اتفاقاً شاملاً مع شي

انطلاق الجولة الآسيوية وتحضير قمة ترمب-شي

يتجه ترامب في جولة آسيوية تستمر خمسة أيام نحو كوالالمبور للمشاركة في قمة آسيان، ثم يتجه إلى اليابان قبل المشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية بين 31 أكتوبر و1 نوفمبر، حيث من المتوقع أن يلتقي شي جين بينغ على الهامش.

تصاعد الخلافات وهدف الجولة

تشهد القمة تصاعد الخلافات الحادة بين الولايات المتحدة والصين في التجارة والتكنولوجيا والقيود المفروضة على المواد الخام، وهو ما يجعل الجولة ذات أهمية كبيرة في محاولة تثبيت إطار يحول دون التصعيد مع استمرار المفاوضات حول القضايا الخلافية.

نتائج المحادثات وتوقعات القمة

قبل وصول ترامب إلى كوالالمبور، عُقدت في العاصمة الماليزية اجتماعات صينية-أميركية من يومين سعى خلالها الطرفان إلى نزع فتيل التوتر وتحريك المسار نحو عرض إطار عمل على القادة. اختُتمت المحادثات دون تفاصيل كثيرة، بينما أشارت مصادر إلى أن المسار يمضي نحو وضع مقترح قابل للعرض على القادة ويؤكد وجود فرصة لإبرام اتفاق شامل. شارك في الاجتماعات وزير الخزانة سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي لي فنج، وذكرت تقارير أن الطرفين اقتربا من صياغة مقترح نهائي يمكن رفعه إلى القادة، مع وجود أمل بإبرام اتفاق يخفف حدة الخلافات ويوسع مساحات التفاهم.

النفط الروسي وتداعيات العقوبات

صرح ترامب بأنه قد يناقش مع شي مسألة تراجع الصين عن شراء النفط الروسي، وذلك في أعقاب فرض واشنطن عقوبات على شركات روسية كبرى. وأشار إلى أن الصين خففت مشترياتها من النفط الروسي بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسنفت ولـلوكـ اويل، معرباً عن تفاؤله بأن المحادثات ستتناول أيضاً القطاع الزراعي وتصدير مكونات مادة الفنتانيل.

الهدنة التجارية ومسارها المستقبلي

ومن المتوقع أن تنتهي هدنة التجارة في 10 نوفمبر ما لم تُمدد، وذلك في ظل توترات متزايدة نتيجة توسع القيود التقنية وفرض رسوم محتملة على السفن الصينية الداخلة للموانئ الأميركية. اعتمدت الصين فول الصويا كورقة ضغط رئيسية، إذ توقفت عن شراء فول الصويا الأميركي وتوجهت إلى مشتريات من أميركا الجنوبية، وهو ما أثر في مزارعي الولايات المتحدة. طالب ترامب الصين بزيادة كبيرة في وارداتها من فول الصويا، بينما أكدت الصين سعيها لتعزيز الاكتفاء الذاتي في التكنولوجيا وتنمية السوق المحلي خلال السنوات الخمس المقبلة.

خطة الصين الخمسية وتوقعات المحادثات القادمة

أوضحت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أن الصين ستسعى إلى زيادة كبيرة في الاعتماد الذاتي في العلوم والتكنولوجيا، مع الحفاظ على حصة الصناعة التحويلية ضمن مستوى معقول في إطار بناء نظام صناعي حديث. وتأتي هذه الرؤية في سياق استعداد بكين لجولة جديدة من المحادثات مع الولايات المتحدة، وتلتزم بتوجيهات من أجل تعزيز مكانة الاقتصاد المحلي وتقليل الاعتماد على الخارج. بينما تتهم بكين واشنطن بممارسات غير عادلة بهدف الهيمنة على قطاعات التصنيع المتقدمة مثل السيارات الكهربائية وتصدير فائض الإنتاج، فإنها تسعى إلى إطار يفتح باب الحوار ويتيح استمرار التفاوض على القضايا الأكثر حساسية.