السفير الصيني في السعودية يكتب لصحيفة الشرق عن المخطط التنموي الجديد لبكين

الخطة الخمسية الخامسة عشر: مخطط جديد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين
انعقدت الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني في بكين خلال الفترة من 20 إلى 23 أكتوبر 2025، وتعد هذه الدورة عالية الأهمية لأنها تؤكد إنجاز الأهداف الرئيسية للخطة الخمسية الرابعة عشر وتدشن مرحلة حاسمة لتثبيت الأساس وتحفيز القوة الشاملة في سبيل التحديث الاشتراكي.
واعتمدت مقترحات اللجنة المركزية بشأن وضع الخطة الخمسية الخامسة عشر للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية، وهي الخطة التي تشكل التصميم العام والرسم الاستراتيجي لمسار التنمية في الصين خلال السنوات الخمس القادمة، وتؤكد التصميم الثابت للصين ومتانة نمو اقتصادها وتوقعاتها المستقرة وتمنح العالم قدرًا من اليقين في ظل الظروف الدولية الراهنة.
وشددت الدورة على مواجهة التيار المعاكس المتمثل في الاحتكاكات التجارية وفصل السلاسل والانغلاق والإقصاء، وتثبت العمل على طريق التعاون المفتوح، مع الإصرار على توسيع الانفتاح عالي المستوى وتوفير بيئة جديدة للتعاون والفوز المشترك.
وتبيّن المسيرة التنموية خلال الخطة الخمسية الرابعة عشر ميزات استثنائية، إذ واجهت الصين صعوبات دولية وأعباء الإصلاح والتنمية والاستقرار الداخلي، فالتزمت بدفع التنمية عالية الجودة، وركزت على تعزيز قوى الإنتاج الجديدة وحققت إنجازات كبيرة، وكتبت فصلاً جديداً من النمو الاقتصادي السريع والاستقرار الاجتماعي الطويل الأمد.
وخلال هذه الفترة تجاوز إجمالي الناتج المحلي الصيني عتبات 110 و120 و130 تريليون يوان على التوالي، وتقدّمت صناعات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة الجديدة تقدماً حاسمًا، وتحولت الصين من «مصنع العالم» إلى «مركز ابتكار عالمي». كما أنشأت الصين أكبر منظومة تعليم ورعاية اجتماعية وصحية في العالم، وواصلت الانفتاح العالي المستوى، ورفعت القيود الاستثمارية في القائمة السلبية، وخفضت متوسط التعرفة الجمركية إلى 7.3%، وبنت «الحزام والطريق» بجودة عالية مع أكثر من 150 دولة و30 منظمة دولية، ووقعت 23 اتفاقية تجارة حرة مع 30 دولة ومنطقة، وظلت مساهمتها في نمو الاقتصاد العالمي عند نحو 30%، مما جعلها ركيزة للاستقرار الاقتصادي العالمي.
إن وضع التخطيط الخمسيني بشكل علمي وتنفيذه بشكل مستمر يمثل أسلوباً رئيسياً للحكم في الحزب وميزة سياسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
وفي الوقت الحاضر، مع اقتراب تحقيق الأهداف الرئيسية للخطة الخمسية الرابعة عشر، حددت الدورة الموضوع والقوة الدافعة والأهداف الأساسية لضمان التنمية الاقتصادية والاجتماعية ضمن الفترة الخاصة بالخطة الخمسية الخامسة عشر، ووضع «خريطة طريق» لضمان تقدم حاسم في تحقيق التحديث الاشتراكي من الأساس.
وتتمثل أهداف الخطة الخمسية الخامسة عشر في تحقيق نتائج ملموسة في التنمية عالية الجودة، تعزيز الاعتماد على الذات في العلوم والتكنولوجيا إلى مستويات كبيرة، وإحداث اختراقات جديدة في تعميق الإصلاح الشامل، ورفع مستوى الحضارة الاجتماعية، وتحسين نوعية معيشة الشعب، والتقدم المهم في بناء صورة الصين الجميلة، وتوطيد الأمن القومي بشكل أفضل.
وتوقّعت الدورة أنه بعد خمس سنوات من التنفيذ، وبحلول عام 2035، ستشهد الصين قوة اقتصادية وعلمية وتكنولوجية وبناء دفاع وطني وتأثير دولي أكثر بروزا، وسيصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى مستوى الدول المتوسطة الدخل، وتتحسن معيشة الشعب بشكل ملحوظ، وتتحقق التحديثات الاشتراكية من الأساس، مما يعكس ثقة الحزب في آفاق التنمية المتوسطة والبعيدة المدى، والقدرة على التغلب على الصعوبات والتحديات.
وفي مواجهة التيار المعاكس، تسير الصين بثبات على طريق التعاون المفتوح.
وشددت الدورة على وجوب توسيع الانفتاح العالي المستوى على الخارج، وخلق وضع جديد للتعاون والفوز المشترك، وتوسيع الانفتاح المؤسسي بخطوات ثابتة، وحماية النظام التجاري متعدد الأطراف، وتوسيع نطاق الدورة الاقتصادية الدولية، ودفع الإصلاح والتنمية من خلال الانفتاح، وتقاسم الفرص وتحقيق التنمية المشتركة مع بقية الدول.
ويتعين توسيع الانفتاح الذاتي بنشاط، ودفع التنمية الابتكارية في التجارة، وإفساح فضاء الاستثمار الثنائي الاتجاه، والتشارك في بناء «الحزام والطريق» بجودة عالية. وهذا يرسل رسالة قوية إلى العالم بأن الصين تلتزم بالانفتاح والتعاون والمنفعة المتبادلة، وتؤكد الصين كـ«مرساة استقرار» للاقتصاد العالمي في عصرنا.
وتسعى الدورة إلى تسريع بناء نظام طاقي جديد، ودفع الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون بصورة نشطة وآمنة، وتسرع تشكيل أنماط خضراء للإنتاج والحياة. وهذا يعكس مرة أخرى أن الصين فاعل رائد ومساهم أساسي في التنمية الخضراء العالمية.
ويؤكد التحديث الصيني النمط استمراره في مسار التنمية السلمية، وتواصل الصين اتباع استراتيجية الانفتاح لتحقيق المنفعة المتبادلة، وتبقى دائماً بنّاءة للسلام العالمي، ومساهِمة في التنمية العالمية، وحامية للنظام الدولي.
من الخطة الخمسية الرابعة عشر إلى الخطة الخمسية الخامسة عشر، تبدي الصين عزمها وصلابتها في متابعة مسار واحد حتى النهاية، وتكشف عن سر نجاح الحوكمة الصينية. وستواصل الصين الواثقة والمنفتحة تقديم المزيد من الحكمة والحلول الصينية للعالم، وتعزيز التعددية القطبية العادلة والمنظمة، ودفع العولمة الاقتصادية الشاملة والمتوازنة، وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، ومشاركة الفرص وتحقيق التنمية المشتركة مع المملكة العربية السعودية وجميع دول العالم، لخلق مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.
تشانغ هو، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة العربية السعودية، وتختتم الرسالة بتوقيع تشانغ هو، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة العربية السعودية.




