في تحدٍ لستارمر.. أعضاء حزب العمال يختارون وزيرة سابقة كنائبة لرئيس الحزب

أعلنت وزيرة الداخلية شبانة محمود فوز لوسي باول بمنصب نائب زعيم حزب العمال في انتخابات جرت السبت، متفوقة على منافستها بريدجيت فيليبسون، خلفًا لأنجيلا راينر التي استقالت إثر فضيحة ضريبية.
وكانت باول زعيمة مجلس العموم حتى شُوهدت تُبعد عن منصبها في تعديل وزاري أجراه كير ستارمر في بداية سبتمبر، وكان يُنظر إليها على أنها المرشحة الأوفر حظًا طوال فترة المنافسة.
وأشار تقرير بلومبرغ إلى أن فوز باول يبعث رسالة إلى رئيس الوزراء بأن الجناح الأكبر في الحزب يشعر باستياء متزايد من نهجه في قضايا عدة، من الهجرة إلى السياسات المتعلقة بمزايا الرعاية الاجتماعية التي يرون أنها تبتعد عن قيم حزب العمال التقليدية.
حصلت باول على 87 ألفاً و407 أصوات، أي 54% من أصوات الناخبين، فيما جاءت منافستها فيليبسون في المرتبة الثانية بـ73 ألفاً و536 صوتاً. وكانت نسبة إقبال الناخبين المؤهلين 16.6% من إجمالي 970 ألفاً و642 شخصاً يحق لهم التصويت، بحسب تقارير الجارديان.
نتيجة وتداعياتها
أُعلنت النتيجة بعد تصويت اعتُبر بمثابة استفتاء على توجه الحزب تحت قيادة ستارمر. وكانت فيليبسون تُعْتَبَر المرشحة المفضلة لدى داونينغ ستريت، بينما ظل حزب العمال متراجعاً في استطلاعات الرأي منذ أبريل.
دعا الطرفان إلى إلغاء الحد الأقصى المعمول به حالياً للإعانة عند طفلين، وهي سياسة أثارت تمرداً داخل البرلمان خلال الأسابيع الأولى من حكم العمال، وتُعدّ غير شعبية بين أعضاء الحزب.
وفي خطاب فوزها، وجّهت باول انتقادات للحكومة وأكدت أنها ستكون مدافعة عن قيم العمال وجرأتهم، داعية إلى الاستماع للأعضاء والنواب الذين طُردوا بسبب تمردهم على سياسات الإنفاق على الرعاية الاجتماعية والحد الأقصى للإعانة للطفل.
وقالت: أعضاؤنا وممثلونا ليسوا نقطة ضعفنا، بل هم رصيدنا الأساسي الذي يحقق التغيير على أرض الواقع، فالوحدة والولاء للشعار العمالي تنبع من الهدف المشترك، وليس من القيادة والسيطرة، وأن الحوار والإنصات ليس معارضة بل قوة لنا.
وأوضحت أنها ستعيد إحياء الصوت السياسي وتضع جدول الأعمال بصورة أقوى، لأننا لم نسمح لفاراج وأمثاله بالفرار من المساءلة، وأن الانقسام والكراهية يتزايدان والشعور بالإحباط مستمر، ما يجعل الناس يبحثون عن حلول في أماكن أخرى، وهو ما يحفّز الحزب على المضي قدماً.
رحب رئيس الوزراء كير ستارمر بفوز باول، مع الإقرار بالتحديات التي تواجه الحزب بعد خسارة مقعد ويلزي في الانتخابات المحلية، وهو تذكير بأن تقديم بدائل وحلول وتحقيق التغيير يظل هدفاً رئيسياً. كما أشار إلى تصريحات للنائبة المحافظة كاتي لام تقترح إعادة النظر في وضع الكثير من المقيمين بشكل قانوني، وهو ما يعكس وجود رؤى سياسية متنافسة بين الحزبين المحافظ والإصلاح حول مستقبل الهجرة والقيم الثقافية للمملكة.
وذكرت الجارديان أن النتيجة جاءت أقرب مما كان متوقعاً، إذ أظهر استطلاع سيرفين وجود احتمال حيازة باول نحو 58% من الأصوات، في حين بلغت نسبة المشاركة 16.6%، بمشاركة 970 ألفاً و642 عضواً وناخِباً من النقابات والمجتمع الحزبي.




