اخبار سياسية

زيلينسكي: أوكرانيا تأمل في استمرار مشاركة واشنطن في جهود إنهاء الحرب

أكد زيلينسكي في ختام اجتماع حلفاء غربيين عُقد في لندن رغبة بلاده في استمرار مشاركة الولايات المتحدة في الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب، وذلك في لقاء جمع أكثر من عشرين قائداً أوروبياً يمثلون ما يُسمّى بتحالف الراغبين، مع اختيار عدم ممارسة ضغط علني من أجل الحصول على صواريخ توماهوك الأميركية.

اختار زيلينسكي عدم الضغط العلني للدفع نحو توصيل صواريخ توماهوك، بل شدد على ضرورة أن يتعاون الغرب بشكل أقوى، وذلك في اجتماع ركّز على تعزيز الجهود قبل حلول الشتاء.

وفي ختام الاجتماع، الذي تناول سبل تكثيف الضغط على روسيا، أشار إلى أننا لا يمكننا النظر في إيقاف بوتين أو إنهاء هذه الجهود بدون الولايات المتحدة.

وأضاف أيضاً أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا بعد انتهاء الحرب تتطلب وجود الولايات المتحدة في المعادلة، مؤكداً أن حلفاءه يجب أن يبقوا متماسكين.

وحذر القادة من أن بوتين يريد تقسيمهم، مُشيرين إلى أن الدول الغربية تدرّكت من تجاربها السابقة في توفير أسلحة مهمة، وتذكيراً بأن المواجهة معها تحتاج إلى التكاتف حتى لا تتشظّى الجبهة.

ورجّحت تقارير بأن ذلك كان تلميحاً إلى أمل في إقناع ترامب بتوفير سلاح قد يحد من تفكير الكرملين ويؤثر في مسار التفاوض على السلام.

وصل زيلينسكي إلى لندن بعد زيارة إلى بروكسل، في وقت لم يتخذ فيه قادة الاتحاد الأوروبي قراراً حاسماً بشأن استخدام أصول روسية مجمدة لتمويل دفاع أوكرانيا رغم نداءه الملح للإجراء السريع.

تعزيز قدرات كييف الصاروخية

وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن هناك المزيد مما يمكن فعله في مجال القدرات بعيدة المدى، في إشارة إلى رغبة بريطانيا في أن يتسلم حلفاء أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى ومساعدة كييف على استهداف مواقع روسية داخل خطوط الجبهة.

هذا الأسبوع استخدمت أوكرانيا صاروخ ستورم شادو البريطاني في قصف مصنع روسي في بريانسك ينتج المتفجرات ووقود الصواريخ، غير أن الولايات المتحدة ما زالت ترفض توريد صواريخ توماهوك كجزء من الدعم العسكري.

قال زيلينسكي إن روسيا تسعى لإثارة كارثة إنسانية هذا الشتاء، مُعرباً عن شكره للدول التي تقف إلى جانب بلاده في هذا الوضع، وهو دعم يعتبره أمرًا حاسمًا في تلك fase.

وفي السابق زار الرئيس الأوكراني ملك بريطانيا تشارلز الثالث في قلعة وندسور قبل التوجّه إلى داونينغ ستريت لاجتماع فردي مع ستارمر، ثم التوجّه إلى وزارة الخارجية لعقد اجتماع مع القادة الأوروبيين.

وحاضر في الاجتماع الأمين العام لحلف الناتو ورئيسة وزراء الدنمارك ورئيس الوزراء الهولندي بشكل شخصي، بينما شارك قادة آخرون عبر الإنترنت.

وجاء الاجتماع الشخصي وعبر الإنترنت بعد يوم واحد من فشل قادة الاتحاد الأوروبي في اتخاذ قرار حاسم حول استخدام أصول المصرف المركزي الروسي المجمدة البالغة نحو 140 مليار يورو لتمويل دفاع أوكرانيا، فيما ظل التوتر قائماً مع ترمب الذي ما يزال يحوز حساّساً سياسياً مع زيلينسكي.

تكثيف الضغط على موسكو

وفي الوقت ذاته، كثفت روسيا قصفها للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، ما أدى إلى انقطاعات في الكهرباء والمياه في كييف وشيرنيهيف خلال الأسبوع، في محاولة لإثارة احتجاجات داخلية وتخفيف الروح المعنوية في جبهة الدفاع الأوكرانية.

وقبل الاجتماع اتهم ستارمر الرئيس الروسي بالرغبة في إطالة أمد الحرب، قائلاً إنه مع استمرار بوتين في ارتكاب أعمال وحشية ضد المدنيين في أوكرانيا يجب زيادة الضغط على روسيا من ساحة المعركة إلى الأسواق العالمية.

هذا الأسبوع أسفر القصف عن وفاة سبعة أشخاص بينهم طفلان، عندما سقطت دار حضانة في خاركيف المستهدفة من روسيا، وتُظهر لقطات من الموقع جهود رجال الإطفاء لإنقاذ الأطفال من المكان المكتظ بالعائلات قبل دقائق قليلة فقط.

وتشير تقارير إلى أن القادة الأوروبيين يأملون في أن تتغير المزاجات داخل البيت الأبيض تدريجياً بما يسمح بتسريع خطوات دعم كييف، بينما ألغى ترامب قمة مع بوتين في بودابست وفرض عقوبات على أكبر شركتين روسيتين للنفط، روسنفت ولواك أويل.

وقال ترامب أيضًا إنه يدعو إلى وقف إطلاق النار على خطوط المواجهة الحالية، متمسكنًا بموقفه الرافض للموافقة على توريد صواريخ توماهوك لكييف رغم الضغوط الغربية، بينما تُظهر تصريحات بريطانية أن هناك رغبة في تشجيع ترمب على دعم قوي ومؤثر.

وتبقى العلاقة بين ترمب وزيلينسكي حساسة، في حين يواصل البريطانيون الدعوة إلى زيادة توريد الذخائر بعيدة المدى لضمان قدرة أوكرانيا على ضمّن بناء قدرتها الدفاعية وفتح مسارات جديدة في الهجوم على أهداف روسية داخل عمق الأراضي.

وتمت الإشارة إلى أن صواريخ توماهوك الأمريكية، التي تفوق مدى 1000 ميل، يمكن أن تصل إلى أهداف أبعد من مدى صواريخ ستورم شادو، وهو ما يعزز احتمالات تأثير دعم أقوى على الاستراتيجيات العسكرية والقدرات التفاوضية الروسية في المرحلة القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى