إيرلندا تستعد لانتخاب رئيس جديد في ظل تفوق مرشحة يسارية في استطلاعات الرأي

تفتح باب التصويت صباح الجمعة في الساعة السابعة، على أن تُعلن النتائج مساء السبت، في انتخابات رئاسية يتنافس فيها كاثرين كونولي ضد هيذر همفريز.
تعرف كونولي بأنها النائبة السابقة لنائب رئيس البرلمان، وهي شخصية يسارية معروفة بانتقادها إسرائيل ودعمها للفلسطينيين، كما هاجمت ألمانيا بسبب زيادة الإنفاق الدفاعي، وتبلغ من العمر 68 عامًا.
وتشير الاستطلاعات إلى أن كونولي تتقدم بحوالي 19 نقطة مئوية عن منافستها.
وعلى الرغم من أن منصب الرئاسة في إيرلندا يظل largely شرفياً، فإن فوز كونولي سيكون له أثر سياسي، إذ ستعزز التحالف اليساري بقيادة حزب Sinn Féin وتدعم ترشيحها في خلافة الرئيس مايكل دي. هيجينز.
تداعيات وأبعاد سياسية
وقد يوفر فوزها نموذجاً للكتلة اليسارية الموحدة لمواجهة الائتلاف الحاكم التقليدي المكوَّن من Fianna Fáil وFine Gael في المستقبل.
وفي حديثه مع بلومبرغ، قال البروفيسور ديفيد كيني من كلية ترينيتي في دبلن والمتخصص في القانون الدستوري إن صعود كونولي قد يعكس تحولاً في قيم الناخبين نحو مرشحين أكثر صراحة في بعض القضايا، وربما نحو مرشحين من اليسار، ما يجعل الرئاسة أداة للضمير الوطني.
وتتمتع إيرلندا باقتصاد قوي ضمن الاتحاد الأوروبي، إلا أن دعم الائتلاف الحاكم تراجع خلال الحملة، حيث تُتهم الحكومة بالتساهل في ملف الهجرة، وهو ملف أثار احتجاجات على فندق يضم طالبي لجوء.
ويقول القادة اليساريون إن رئيس الوزراء مايكل مارتن وسياسيين تقليديين مثل همفريز فشلوا في التعامل مع أزمة الإسكان وردودهم على هجمات غزة لم تكن حاسمة بشكل كافٍ، وهو ما استغلته كونولي في حملتها تحت شعار «قول الحقيقة للسلطة».
بدأت كونولي حياتها السياسية مع حزب العمال ثم تركته لترشح نفسها كمستقلة، ففازت بمقعد في البرلمان في 2016 وأصبحت نائباً لرئيس البرلمان في 2020، وظلت منذ ذلك الحين صريحة في دعم القضايا اليسارية.
إزاء ذلك أثارت مواقفها جدلاً، منها تشبيهها خطط ألمانيا لزيادة الإنفاق الدفاعي بالتسلح في الثلاثينيات من القرن الماضي، لكنها نجحت في جذب أصوات الشباب من خلال حملة رقمية أظهرت مهارتها في كرة القدم وكرة السلة، بحسب بلومبرغ.
وفي المقابل، تراجعت حملة الأحزاب التقليدية، إذ انسحب مرشح Fianna Fáil جيم غافين من السباق بعد تورطه في فضيحة مالية تتعلق بمبلغ 3,300 يورو مستحق على مستأجر سابق، كما أُصيب مسار همفريز بالضرر بسبب ارتباطها بالحكومة الحالية والدفاع المستمر عن سياساتها، ولم تُنجح هجماتها على كونولي بوصفها مناهِضة للاتحاد الأوروبي في كسب مزيد من الدعم.
وتاريخياً فشلت الأحزاب اليسارية الإيرلندية في تكوين أغلبية حكومية بسبب الانقسامات الداخلية، ويقول الخبير الدستوري ديفيد كيني إنه من المبكر تحديد ما إذا كان فوز كونولي سيترجم إلى نصر لليسار في الانتخابات العامة المقررة بعد نحو أربع سنوات، لكن الفوز قد يعكس مزاجاً سياسياً عاماً في مرحلة معينة.




