اخبار سياسية

كوريا الجنوبية في APEC: رهانات على الدبلوماسية والتجارة والتكنولوجيا

تستضيف كوريا الجنوبية قمة قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في مدينة جونجو يومي 31 أكتوبر و1 نوفمبر، وتسبقها قمة الرؤساء التنفيذيين من 28 إلى 31 أكتوبر، حيث يجتمع قادة أعمال ومسؤولون وخبراء دوليون لإجراء المناقشات والتواصل، وهذه هي المرة الأولى منذ 20 عاماً التي تستضيف فيها كوريا أكبر حدث للتعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ منذ اجتماع بوسان عام 2005.

ويشارك في الاجتماع قادة 21 اقتصاداً من الأعضاء، بما في ذلك الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، على مدى يومين لمناقشة قضايا حاسمة مثل تحرير التجارة والاستثمار والابتكار والاقتصاد الرقمي والنمو الشامل والمستدام.

يأتي الحدث في ظل مخاوف وتوترات تجارية بين الولايات المتحدة والصين، مع توقع أن يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول لقاء له مع نظيره الصيني شي جين بينغ منذ عودته إلى البيت الأبيض خلال هذه القمة.

وتشير تقارير صحفية إلى أن دبلوماسية ترامب-شي والتعريفات الجمركية والصفقات الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تعيد تشكيل مشهد التجارة والقيادة التقنية في آسيا والمحيط الهادئ من جونجو.

ما هي أبيك؟

منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) هو منتدى اقتصادي إقليمي يهدف إلى تعزيز الترابط بين دول المنطقة، ويقع مقره الرئيسي في سنغافورة. انطلق كمؤتمر وزاري يضم 12 دولة في عام 1989 وتأسس كمنظمة في عام 1993، وهو اليوم يجمع 21 اقتصاداً هي: كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان وأستراليا وبروناي وكندا وإندونيسيا وماليزيا ونيوزيلندا والفلبين وسنغافورة وتايلاند والصين وهونغ كونغ وتايوان والمكسيك وبابوا غينيا الجديدة وتشيلي وبيرو وروسيا وفيتنام. كما يضم مراقبين رسميين من آسيان ومنتدى جزر المحيط الهادئ ومجلس التعاون الاقتصادي للمحيط الهادئ. وحتى عام 2023 مثلت أبيك 37% من سكان العالم و49.1% من التجارة العالمية و61.4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

رسالة أبيك

تتمثل رسالة أبيك في دعم النمو الاقتصادي المستدام والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تتحد اقتصادات الأعضاء لبناء مجتمع ديناميكي ومتناغم من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والفني الإقليمي وتهيئة بيئة أعمال مواتية ومستدامة. وفي عام 2020 اعتمد القادة رؤية بوتراجايا 2040 التي تحدد أولويات للاثنين والعشرين عاماً المقبلة، وتهدف إلى خلق مجتمع آسيوي ومحيط هادئ منفتح وديناميكي ومرن وسلمي بحلول عام 2040، من أجل ازدهار جميع الشعوب والأجيال القادمة.

أبيك في كوريا الجنوبية

استضافت سول الاجتماع الوزاري الثالث لأبيك في 1991، ثم قمة بوسان في 2005. في 2025 تتولى كوريا الجنوبية الرئاسة مجدداً وتستضيف قمة القادة في جونجو، مع استمرار العمل على تحقيق رؤية بوتراجايا 2040 عبر ثلاث محاور رئيسية هي التجارة والاستثمار والابتكار والرقمنة، والنمو الآمن والمستدام والشامل.

القضايا الرئيسية على أجندة قمة 2025

وتتركز المناقشات على بناء مستقبل مستدام من خلال ثلاث محاور رئيسية: تعزيز التواصل عبر التبادلات المادية والمؤسسية والشعبية، تعزيز الابتكار الرقمي عبر تضييق الفجوة الرقمية والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي كقوة رقمية، والسعي لنمو مستدام وشامل من خلال استجابات جماعية للقضايا العالمية الملحة.

الإعدادات الأمنية واللوجستية

عززت كوريا الجنوبية إجراءاتها الأمنية في جونجو مع تجهيزات تشمل تمركز نحو 18 ألفاً و500 من ضباط الشرطة وفرَق التدخل السريع وخفر السواحل، إضافة إلى مركبات مدرعة ومروحيات وأجهزة تشويش مضادة للطائرات المسيرة. جرت تدريبات أمنية واسعة قبل القمة، بما في ذلك عمليات تفتيش تحت الماء في بحيرة بومون في المجمع السياحي، كما ستتخذ السلطات إجراءات حول السفن السياحية الراسية في مدينة بوهانغ لاستقبال المشاركين، وتدير هذه الإجراءات أجهزة الأمن الرئاسي والاستخبارات والجيش والشرطة وخفر السواحل والإطفاء.

قمة الرؤساء التنفيذيين لأبيك

سيشارك نحو 1700 من قادة الأعمال العالميين في جونجو خلال الفترة 28–31 أكتوبر، وفقاً لهيئة الأنباء الكورية يونهاب، بمشاركة 16 مسؤولاً رفيع المستوى من الدول الأعضاء و1700 من القادة العالميين، من بينهم الرؤساء التنفيذيون لجينسن هوانغ من Nvidia ومات جارمان من AWS، ومن المتوقع حضور سام ألتمان من OpenAI. وتضم القائمة الرئيسة التنفيذية لبنك سيتي جروب جين فريزر ومديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا والأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ماتياس كورمان. وسيستمر الحدث أربعة أيام لنقاش قضايا عالمية متعددة بما في ذلك التحديات الاقتصادية والتعاون في الذكاء الاصطناعي والرقائق والتعاون الجيوسياسي والتحول الرقمي والعملات الرقمية والتنقل المستقبلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى