بريطانيا ترفع ‘هيئة تحرير الشام’ من قائمة الإرهاب وتعزز التنسيق مع سوريا

تعلن الحكومة البريطانية رفع هيئة تحرير الشام من قائمة التنظيمات الإرهابية المحظورة، وهو قرار يتيح تعزيز التعاون مع الحكومة السورية، ويخدم أولويات السياسة الخارجية والداخلية في ملفات مكافحة الإرهاب والهجرة وتدمير الأسلحة الكيميائية.
خلفية القرار وآثاره
وتشير الخارجية إلى أن إزالة الهيئة من القائمة تأتي في إطار استجابة بريطانيا لتطورات كبيرة في سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وكانت هيئة تحرير الشام قد أُدرجت في 2017 كاسم بديل لتنظيم القاعدة.
وتؤكد أن زيارة وزير الخارجية السابق إلى سوريا في يوليو الماضي أعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتؤكد أن بريطانيا ستواصل الضغط لتحقيق تقدم حقيقي ومحاسبة الحكومة السورية على أفعالها في مكافحة الإرهاب واستعادة الاستقرار في سوريا والمنطقة.
وقد أعلنت بريطانيا في يوليو الماضي إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، إلى جانب تقديم حزمة إضافية من المساعدات الإنسانية قدرها 94.5 مليون جنيه إسترليني.
وترى الخارجية أن تنظيم داعش لا يزال تهديداً كبيراً في سوريا، وأن إزالة HTS من القائمة ستدعم جهود المملكة المتحدة في مكافحة داعش وتقليل التهديدات الموجهة إليها، كما ستسهم في تعزيز التعاون مع سوريا للقضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية الذي خلفه نظام الأسد، وتلاحظ دمشق التزامها بتدمير تلك الأسلحة نهائياً.
وتؤكد أن قرار إزالة أي تنظيم من القائمة لا يُتخذ بسهولة، بل بعد مشاورات موسعة وتقييم دقيق من قبل مجموعة مراجعة الحظر الحكومية المشتركة.
وتشير إلى أن الحكومة تحتفظ بحقها في إعادة النظر في قرارات الحظر استجابة لأي تهديدات جديدة، وستتخذ إجراءات سريعة وحاسمة عند الضرورة، حيث سيصبح إجمالي التنظيمات المحظورة في بريطانيا 83 تنظيماً.
وتؤكد أن القرار ينسجم مع خطوة أعلنتها الولايات المتحدة في وقت سابق من هذه السنة بإزالة هيئة تحرير الشام من قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
قرار إدارة ترامب كان قد ألغى تصنيف هيئة تحرير الشام من قوائمها للمنظمات الإرهابية الأجنبية في يوليو الماضي.
وتصنف الولايات المتحدة هيئة تحرير الشام سابقاً باسم جبهة النصرة في ديسمبر 2012. وفي نهاية العام الماضي أعلنت فصائل سورية مسلحة، بما فيها HTS، الاتفاق على حل نفسها والاندماج في الجيش السوري الجديد وتحت مظلة وزارة الدفاع.
وتولت هيئة تحرير الشام قيادة العمليات في عملية ردع العدوان التي أفضت إلى الإطاحة بالأسد، واعتُبرت أقوى فصيل في سوريا. وخلال السنوات الماضية شهدت الهيئة تحولات كبيرة، إذ تأسست عام 2012 باسم جبهة النصرة مرتبطة بتنظيم القاعدة، ثم أعلنت فك ارتباطها عام 2016 وتغيّرت أسماءها لاحقاً.
وأبقت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن على تصنيف الهيئة في قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية، وقررت ترك مسألة رفع التصنيف أو إبقائه لإدارة ترامب، التي قررت في الأخير إلغائه.