فانس من إسرائيل: مسار السلام يتقدم رغم التحديات

افتتح نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس مركز التنسيق المدني العسكري في جنوب إسرائيل بهدف دعم جهود إعادة إعمار غزة ومراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأعرب عن تفاؤله باستمرار الاتفاق المبرم بين إسرائيل وحركة حماس، مؤكدًا أن مسار السلام يسير في الاتجاه الصحيح رغم التحديات.
تحدث فانس في مؤتمر صحفي شارك فيه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس دونالد ترمب جاريد كوشنر، وقائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال تشارلز براد كوپر، في المركز الذي تتواجد فيه قوات أميركية لمراقبة وقف إطلاق النار.
قال إن الإسرائيليين والأميركيين يعملون معاً لوضع خطة لإعادة إعمار غزة، وتنفيذ سلام طويل المدى، وضمان وجود قوات أمن على الأرض في غزة ليست أميركية، لكنها قادرة على حفظ السلام على المدى الطويل.
ورأى أن مسار السلام ما زال طويلاً، مضيفاً أن لدينا عمل كثير يجب إنجازه وهذه العملية ستستغرق وقتاً طويلاً جداً، لكن ويتكوف وكوشنر والأدميرال كوپر قاموا بعمل رائع.
انتقد فانس وسائل الإعلام الأميركية والغربية، قائلاً إنه يبدو أن هناك رغبة في الفشل، فكلما حدث أمر سيئ أو عمل عنيف يُقال إنه نهاية وقف إطلاق النار أو خطة السلام، لكن الأمر ليس كذلك بل هو أمر طبيعي حين يتصارع طرفان تاريخياً من الكراهية.
وأشار فانس إلى أنه سيلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحقاً وأن الأمور تسير بشكل جيد، مضيفاً أننا في وضع ممتاز وسنواصل العمل ولدينا الفريق القادر على تحقيق ذلك.
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مرحلة اختبار جدي بعد تصعيد إسرائيلي في مدينة رفح جنوب القطاع، وسط تقارير عن ضغوط أميركية لاحتواء الموقف ودفع تل أبيب إلى التراجع عن قرارات، منها إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات.
وأعلنت إسرائيل مساء الأحد إعادة تفعيل الاتفاق عقب غارات جوية استهدفت مناطق عدة في القطاع، وسط تبادل اتهامات بين تل أبيب وحركة حماس بخرق الاتفاق.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت تركيا سترسل قوات، قال فانس إن وجود قوات على الأرض يعود أولاً إلى قرار الإسرائيليين أنفسهم، مع الإشارة إلى أن رئيس الوزراء نتنياهو سيكون له وجهة نظر في هذا الشأن.
وأوضح أن لكل طرف دوراً يؤديه في هذه المرحلة، فبعض الأدوار مالية وأخرى في إعادة الإعمار، وأخرى في التواصل بين الأطراف لضمان نجاح خفض التصعيد وتنفيذه على الأرض.
وأضاف: لن نفرض أي شيء على الإسرائيليين فيما يتعلق بالقوات الأجنبية على أراضيهم، لكننا نرى أن لتركيا دوراً بنّاءً في هذه الجهود، وهي بالفعل قامت بدور إيجابي نقدره كثيراً.
ويرى أن الطريق إلى السلام يجب أن يتم عبر التركيز على المستقبل، وهو ما طلبه منا رئيس الولايات المتحدة، ونعتقد أن جميع الأطراف هنا راغبة ومستعدة للمشاركة في هذا الجهد.
ورداً على سؤال بشأن نسبة احتمال استمرار وقف إطلاق النار في غزة، رفض فانس وضع نسبة محددة، لكنه أكد أن ما شهده خلال الأسبوع الماضي يمنحه تفاؤلاً كبيراً بأن وقف النار سيصمد.
إذا انتقلنا من الوضع الذي كنا عليه قبل أسبوع إلى سلام طويل المدى ومستدام بين إسرائيل وغزة، فستكون هناك محطات صعود ونزول ولحظات يبدو فيها أن الأمور لا تسير كما ينبغي، لكنه الهدف المهم هو المحاولة المستمرة كما طلب الرئيس.
وشدد نائب الرئيس على أن تحقيق السلام سيتطلب جهداً متواصلاً ومتابعة وإشرافاً دائماً، مشيراً إلى أن وجود الأدميرال كوپر وفريقه هنا للمساعدة في تسوية الخلافات عند ظهورها هو أحد أسباب تواجدهم.
وبعد تحذيره حركة حماس من أنها ستُباد إذا لم تتعاون، أشار إلى أن أماكن بعض جثث المحتجزين المتوفين في غزة ما تزال غير معروفة، وهو أمر معقد ولن يحل بين عشية وضحاها.
تفاؤل أمريكي
من جهته، أشاد المبعوث الأميركي بما تحقق في مشروع إعادة إعمار غزة، قائلاً إنه إنجاز مذهل وتعاون رائع بين الشركاء، وأن لدينا فريقاً مميزاً.
وأضاف أن توقيع الاتفاق كان تحدياً بحد ذاته، لكن التنفيذ هو الجزء الأكثر أهمية، وأعتقد أننا نتجاوز ما كنا نتوقعه في هذه المرحلة.
وأشار ويتكوف إلى أن التجربة التي نعيشها من خلال إنشاء مركز التنسيق المدني العسكري ستكون نموذجاً يُستخدم في نزاعات أخرى، مع تعلمنا كيفية إدارة اتفاقات السلام والانتقال من الحرب إلى السلام.
وقال كوشنر خلال كلمته في افتتاح المركز إن المشروع مخطط له منذ البداية من قبل القيادة المركزية الأميركية، وأن الاتفاق الذي نعمل عليه كان من المفترض أن يتم على مرحلتين، الأولى إخراج المحتجزين الأحياء، ونحن نحقق تقدماً في هذا الملف إذ تم إخراج نحو نصفهم حتى الآن.
وأشار إلى أن نائب الرئيس موجود هنا اليوم لبذل مزيد من الجهود في هذا المسار، واستكمال المهمة في مرحلتها الثانية، مع وجود تنسيق قوي ومفاجئ للعمليات الإنسانية بين الأمم المتحدة وإسرائيل لضمان وصول المساعدات إلى سكان غزة وعدم وقوعها في أيدي الخاطئين.
وعن مستقبل غزة، قال كوشنر إن هناك خطوات مهمة قيد التنفيذ الآن، وسيُعلن عن مزيد منها في الأيام المقبلة، لكن الأهم هو إيجاد مركز تنسيق فعال لتفادي النزاعات، وهو ما بدأنا العمل عليه هنا بالفعل.
وأوضح أن هناك تقدماً أكبر في الأسبوع المقبل، وأن بعض الأشخاص يبدون حالة من الهلع بسبب بعض الخروقات هنا أو هناك، لكن الواقع أن الأمور تسير كما هو متوقع، فالجانبان ينتقلان من عامين من الحرب الكثيفة إلى السلام.
وأضاف أن العمل يتسارع بشكل كبير، حيث تنضم دول جديدة بسرعة للمشاركة في المشروع والمساعدة فيه، وسنواصل تقديم التحديثات حول حجم التقدم.