اندلاع موجة احتجاجات جديدة مناهضة لإدارة ترامب في الولايات المتحدة

موجة احتجاجات جديدة ضد سياسات ترامب
توقع المنظمون مشاركة ملايين المحتجين بنهاية اليوم في مسيرات تُعقد في مدن كبرى وبلدات صغيرة وحتى في عواصم خارجية، احتجاجاً على سياسات الرئيس دونالد ترمب وإدارته التي يرونها استبدادية وتعرّض الديمقراطية للخطر.
وتُستند تقديرات الحضور إلى احتجاجات يونيو الماضي، وتبيّن إحباطاً من إجراءات الإدارة مثل ملاحقة المعارضين، ومداهمات الهجرة على مستوى البلاد، وإرسال قوات فيدرالية إلى مدن رئيسية.
وقالت ليّا رينبرغ، المؤسسة الشريكة في منظمة إنديفيزابل التي تنسّق هذه المسيرات، إن الهوية الأميركية تتجلى في القول: ليس لدينا ملوك وممارسة حقنا في الاحتجاج السلمي.
في واشنطن العاصمة اكتظت الشوارع وتوجه المحتجون نحو مبنى الكونجرس وهم يرددون الهتافات ويحملون اللافتات والأعلام والبالونات في أجواء سلمية، وارتدى أربعة متظاهرين أزياء سجن مخططة ووضعوا على رؤوسهم صوراً كاريكاتيرية كبيرة لترمب ومسؤولين آخرين، ورفعوا لافتة كتب عليها: “اعزلوا ترمب مرة أخرى”.
قال أحد المتظاهرين وهو يحمل لافتة تقول: “نريد إحلال الديمقراطية والدفاع عن الحقوق”: “أنا ضد تجاوز السلطة وندافع عن الديمقراطية”. منذ تولي ترمب منصبه قبل عشرة أشهر كثفت إدارته مداهمات الهجرة، وخفضت القوة العاملة الفيدرالية، وقلّصت التمويل لجامعات النخبة، بسبب قضايا تشمل الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في غزة والتنوع في الحرم الجامعي.
وأفادت تقارير بأن ترمب أرسل قوات الحرس الوطني إلى بعض المدن الكبرى، معتبرها ضرورية لحماية مسؤولي الهجرة والمساعدة في مكافحة الجريمة.
ولم يدل ترمب كثيراً من التصريحات عن الاحتجاجات السبت، لكنه قال في لقاء مع فوكس نيوز بث الجمعة: “يصفونني بالملك، أنا لست ملكاً”.
وقالت رينبرغ إن أكثر من ثلاثمئة مجموعة شعبية ساعدت في تنظيم المسيرات اليوم، كما قدمت الجمعية الأميركية للحريات المدنية تدريباً قانونياً لعشرات الآلاف من المشاركين الذين سيعملون كحراس في المسيرات، وتدريباتهم شملت كيفية تفادي التصعيد.
انتشرت إعلانات وترويج للاحتجاجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحث المواطنين على المشاركة، كما عبر مشرعون ديمقراطيون كبار عن دعمهم للاحتجاجات. كتب تشاك شومر على منصة إكس: “مسيرات ‘لا ملوك’ اليوم تؤكد ماهية أميركا… نحن ديمقراطيون”. وبارك حكيم جيفريز، زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، الاحتجاجات قائلاً: “إن الاحتجاج السلمي ضد رئيس خارج عن السيطرة هو النهج الأميركي”.
في المقابل سعى الجمهوريون إلى شرح المشاركين بأنهم بعيدون عن التيار الرئيسي للسياسة الأميركية، وأنهم سبب الإغلاق الحكومي الممتد الآن في يومه الثامن عشر. ومن البيت الأبيض إلى مبنى الكابيتول وصف القادة الجمهوريون المشاركين بأنهم “شيوعيون” و”ماركسيون”، واعتبروا أن الديمقراطيين مدينون للجناح اليساري المتطرف باستمرار الإغلاق لاسترضاء القوى الليبرالية. قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون: “أشجعكم على مشاهدة ما نسميه مسيرة كراهية أميركا”.
نقلت وكالة أسوشيتد برس أن هذه الاحتجاجات تشكل الموجة الثالثة من الحشد الجماهيري منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض، ومن المتوقع أن تكون الأكبر حتى الآن، وتأتي في خضم إغلاق حكومي ووقف برامج وخدمات فيدرالية. كما أشارت الوكالة إلى أن الموجة الأولى في أبريل ضد مسار سريع لتقليص الإنفاق الفيدرالي وتخفيض آلاف الوظائف قادها مستشار الرئيس السابق إيلون ماسك، والثانية اعتراضاً على عرض عسكري صادف عيد مولد ترمب في يونيو الماضي، فيما يقول المنظمون إنها حركة حزبية معارضة أكثر وحدة وتماسكاً.