اخبار سياسية

المجر تعلن جاهزيتها لاستضافة ترامب وبوتين.. وأوربان: إنجاز سياسي لبودابست

أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان استعداد بلاده لاستضافة قمة مرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في بودابست، بهدف مناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وتزور واشنطن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في محاولة للحصول على صواريخ توماهوك بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.

وأعلن ترمب أنه أجرى “محادثة مثمرة للغاية” مع بوتين، مشيراً إلى أنهما اتفقا على عقد قمة في المجر لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. واحتفى أوربان بإعلان ترمب، وقال في مقابلة مع الإذاعة الرسمية المجرية، إن معارضته المستمرة لتسليح أوكرانيا وتمويلها ربما ساهمت في اختيار بودابست لاستضافة القمة.

وأضاف أوربان، الذي يعد من أوثق حلفاء ترمب في أوروبا وأقرب شركاء بوتين داخل الاتحاد الأوروبي، أن “بودابست هي المكان الوحيد تقريباً في أوروبا اليوم الذي يمكن أن يعقد فيه مثل هذا الاجتماع، لأن المجر تقريباً الدولة الوحيدة المؤيدة للسلام. وعلى مدى ثلاث سنوات، كنا الدولة الوحيدة التي دعت باستمرار وبصوت مرتفع إلى السلام”. وأشار إلى أنه تحدث إلى ترمب مساء الخميس، وأنه سيتحدث مع بوتين الجمعة، واعتبر أن استضافة القمة في بودابست تمثل “إنجازاً سياسياً لبلاده”. علماً أن المجر ستشهد انتخابات برلمانية في أبريل المقبل، والتي وصفها أوربان بأنها الأصعب في مسيرته الممتدة منذ 15 عاماً.

وتابع أوربان قائلاً: “لا أحد يعلم متى كانت آخر مرة شهدت فيها المجر حدثاً دبلوماسياً بهذا الحجم، حيث لا نكون مجرد مضيفين، بل يعتبر أيضاً إنجازاً سياسياً بحد ذاته”. وفي منشور على منصة “إكس”، قال أوربان إن “الاجتماع المخطط له بين رئيسي الولايات المتحدة وروسيا خبر رائع لعشّاق السلام حول العالم. نحن مستعدون”. وأضاف في منشور لاحق: “انتهيت للتو من مكالمة هاتفية مع الرئيس ترمب، والاستعدادات لقمة السلام الأميركية الروسية جارية”.

وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إن بوتين يرحب بعقد القمة، مشيراً في تصريح لوكالة الأنباء الروسية الرسمية “إنترفاكس” إلى أن “الرئيس ترمب هو من اقترح بودابست أولاً، وقد أيد رئيسنا على الفور فكرة عقد القمة في هذه العاصمة الأوروبية”. وبحسب ترامب، فإن قمة بودابست ستتبع جولة أولى من الاجتماعات بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف الأسبوع المقبل، في موقع سيتم تحديده لاحقاً.

الحوار بعد سماع كلمة توماهوك

تأتي مكالمة ترامب مع بوتين عشية لقائه المرتقب في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أعلن أنه سيحاول إقناع واشنطن بتزويد بلاده بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى وأنظمة تسليح أخرى، تمكّن أوكرانيا من تنفيذ ضربات أعمق داخل الأراضي الروسية. وكتب زيلينسكي على منصة “إكس” مساء الخميس أنه وصل إلى الولايات المتحدة، مضيفاً دون الإشارة مباشرة إلى القمة المقترحة: “يمكننا أن نرى بالفعل أن موسكو تسرع إلى استئناف الحوار بمجرد سماعها كلمة توماهوك”.

وكان ترامب قد أبدى في الأيام الماضية انفتاحاً على تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز من طراز “توماهوك”، التي يبلغ مداها نحو 1600 كيلومتر، رغم تحذيرات بوتين من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تدهور العلاقات الأميركية الروسية. لكن عقب مكالمته مع بوتين بدا ترامب متحفظاً، وقال للصحافيين: “نحن بحاجة إلى صواريخ توماهوك في الولايات المتحدة أيضاً، لدينا الكثير منها، لكننا نحتاجها، لا يمكننا أن نفرغ ترسانتنا الوطنية.” وكان زيلينسكي يسعى للحصول على هذه الصواريخ لتمكين قواته من ضرب أهداف عميقة داخل روسيا، معتبرًا أن ذلك قد يدفع بوتين إلى التعامل بجدية أكبر مع الدعوات الأميركية للتفاوض.

وبعد نجاحه الأخير في التوسط لوقف إطلاق النار في غزة بين “حماس” وإسرائيل، قال ترامب إن وضع نهاية للحرب في أوكرانيا بات “أولوية سياسته الخارجية الأولى”، مؤكداً أنه يشعر بثقة متزايدة بإمكان تحقيق اختراق قريب. وأوضح ترامب أنه يتبنى الآن نهجاً أكثر حياداً تجاه طرفي النزاع، ملمّحاً إلى أن التفاوض المباشر بين زيلينسكي وبوتين قد لا يكون ممكناً حالياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى