بعد محادثات تجارية ناجحة.. جهود لترتيب لقاء بين ترمب ولولا دا سيلفا

وصف الطرفان المحادثات التي جرت الخميس بأنها إيجابية، واتفقا على العمل لترتيب اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في أقرب فرصة ممكنة.
وقال الوفدان في بيان مشترك إنهما سيجريان مناقشات حول عدة جبهات في المستقبل القريب، وسيؤسسان مسار عمل للمضي قدماً، لكن لم يُحدد جدول زمني للاجتماع المقترح بين ترمب ولولا.
وتعد المحادثات في واشنطن، التي شارك بها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير ووزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، أحدث اتصال دبلوماسي بين البلدين خلال الأسابيع الماضية بعد جمود في العلاقات لأشهر.
مرحلة ذوبان الجليد
وقال وزير الخارجية البرازيلي للصحافيين في واشنطن: “إنها بداية مبشرة لعملية تفاوضية سنعمل من خلالها على تطبيع العلاقات وفتح مسارات جديدة للعلاقات الثنائية”.
وأضاف فييرا أن المحادثات الخميس “كانت رائعة” ومثمرة وركّزت على القضايا الفنية، وأن الاجتماع استمر نحو ساعة، وشمل جلسة فردية لمدة 20 دقيقة مع روبيو.
والأسبوع الماضي أجرى ترامب ولولا مكالمة هاتفية، بعد لقاء قصير في الأمم المتحدة في سبتمبر، قال كلاهما إنهما خرجا بانطباعات إيجابية.
وخلال المكالمة اتفقا على عقد اجتماع، ما زاد من الآمال في ذوبان الجليد في العلاقات الثنائية التي وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
كانت مكالمة الأسبوع الماضي مؤشرًا على تحسن العلاقات التي تدهورت بسرعة بعد أن فرض ترامب رسوماً تجارية على العديد من السلع البرازيلية، وعقوبات على قاضٍ في المحكمة العليا البرازيلية في محاولة لوقف محاكمة بولسونارو، وفق تقرير لبولغورغ.
وصف وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد آنذاك المحادثة بأنها “إيجابية”، وجاءت بعد لقاء استمر ثوان معدودة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، حين قال ترمب إنه ولولا لديهما “كيمياء جيدة”، وناقشا عقد اجتماع لتجاوز خلافاتهما.
ولم يقدم ترمب أي مطالب محددة للبرازيل خلال المكالمة، ولم يناقش إدانة بولسونارو، أو المنتجات التي تظل خاضعة للرسوم الجمركية، وفقًا لمسؤول برازيلي مطلع على المكالمة طلب عدم الكشف عن هويته.
وقال ترامب في منشور على Truth Social: “استمتعتُ بالمكالمة، وسيحقق بلدانا نجاحاً كبيراً معاً”، مضيفاً: “سنلتقي قريباً في كل من البرازيل والولايات المتحدة”.
فيما أعلنت الحكومة البرازيلية أن الرئيس البرازيلي طلب من ترمب إلغاء الرسوم الجمركية البالغة 40% على السلع البرازيلية، وكذلك الإجراءات التقييدية التي فرضتها الولايات المتحدة على السلطات المحلية. وأضاف البيان أن “الرئيسين تبادلا أرقام الهواتف في محاولة لإقامة اتصالات مباشرة”.
تسوية “سوء التفاهم”
وحتى قبل المكالمة، بدأ مسؤولون أميركيون وبرازيليون العمل على ترتيب لقاء شخصي بين لولا وترمب، في حين أعيد فتح القنوات رفيعة المستوى.
واستأنف نائب الرئيس جيرالدو ألكمين المحادثات مع وزير التجارة هوارد لوتنيك قبل أسبوعين.
وسعت البرازيل إلى استغلال المحادثات لتسوية ما تعتبره سوء فهم بشأن التجارة وقضايا أخرى بين الحكومتين.
ويُعدّ الإطار القانوني لشركات التواصل الاجتماعي الأميركية العاملة في البرازيل نقطة خلاف رئيسية، لا سيما بعد قرار المحكمة العليا البرازيلية بتعليق عمل شركة إكس مؤقّتاً العام الماضي.
كما أمضى ترمب ومسؤولون آخرون في الإدارة أشهر في محاولة الضغط على البرازيل لإسقاط التهم الموجهة إلى بولسونارو، أحد أقرب حلفاء الرئيس الأميركي في أميركا اللاتينية.
وانتقد لولا ترمب بشكل منتظم لمهاجمته سيادة البرازيل ومحاولة التدخل في الشؤون الداخلية، وهي الرسالة التي ساعدت في تعزيز شعبيته قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2026 التي يخطط للترشح فيها مرة أخرى.
لكن الزعيم اليساري أكد أيضاً أنه منفتح على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة طالما يجري التعامل معه على قدم المساواة.
وانضم القطاع الخاص البرازيلي إلى الجهود الرامية إلى تحسين الحوار بين البلدين، حيث تمت دعوة الشركات الرائدة ومجموعات الصناعة إلى تقديم مدخلاتها حول قطاعاتها.