اخبار سياسية

تقرير: تعزيز الوجود الأميركي في المحيط الهادئ يزداد تكلفته وتعقيده

تعزز الولايات المتحدة دفاعاتها في جزيرة جوام لتكون ركيزة رئيسية في ردع الصين، وهو مشروع تصفه الصحيفة بأنه مكلف ومعقد في إطار تحول البنتاغون نحو جوام كقلب دفاعي في المحيط الهادئ.

يُجرب الجنود في قاعدة قريبة من الفنادق والشواطئ راداراً حديثاً يغطي الرؤية بزاوية 360 درجة، وهو جزء من منظومة دفاعية تصل تكلفتها إلى نحو 8 مليارات دولار لحماية الجزيرة من هجوم صاروخي صيني محتمل.

يؤكد مسؤولون عسكريون أن الهدف هو ردع الصين عن استخدامها القوة للاستيلاء على تايوان، مع إظهار جاهزية أميركية للرد إذا لزم الأمر.

تشير الخلاصة إلى أن المشروع يواجه تحديات لوجستية وتكاليف مرتفعة، كما يتعامل مع ترسانة صاروخية صينية تشمل نسخة مطوّرة من DF-26 المعروفة باسم القاتل جوام.

توجد خلافات في الأوساط الدفاعية حول فائدة حشد هذا الكم من الأصول في جوام التي تبعد أكثر من 1500 ميل عن تايوان وبحر الصين الجنوبي.

التكاليف والتحديات اللوجستية

أشار زاك كوبر، المسؤول السابق في وزارة الدفاع، إلى أن البعض يرى جوام مهمة بسبب موقعها بينما يرى آخرون أن الدفاع عنها مكلف ويجب تنويع المواقع.

تشير الصحيفة إلى أن جوام يقع ضمن نطاق الاستهداف الصيني، وفي الشهر الماضي عرضت بكين ترسانة صواريخ متطورة تتضمن نسخة من DF-26، وأفاد مسؤولون أميركيون بأن قراصنة صينيين استهدفوا بنى تحتية في الجزيرة.

تواصل البحرية الصينية توسيع عملياتها لتتجاوز سلسلة الجزر الأولى، والتي تشمل تايوان واليابان، وتجاوزت أيضاً ما تعرفه سلسلة الجزر الثانية التي تضم جوام.

حذر الجنرال إريك سميث من أن نقل الأصول إلى جوام قد يضيق مجال الردع داخل سلسلة الجزر الأولى، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تزال بحاجة إلى قوة رادعة داخل تلك السلسلة.

توضح الصحيفة أن البنتاجون يعمل على توزيع القوات في المحيطين الهندي والهادئ لتقليل مخاطر الاعتماد على موقع واحد.

التطورات الدفاعية والاختبارات

تتيح جوام أن تكون محطة رئيسية لإعادة التزوّد بالوقود والصيانة للغواصات وحاملات الطائرات في حال نشوب نزاع حول تايوان، كما أن كونها أرضاً أميركية يسهّل زيادة وجود القوات بدون مفاوضات مع دول أخرى.

قال الجنرال صامويل بابارو إن جوام تمثل ركناً لقدرة أميركا على الدفاع وإظهار القوة والحفاظ على التحالفات والردع.

أشارت الصحيفة إلى أن الجيش يتوقع زيادة عدد الأفراد في جوام بنحو 10 آلاف بحلول 2037 ليصل الإجمالي إلى نحو 34 ألفاً.

توضح قيادة المنطقة أن الإنفاق على إعادة التموضع في جوام بين 2019 و2028 يبلغ 6.2 مليار دولار.

أوضح الجنرال بريت ميتوس أن جوام تحتاج إلى مركز رئيسي وأنها أكثر تطوراً من بقية الجزر، لذا يتركز فيها الجزء الأكبر من الاستثمارات.

أشار الجنرال بليك بوركيت إلى أن تكاليف البناء في جوام قد تصل إلى ثلاثة أضعاف ما هي عليه في مناطق أخرى بسبب النقل واللوجستيات.

ذكرت الصحيفة أن أعمال الحفر جارية لإعداد مسبح تدريبي قرب مركز لياقة بدنية وأن بعض الثكنات أنجزت أو ستنتهي قريبا.

يتطلب تحديث البنية التحتية التي تخدم المنشآت والسكان نحو 164 ألفاً من التمويل الفيدرالي بمقدار 1.5 مليار دولار للمساعدة في نقل شبكات التوزيع إلى تحت الأرض.

يعاني المستشفى العام من تقادم وتسرّب المياه أثناء العواصف وعدم جاهزيته لاستقبال إصابات كثيرة.

قال إريك ريفن نائب وزير البحرية السابق لجوام إن البناء على جوام يتقدم لكن له حدوداً، وأكد أن الأمر سيستغرق وقتاً.

تشير الصحيفة إلى أن الاختبارات الدفاعية جارية في موقع تابع للجيش الأميركي على طريق رئيسي خلف نقطة تفتيش يحرسها جنود.

يشمل النظام راداراً جديداً يعرف بمستشعر الدفاع الجوي والصاروخي للطبقة الدنيا ويكوّن هوائيات أمامية وخلفية.

قال الجنرال جوناثان ستافورد إن الفريق يجلب أحدث ما لدينا من تكنولوجيا الدفاع عن الجزيرة.

أوضح ستافورد أن الرادار الجديد يعكس أهمية جوام بالنسبة للجيش الأميركي.

نفذت القوات الأميركية تجربة ناجحة لاعتراض صاروخ باليستي متوسط المدى قرب سواحل الجزيرة في ديسمبر الماضي كجزء من النظام قيد التطوير.

تهدف المنظومة إلى حماية الجزيرة من صواريخ كروز وباليستية وصواريخ فرط صوتية، غير أن بعض المحللين يخشون من قدرة الصين فرط الصوتية على اختراقها.

قال ليلاند بيتس مدير مركز المحيط الهادئ لأمن الجزر إن جميع مكونات النظام لا تزال في طور التجربة، لذا فاعليته تبقى قيد التقييم في حال حدوث أمر خطير.

ختمت الصحيفة بأن القادة السياسيين في جوام يدعمون تعزيز الوجود العسكري الأميركي لكنهم يطالبون بضمانات بالدعم لمواجهة زيادة عدد العسكريين وارتفاع أسعار الإسكان.

أجابت حاكمة جوام بأن النظام الدفاعي ليس سبباً لجعل الجزيرة هدفاً أكبر، بل أشارت إلى أن التاريخ يبيّن أن الجزيرة دائماً ما تكون هدفاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى