بوتين: روسيا ستصل إلى إنتاج قدره 510 ملايين طن من النفط في عام 2025

أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا ستنتج 510 ملايين طن من النفط في عام 2025، بانخفاض قدره 1% مقارنة بعام 2024، وأن هذه الكميات تواكب اتفاقات أوبك+ وتلتزم موسكو بها للمساعدة في استقرار السوق العالمي للنفط.
وأضاف في كلمته خلال الجلسة العامة لمنتدى أسبوع الطاقة الروسي في موسكو أن الإنتاج المقترح يتسق مع التزامات روسيا تجاه أوبك+ وتؤكد موسكو التزامها بالمساهمة في توازن سوق النفط العالمي.
وقال بوتين إن رفض الاتحاد الأوروبي استيراد الطاقة من روسيا أدى إلى تراجع الصناعة الأوروبية وارتفاع الأسعار، مؤكداً أن عدة دول أوروبية خضعت لضغوط سياسية لرفض شراء موارد الطاقة الروسية، ملاحظاً العواقب على اقتصادات الغرب والقدرات الإنتاجية لها، وموضحاً أن ذلك ينعكس في انخفاض حجم الأعمال الصناعية وارتفاع الأسعار وتراجع القدرة التنافسية للسلع الأوروبية والاقتصاد ككل في الاتحاد الأوروبي.
تحدث عن التأثيرات الناتجة عن العقوبات وقال إنها أسهمت في تقلص إنتاج ألمانيا، قاطرة الاقتصاد الأوروبي، وأن هناك إعادة بناء لسلاسل التوريد وتحولاً نحو دول الجنوب وشرق آسيا وأمريكا اللاتينية عبر مسارات أكثر موثوقية، مبيناً أن الطلب على الغاز في أوروبا أصبح أقل من مستويات 2019 بسبب انخفاض الإنتاج الصناعي.
أشار إلى أن روسيا تعمل على زيادة إمكانات تصدير الغاز لديها بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، مشيراً إلى أن الانقطاع المصطنع لعلاقات الطاقة على المستوى العالمي ناجم عن ضغط عدواني من الغرب.
وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال إن الكرملين يعتمد على التصريحات الرسمية الصادرة عن الهند وبكين بشأن مشتريات النفط الروسي ردّاً على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وعد بالتوقف عن شراء النفط الروسي، وفقاً لما نشرته سبوتنيك.
وأضاف بيسكوف أن التصريحات الرسمية من خارجية الهند وبكين هي المحكومة على أساسها، وأنها متاحة للعامة وتُركّز عليها الحكومة الروسية.
وأضاف أن الصين ستتخذ إجراءات مضادة حاسمة إذا لحقها ضرر في حقوقها ومصالحها المشروعة، موضحاً أن الصين حافظت على موقف موضوعي وعادل بشأن الأزمة الأوكرانية، وتعارض بشدة استخدام الولايات المتحدة لبلادها كذريعة ولها إساءة استخدام العقوبات الأحادية والولاية خارج الحدود على الصين.
وأكد لين جيان، المتحدث باسم الخارجية الصينية، أن الولايات المتحدة تمثل مثالاً للترهيب الأحادي والإكراه الاقتصادي وتؤدي إلى تقويض قواعد التجارة والاقتصاد الدولية وتعرّض سلاسل الإمداد العالمية للخطر، مع تشديده على أن الصين حافظت على موقفها بشأن الأزمة الأوكرانية وتعارض استخدام الولايات المتحدة لها كذريعة أو فرض عقوبات خارج إطار القانون.
وقالت وزارة الخارجية الهندية إن الهند من أبرز الدول المستوردة للنفط والغاز وتركّز جهودها على تحقيق توازن في أسعار الطاقة وتوفير إمدادات آمنة ومستمرة، مع التركيز بشكل خاص على زيادة وارداتها من النفط الأميركي، مع توضيح أن الهند كدولة كبيرة مستوردة للنفط والغاز تعتبر حماية مصالح المواطنين أولوية دائمة وتعمل على توسيع قاعدة الموردين وتنويع الخيارات وفقاً لديناميكيات السوق العالمية.
وأوضح الناطق الهندي راندهير جايسوال أن الهند تعمل كدولة كبيرة في استيراد النفط والغاز على حماية مصالح مواطنيها كأولوية دائمة وتتبنى استراتيجية استيراد تعتمد على توسيع الموردين وتنويع الخيارات، مع الإشارة إلى أن جهودها في شراء النفط الأميركي تقدمت تدريجيّاً خلال السنوات العشر الماضية وأن الإدارة الأميركية الحالية ترغب في تعزيز الشراكة الطاقية وما زالت المحادثات مستمرة.
ترمب: «مودي وعدني»
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن مودي وعده بأن الهند ستتوقف عن شراء النفط الروسي، وفقاً لصحيفة فاينانشيال تايمز، مع قوله إن مكالمة هاتفية جرت بينهما يوم الأربعاء وأكد فيها مودي توقفاً عن الشراء الذي فرضت واشنطن عليه رسوماً جمركية إضافية بنسبة 25%، وهي الرسوم التي أضيفت إلى الرسوم المتبادلة التي فرضها ترمب أيضاً بنفس النسبة.
وقال ترمب إن مودي أخبره بأنهم لن يشتروا النفط من روسيا، وهذا خطوة كبيرة وأنه عليه الآن دفع الصين إلى اتخاذ موقف مماثل، مع الإشارة إلى أن الصين مشتري رئيسي آخر للخام الروسي، وأن مودي لا يستطيع التوقف عن الشراء فوراً لكن العملية قد بدأت.
وبرزت محاولات بعض الشركاء التجاريين الكبار للولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاقات لخفض الرسوم العقابية، بينما فشلت الهند حتى الآن في الوصول إلى اتفاق مماثل.