اليابان.. تاكايتشي في طريقها إلى رئاسة الحكومة بعد لقاءات مع “إيشين”

المسار السياسي المحتمل لتاكايتشي وتحالفها مع إيشين
تخطط اليابان لتعزيز مكانة ساناي تاكايتشي من خلال موافقتها على محادثات سياسية مع حزب ابتكار اليابان (إيشين)، ما قد يمهد لتشكيل تحالف يمنحها زخماً للوصول إلى رئاسة الوزراء.
وتشير تقارير بلومبرغ إلى أن هذا التحالف المحتمل قد يضمن لتاكايتشي منصب رئيسة الوزراء ويوفر منصة أكثر استقراراً للحكم، في حين يضعف أمل المعارضة في توحيد مرشح موحد لمواجهتها.
ومن المقرر أن يعقد الحزبان محادثات الخميس لتحديد ما إذا كانت هناك توافقات كافية في السياسات تبرر تشكيل تحالف أوسع.
وفي اجتماع مع نواب إيشين في البرلمان صباح الخميس، قال القائد المشارك للحزب فوميتاكي فوجيتا إنه لم يواجه معارضة كبيرة لفكرة الانضمام إلى التحالف مع الحزب الليبرالي الديمقراطي، معتبراً أن القرار النهائي يعتمد على مقارنة النقاشات السياسية وتوافق القيم ومدى قدرة التنفيذ، وسيُتخذ على مستوى قيادة الحزب.
تعزيز مكانة إيشين
يسهم الانضمام إلى التحالف في توسيع حضور إيشين خارج قاعدته التقليدية في أوساكا الغربية، مع إشارات إلى أن سياسات الحزب المحافظة قد تعزز ميلاً يمينياً في إدارة تاكايتشي المحتملة.
ويمتد التحالف المحتمل ليمنح الحزبين 35 مقعداً إضافياً في مجلس النواب، ما يمنحه تفوقاً على أي كتلة معارضة.
سبق أن تعاون الحزبان في البرلمان، وسياساتهما متقاربة ضمن التيار السياسي الياباني، إلا أن بعض مواقف إيشين، مثل خفض ضريبة المبيعات، يمكن أن تكون أكثر تكلفة من إجراءات أضعها الحزب الليبرالي الديمقراطي حتى الآن.
وقد دعم إيشين الميزانية السنوية بعد الحصول على تعهد من الحزب الليبرالي الديمقراطي بشأن التعليم الثانوي المجاني وخفض أقساط التأمين الاجتماعي، كما توصل إلى اتفاق مع الحزب الليبرالي الديمقراطي وحزب كوميتو لتعديل مدى تغطية الأدوية ضمن التأمين، إضافة إلى مبادرة “العاصمة الثانية” التي تقترح أوساكا كبديل لطوكيو في حال وقوع كوارث.
وأكد القائد المشارك لإيشين هيروفومي يوشيمورا أن تاكايتشي موافقة على هذه المبادرة، كما يتوافق إيشين عموماً مع الحزب الليبرالي الديمقراطي في السياسة الخارجية والأمن، بما في ذلك دعم زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2027 ودور اليابان في الحفاظ على النظام الديمقراطي الدولي، إضافة إلى دعم تعديل الدستور للسماح لليابان بامتلاك جيش، مع ضرورة موافقة ثلثي البرلمان قبل عرضه على الشعب.
الخلافات القائمة
مع ذلك، لا تزال هناك اختلافات بين الحزبين، خصوصاً في مسألة تمويل الأحزاب؛ إذ يدعو إيشين إلى حظر التبرعات السياسية من الشركات والمنظمات، وهو ما يتعارض مع موقف الليبرالي الديمقراطي الذي يسعى للحفاظ على هذه التبرعات مع زيادة الشفافية.
كما دعا حزب إيشين في أوساكا إلى إلغاء ضريبة المبيعات على الغذاء لمدة عامين وتقديم ائتمانات ضريبية للأسر منخفضة الدخل، وهو ما قد يثير تحفظات داخل الليبرالي الديمقراطي الذي يسعى للحذر في التخفيض الضريبي حفاظاً على المالية العامة.
إذا نجح تاكايتشي في كسب دعم إيشين، فسيكون أمام أي مرشح معارض صعوبة واقعية في الفوز برئاسة الوزراء.
بينما تتركز الاهتمامات على جهود أحزاب الدستور الديمقراطي، وإيشين، والديمقراطيين للشعب للوصول إلى مرشح موحد، تسعى الحكومة إلى إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع إيشين، بل ومع الديمقراطيين للشعب، خصوصاً بعد انهيار شراكتها مع كوميتو. وشاركت أمانة عامو الليبرالي الديمقراطي والديمقراطيين للشعب في مناقشات الثلاثاء لدفع إطار تعاون سياسي يهدف إلى الاستقرار، لكن الديمقراطيين للشعب بدوا مترددين.