اخبار سياسية

إدارة ترمب تمنح CIA تفويضاً بالقيام بعمليات سرية في فنزويلا

أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أن إدارته سمحت للوكالة المركزية للاستخبارات بتنفيذ عمليات سرية في فنزويلا، واتهم كراكاس بإفراغ سجونها والسماح لآلاف النزلاء من المؤسسات العقابية والمصحات العقلية بالعبور إلى الولايات المتحدة. وأشار إلى أن المهاجرين الفنزويليين دخلوا البلاد عبر الحدود والبحر بسبب سياسة حدود مفتوحة، وذكر أن الإدارة تعمل على إعادة جميع المهاجرين الفنزويليين غير الشرعيين. وأضاف أن الأمر سيئ حقاً، وأن هناك مشكلة مخدرات كبيرة قادمة من فنزويلا، والكثير منها قادم عبر البحر، لكن يمكن إيقافها داخل فنزويلا أيضاً.

وفي وقت سابق نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن إدارة ترمب منحت CIA تفويضاً لتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، كتصعيد ضمن حملة الضغط ضد الرئيس نيكولاس مادورو، وفيما يتصل بالخيار العسكري، قالت الصحيفة إن الجيش الأميركي يدرس خيارات محتملة من بينها ضربات داخل الأراضي الفنزويلية.

بحسب ما ورد في التقرير، يمنح التفويض الجديد الوكالة تنفيذ عمليات “قاتلة” داخل فنزويلا وقيادة عمليات متعددة في منطقة الكاريبي، ويمكن أن تُنفّذ بشكل منفرد أو ضمن عملية عسكرية أوسع، مع التأكيد على أن الهدف النهائي هو الإطاحة بمادورو. كما أشارت الصحيفة إلى أن الحشد العسكري الأميركي في المنطقة يبدو ضخماً حالياً، حيث يوجد نحو 10 آلاف جندي أميركي مقيمون في قواعد داخل بورتوريكو، إضافة إلى وحدة مشاة بحرية على متن سفن هجومية برمائية، وتوجد ثمانية زوارق حربية وغواصة في مياه الكاريبي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصلاحيات الجديدة وردت ضمن وثيقة سرية تعرف باسم “الرؤية الرئاسية”، وهي وثيقة تُعد من أكثر أدوات السلطة التنفيذية حساسية وتظل غالباً في طي الكتمان.

نهج دبلوماسي وتحرك سياسي

وفي تحرك دبلوماسي لافت، أمر الرئيس ترمب هذا الشهر بوقف المحادثات الرسمية مع حكومة مادورو معبراً عن استيائه من رفضه التنازل طوعاً واستمراره في إنكار تورطه في تهريب المخدرات. وكانت CIA تملك سابقاً صلاحيات تعاون مع حكومات أميركا اللاتينية في مجالات الأمن وتبادل المعلومات الاستخباراتية، لكنها لم تكن تتضمن تنفيذ عمليات قتالية مباشرة.

إطار استراتيجي وتاريخي

وتعتمد الاستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه فنزويلا على خطة أعدها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالتعاون مع مدير CIA جون راتكليف، وتهدف إلى الإطاحة بمادورو من الحكم. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت CIA تخطط فعلياً لشن عمليات داخل فنزويلا أم أن التفويض مجرد خطوة احترازية للطوارئ.

وتؤكد تقارير الصحيفة أن التفويضات الرئاسية التي تسمح بتنفيذ عمليات سرية تبقى من أكثر أدوات السلطة التنفيذية حساسية، وأن كثيراً منها يظل محصوراً على عدد محدود من أعضاء الكونغرس المختارين، مما يصعّـب مراقبة تنفيذها بشكل علني. وتذهب تقارير إلى أن التاريخ الأميركي في أميركا اللاتينية والكاريبي شهد استخداماً واسعاً لهذه الأدوات في فترات سابقة، وإن كانت أمثلة مثل غزو خليج الخنازير ورؤوس حربة أخرى قد بقيت في الذاكرة كأحداث مثيرة للجدل.

رفضت كل من البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية الرد على طلب تعليق بشأن المعلومات الواردة في التقرير. وتذكر نيويورك تايمز أيضاً أن الولايات المتحدة عرضت مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض على مادورو وإدانته بتهم تهريب المخدرات. كما يصف روبيو مادورو بأنه “رئيس غير شرعي”، بينما تصفه الإدارة الأميركية بأنه “إرهابي مخدرات”، في حين يربط تقييم الاستخبارات الأميركية مادورو بعصابة تُدعى Tren de Aragua، وهو تفسير تختلف بشأنه تقارير الصحيفة مقارنة بتقييمات أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى