اخبار سياسية

الصين تحافظ على قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة رغم تصاعد التوترات

المشهد التجاري بين الصين والولايات المتحدة وتطوراته الأخيرة

أبقت الصين قنوات التواصل مفتوحة مع الولايات المتحدة بعد سلسلة من الإجراءات المتبادلة، مؤكدة أن الحوار يبقى مستمر رغم التصعيد والتدابير المتبادلة بين البلدين.

أكدت وزارة التجارة الصينية أن الباب ما زال مفتوحاً أمام المفاوضات، وذلك في وقت تواصل فيه بكين دفاعها عن قرارها فرض قيود على صادرات المعادن النادرة وسط تصاعد التوترات التجارية.

وفي سياق متصل، عقد نائب وزير المالية الصيني لياو مين، وهو من أعضاء فريق التفاوض التجاري الموجود حالياً في واشنطن، اجتماعاً مع نظيره في وزارة الخزانة الأميركية، وفقاً لمصدر مطلع. وأوضح المصدر أن لياو يشارك في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ويتوقع أن يجري مزيداً من المناقشات مع المسؤول الأميركي في وقت لاحق من الأسبوع.

وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان: \”الجانبان حافظا على التواصل المستمر في إطار آلية المشاورات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة، وقد عقدنا اجتماعاً على مستوى الخبراء يوم أمس\”.

وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من قول وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت إن بكين لم ترد على استفسارات واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع، عقب إعلان الصين فرض قيود على تصدير منتجات تحتوي على آثار من بعض المعادن النادرة.

وأوضحت الوزارة أن الخطوة الصينية تمثل بداية جرى اتخاذها بشكل واسع في إطار ما أُطلق عليه نطاق الولاية القضائية العابرة للحدود ضد شركات أجنبية تستهدف صناعة الرقائق، ووُصف الإجراء بأنه \”مشروع\”، مع اتهام الولايات المتحدة بفرض قيود جديدة تستهدف الصين منذ اللقاء الذي جمع القوتين في مدريد في سبتمبر الماضي.

وقال المتحدث باسم الوزارة: \”لا يمكن للولايات المتحدة الدعوة إلى الحوار وفي الوقت نفسه تهديد الصين أو ترهيبها بإجراءات تقييدية جديدة. هذا ليس الأسلوب الصحيح للتعامل مع الصين\”.

وكان الوزير بيسينت قد أشار إلى أن اجتماعات على مستوى الخبراء ستُعقد هذا الأسبوع بين مسؤولين أميركيين ونظرائهم الصينيين في واشنطن على هامش اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليَين، فيما يبدو إشارة إلى محادثات فريق لياو.

ونقلت بلومبرغ عن مصادر بأن السفارة الأميركية في بكين لم ترد على طلب التعليق بشأن محادثات لياو في واشنطن، كما لم تتلق وزارة التجارة الصينية فوارق عن الجهات الحكومية المشاركة في الاجتماع الفني الذي عُقد الاثنين.

كما أعلنت وزارة التجارة الصينية، الثلاثاء، فرض قيود على 5 شركات أميركية تابعة لمجموعة Hanwha Ocean، وهي إحدى أكبر شركات بناء السفن في كوريا الجنوبية.
وتُعد Hanwha Ocean أول شركة كورية تملك حوضاً أميركياً لبناء السفن، وتسعى لنقل بعض خبراتها إلى الولايات المتحدة في إطار جهود كوريا الجنوبية لدفع واشنطن إلى تعزيز قطاع بناء السفن الأميركي.

ويرى خبراء من Bloomberg Economics أن التصعيد المتبادل يجعل مسار التوصل إلى اتفاق تجاري أكثر تعقيداً وامتداداً، مع أن الأثر المباشر سيكون على الثقة في السوق أكثر من تأثيره على حركة التجارة بذاتها.

وكانت القيود الجديدة التي أعلنتها بكين على المعادن النادرة الأسبوع الماضي قد دفعت الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى التهديد بإلغاء اللقاء المقرر مع شي جين بينغ على هامش قمة أبيك في كوريا الجنوبية، كما أعلن ترمب عزمه فرض رسوم إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية اعتباراً من 1 نوفمبر المقبل. إلا أنه خفف لهجته لاحقاً وألمح إلى احتمال التوصل إلى اتفاق مع بكين، بينما أكد بيسينت أنه لا يزال يتوقع عقد لقاء بين ترامب وشي في كوريا الجنوبية، مع توقع لقاء نائب رئيس الوزراء الصيني في آسيا قبل اجتماع الزعيمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى