ارتفاع الصادرات يمنح بكين أوراقاً أقوى في الحرب التجارية مع واشنطن

ارتفاع الصادرات والواردات الصينية في سبتمبر
أظهر استطلاع أجرته بلومبرغ لآراء خبراء اقتصاديين ارتفاع الصادرات الصينية بنسبة 8.3% في سبتمبر مقارنة بالعام السابق، متجاوزاً التوقعات البالغة 6.6%، وهو أسرع من أغسطس ويشير إلى استمرار تدفق السلع من موانئ الصين بلا تباطؤ حتى الآن.
وزادت الواردات بنحو 7.4%، وهو ما فاق التوقعات، ليحقق فائضاً تجارياً يبلغ نحو 90.5 مليار دولار.
وأشارت بلومبرغ إلى أن الطلب القوي من أسواق خارج الولايات المتحدة يعين الشركات الصينية على التحمل أمام أي زيادة محتملة في الرسوم الجمركية الأميركية.
وفر ارتفاع الصادرات دفعة للاقتصاد المحلي الذي يعاني من الانكماش، ولا يزال يواجه صعوبات في عكس مسار انخفاض الطلب على المساكن والأسعار.
ومن المقرر أن تعلن الصين عن بيانات الربع الثالث من نشاطها الاقتصادي في 20 أكتوبر، ويتوقع معظم المحللين تباطؤاً عن النصف الأول، لكن الأداء القوي في الربعين الأول والثاني يضمن تحقيق نمو رسمي يقرب من 5%.
تطورات المفاوضات وموقف واشنطن
قال الممثل التجاري الأميركي جاميسون جرير إن واشنطن طلبت اتصالاً هاتفياً مع الصين بعد إعلان الأخيرة توسيع قيود التصدير على المعادن الإستراتيجية، إلا أن الصين أرجأت ذلك الاتصال واتهمت واشنطن بأن لديها معايير مزدوجة.
وأشار جرير إلى أن الأسواق قد تهدأ خلال أيام مع استقرار الوضع، وتوقع احتمال عقد اجتماع بين الرئيسين الأميركي والصيني على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من الشهر.
وحث نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس بكين على “اختيار مسار العقل” في أحدث جولة من التصعيد، مؤكداً أن الرئيس ترمب يمتلك أوراق ضغط أكبر في حال استمرار النزاع.
وفي بيان لاحق، أشار ترمب إلى احتمال وجود مخرج أمام شي جين بينغ مع ما وصف بأنه تهديد مبطن بأن حرباً تجارية قد تضر الصين، قائلاً عبر منصته Truth Social إن الوضع سيكون على ما يرام وأن الولايات المتحدة ترغب في مساعدة الصين وليست الراغبة في الإضرار بها.
دعت وزارة التجارة الصينية الولايات المتحدة إلى التوقف عن تهديدها بفرض تعريفات جديدة، وشددت على ضرورة مواصلة المحادثات لحل القضايا العالقة.
مرحلة مضطربة للمحادثات
رأى محللان اقتصاديان في بلومبرغ إيكونوميكس أن المحادثات دخلت مرحلة جديدة مضطربة وأن الطريق إلى أي اتفاق أصبح طويلاً وضيّقاً، مع تسليح الطرفين لاستمرار التصعيد.
ووسط توترات أسبوع مضى، وسّعت الصين قيودها على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة، ما استدعى رد ترمب بفرض رسوم 100% وتدعيم ضوابط تصدير البرمجيات المهمة بحلول نوفمبر.
تقديرات بلومبرغ إيكونوميكس تفيد بأن رفع التعريفة الأميركية إلى 100% قد يرفع المعدلات الفعلية على السلع الصينية إلى نحو 140%، وهو مستوى قد يوقف التجارة.
وعلى صعيد الصين، قال خبراء اقتصاد في بنك مورجان ستانلي بقيادة روبن شينغ إن التصعيد المستمر قد يطيل أمد الانكماش في الصين ويدفع لإعادة توازن السياسة الاقتصادية، محذرين من أن القيود الصينية على المعادن الأرضية ورفع التعريفة الأميركية قد يبطئ نمو الصادرات بسرعة ويعطل سلاسل التوريد العالمية.